|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف قاوم المُلحدون الكتاب المقدَّس، وكيف تصدى الكتاب المقدَّس للإلحاد؟ س61: كيف قاوم المُلحدون الكتاب المقدَّس، وكيف تصدى الكتاب المقدَّس للإلحاد؟ ج:1- قاومت الشيوعية الكتاب المقدَّس أكثر بكثير جدًا من مقاومتها للمخدرات، وشنت هجومًا شرسًا عليه، فأدَّعت أنه كتاب حوى الأساطير والخرافات، فاليهود نسبوا الأساطير لأنبيائهم وإلههم يهوه في العهد القديم، ونسب المسيحيون المعجزات لمسيحهم، ومنعوا بكل ما أوتوا من قوة تداول الكتاب المقدَّس، ومنعوا دخوله إلى بلادهم، حتى كان هناك عطش شديد لكلمة الله، والأمر العجيب أنهم طبعوا الكتب التي تشكك في صحة الكتاب المقدَّس مثل " الكتاب المقدَّس المُضحك" و"كتاب مقدَّس لمؤمنين وغير مؤمنين " فما كان من المسيحيين إلاَّ المطالبة بزيادة الطبعات من هذه الكتب، ليس لأنها تُهاجم الكتاب، ولكن لأنها تحوي بعض آيات الكتاب فكان المؤمنون يفرحون بتلك الآيات. أما الرد على قولهم بأن الكتاب المقدَّس كتاب أسطوري فأرجوا من القارئ الحبيب الرجوع إلى كتابنا " مدارس النقد والتشكيك ج4 هل أُخذ سفر التكوين من الأساطير؟". وعندما هاجم الإلحاد قصة آدم وحواء والسقوط رد عليهم " ريتشار وورمبلاند " بأن حياتنا التي هي تكرار لحياة أبوينا الأولين تؤكد حقيقة القصة فقال "حياتنا تؤكد تاريخية أبوينا، فهي تكرار لحياة آدم وحواء. فهناك في طفولتنا نحيا في جنة البراءة والطهر، لا تزعجنا المشاكل أو الأتعاب، ولا ترهقنا المضايقات ولا تدخل الخطيئة إلى دائرتنا، ولكن سرعان ما تدخل الخطيئة إلى قلوبنا وتجد طريقها إلى جنة حياتنا، فنكسر الناموس الأدبي الذي عشنا بموجبه وننطوي على أنفسنا في اختفاء بعيدًا عن أعين القدير.. فإن كنا نقر بدخول الخطية إلى دائرتنا، فلماذا ننكرها على أبوينا" (156). 2- هاجم فلاسفة الإلحاد الكتاب المقدَّس بشراسة، فمثلًا " ريتشارد روبنسون " الذي وُلِد في إنجلترا في 12 أبريل 1902م، وعمل في مجال التدريس في جامعة ماربورج بألمانيا، وقد نشأ نشأة دينية، صدم أمه المتدينة عندما قال لها لم أعد قادرًا على الاستمرار في الإيمان بوجود الله، وقال عن الكتاب المقدَّس أنه " غامض ومشوش وغير أكيد" (157) وقال أن السيد المسيح يدعو للفرقة بين الآباء والأبناء، ويهدد الإنسان بالبكاء وصرير الأسنان، وسخر " شافتسيري " في كتابه " نصيحة إلى مؤلف " من بعض شخصيات العهد القديم كما فعل فولتير الذي عُرف بأسلوبه الساخر، وقال " برناردشو " عن الكتاب المقدَّس أنه " من أخطر الكتب الموجودة على وجه الأرض. أحفظوه في خزانة مُغلقة بالمفتاح". وتطاول " ريتشارد دوكنز " على الله قائلًا " لا جدال بأن إله العهد القديم هو أسوأ الشخصيات الخيالية: غيور وفخور بذلك، تافه، ظالم، عديم الرحمة، مجنون بالسيطرة، حقود، متعطش للدم، مبيد الشعوب، معقد من النساء والمثليين (الشواذ جنسيًا) عنصري، قاتل أطفال، ساحق، ذابح أبناء، ضار، مُصاب بداء العظمة، سادي.. نزوي حقود شرس" (158) وواضح مدى تجني دوكنز على الله الواحد، فليس هناك إلهين أحدهما للعهد القديم والآخر للعهد الجديد، إنما هو إله واحد، وأخذ " دوكنز " يكيل الاتهامات دون إقامة الأدلة، ودون تمحيص الأمر، وجميع هذه الاتهامات تم الرد عليها من قبل فيُرجى الرجوع إلى كتابنا " مدارس النقد والتشكيك ج2 ص 237 - 276". كما قال " ريتشارد دوكنز": "ربما يكون الكتاب المقدَّس عمل شاعري وخيالي، ولكنه ليس ذلك الكتاب الذي يجب أن تدرسه لأطفالك ليستقوا منه أخلاقياتهم" (159) وأيضًا قال " دوكنز": "أن تصفية الشعوب التي بدأت في عهد موسى أثمرت دمويتها في كتاب يشوع، كتاب ملحوظ في مذابحه المتعطشة للدم والخوف من الغرباء الذين يتوجب ذبحهم.. وقصة يشوع وتدميره لأريحا واحتلال أرض الميعاد بشكل عام، لا يمكن تمييزها عن غزو هتلر لبولونيا، أو مذبحة صدام حسين بالأكراد والعرب.. وعلى فكرة، أرجو ألاَّ تظن، بأن الشخصية الإلهية في تلك القصة كان لديها أي اعتراض على الذبح والتدمير اللذان رافقا احتلال الأرض الموعودة، على العكس فأوامره على سبيل المثال في سفر الخروج كانت مفصلة بعدم الرحمة" (160). ونترك " ترتن " ليرد على الاتهامات السابقة حيث يقول "القاضي الذي يحكم على مجرم بالإعدام لا نعتبره أثيمًا، والجلاد الذي ينفذ هذا الحكم لا ننظر إليه كمجرم، ونفس هذا المبدأ ينطبق على الأمم المتوحشة أيضًا، فمثلًا إذا أقرَّ حاكم البلاد على إنسان أنه مُستحق الموت وأرسل شخصًا لقتله، فعمل هذا الشخص لا يعتبر قتلًا بالمعنى الصحيح لأنه نفذ أمر الحاكم.. وعلى هذا المثال كان بنو إسرائيل تحت حكم الله المُطلق، وهو الحاكم المتسلط عليهم، وعندما كان الله يريد معاقبة شخص أو جماعة لاقترافهم إثمًا كان يأمر نبيًا أو ملكًا أو ربما الشعب كله لتنفيذ هذه الإرادة، وإذا تهاونوا في تنفيذ الحكم رأفة منهم، كان اللوم يقع عليهم، كما أن الجلاد في الوقت الحاضر يُعرّض نفسه للمذمة والعقاب إذا أحجم عن تنفيذ ما يؤمر به من قبل أولي الأمر والسلطان. فمثلًا عندما أمر الله بإبادة الكنعانيين أخبر بني إسرائيل صراحة بأنهم مأمورون من قِبله وعليهم تنفيذ أوامره وأنهم إذا أساءوا السلوك مثلهم سيبيدهم الله (لا 18: 28، تث 9: 5) ولم تكن هذه الطريقة المتبعة التي جرى عليها بنو إسرائيل في كل حروبهم وغزواتهم، مع أنها كانت شائعة بين الأمم الأخرى، ولكن الله أراد إيقاع العقاب الصارم بالكنعانيين بصفة استثنائية لكثرة شرهم الذي صعد أمامه، وقد كانوا في الحقيقة شعبًا نجسًا (لا 18: 20 - 25)" (161). وللمزيد من الرد يُرجى الرجوع إلى كتابنا " مدارس النقد ج 8 أسفار يشوع وقضاة وراعوث". 3- الكتاب المقدَّس هو كتاب الله الوحيد الموحى به من الروح القدس، ويحمل في طياته علامات صدقه، فهو يشهد لنفسه ولا يحتاج لشهادة أحد، فتعاليمه تعاليم إلهيَّة، وهو الكتاب الوحيد الذي يحمل الخلاص للإنسان، ويحمل الإنسان لملكوت السموات، ومن الأدلة الداخلية على صدق الكتاب هي النبؤات العديدة التي حواها داخل طيات صفحاته، وكثير منها كان يصعب أو يستحيل تصديقه في لحظة النطق به، فمن يقبل أن عذراء تلد (أش 7: 14) وتلد إلهًا (أش 9: 6)،لقد حوى الكتاب نحو ثلثمائة نبؤة عن السيد المسيح، نطق بها أنبياء مختلفين، ذوي ثقافات مختلفة، وأعمال وأعمار متباينة، وفي عصور متتالية، وفي عدة أماكن، وقد تحقَّق معظمها، حتى أن الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة من حياة السيد المسيح على الأرض تحقَّق نحو ثلاثين نبؤة منها، ويقول "دكتور بيتر سونر " أحد علماء الرياضيات في إحدى جامعات أمريكا أن احتمال تحقق 48 نبؤة على شخص واحد هو احتمال ضئيل جدًا جدًا، ولو حُسب بلغة الأرقام فأنه يساوي 1: 10 17، ولتقريب المعنى قال لو غطينا أرض تكساس بالكامل بدولارات فضية بسمك 60 سم، وفي كل هذا الكم الهائل وضعنا علامة على دولار واحد، فإن فرصة عثورنا على هذا الدولار لأول مرة نبحث عنه هي فرصة ضئيلة جدًا جدًا وتساوي 1: 10 17. ولكيما يتخلص المُلحدون من هذا الدليل قالوا أن هذه النبؤات سُجلت في الكتاب بعد حدوثها ونُسبت لأشخاص عاشوا في عصور سابقة فقال سفر الإلحاد " أن ما يدعيه الكتاب المقدَّس من نبؤات، قد كُتبت بعد وقوع أحداثها بزمن" (162) ومما يُكذّب هذا الإدعاء أن هناك نبؤات تتحدى الزمن، مثل النبؤة عن خراب بابل وأنها لن تُعمَّر بعد، ولجمال هذا الموضوع أحيلك يا صديقي إلى كتابنا: أسئلة حول صحة الكتاب المقدَّس ص 77 - 101. وأيضًا الآثار هي شاهد صامت لا يمكن أن يكذب، ومازالت الأرض تُخرج من باطنها آثارًا تشهد لصحة ما جاء بالكتاب المقدَّس من الناحية التاريخية والجغرافية (راجع أسئلة حول صحة الكتاب المقدَّس طبعة ثانية ص 194 - 199). 4- تأثير الكتاب العجيب في تغيير النفوس فهو شاهد عظيم على سماوية هذا الكتاب، وعندما قال أحد المُلحدين أن الإلحاد عمل أمورًا مفيدة للعالم أكثر من المسيحية، رد عليه " أروتسيد " قائلًا " حسنًا أرجو منك أن تُحضر لي غدًا صباحًا مائة رجل تغيرت حياتهم بسبب الإلحاد، وأنا أُحضر لك في المُقابل مائة رجل تغيرت حياتهم بسبب المسيح" وعجز هذا المُلحد عن إحضار شخص واحد تغيرت حياته للأفضل بفضل الإلحاد، بينما هناك آلاف المُلحدين الذين أقبلوا ويقبلون على حظيرة الإيمان، فتتغير حياتهم للأفضل، بل يستردون حياتهم، فبعد أن كانوا يظنون أن حياتهم هي فقط الحياة القصيرة على الأرض يكتشفون أن حياتهم ممتدة للأبدية السعيدة، وبعد أن كانت حياتهم بلا معنى أصبح لحياتهم هدفًا أسمى، وهو ملكوت السموات، كما أن الذي يؤمن يتخلص من عقدة الذنب التي تلازم الإنسان الخاطئ ولا يستطيع منها فكاكًا، فيعرف أن هناك من حمل العقوبة عنه وأطلقه بريئًا، وأنه " لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رو 8: 1) والذي يؤمن يتخلص من مشاعر الوحدة المقلقة للنفس، فليس هو وحيدًا في هذا الكون الشاسع إنما يشعر دائمًا أن الله مالئ كل مكان ومالئ عليه حياته. أما الإنسان المُلحد فبالرغم من الانفجار السكاني الذي يعاني منه العالم، فأنه يشعر أنه وحيد، ووحدته هذه تزداد يومًا فيومًا. و"داروين " نفسه صاحب نظرية التطوُّر أعترف بفضل الكارزين بالمسيحية، فكتب في يومياته ص 404، 425 يقول أنه لم يكن هناك بلدًا أسوأ من نيوزيلاند، قبل إيمانها، وعندما عاد إلى إنجلترا ووجدهم ينتقدون بشدة المُبشرين المسيحيين، دافع عنهم قائلًا " أن هؤلاء المُنتقدِين ينسون أو يتناسون ما قد صار في نيوزيلاندا من إلغاء الذبائح البشرية التي تُقدم تحت سيطرة كهنوت وثني لم يرَ العالم مثيلًا له في الشر، ومنع (الإيمان بالمسيح) قتل الأطفال، وأنهى الحروب الدموية التي لم تكن تشفق على طفل ولا على امرأة، وقلَّل الغش والسكر والفحشاء، وذلك بإدخال المسيحية فيها، ولو أرتطمت سفينة على جزيرة غير معروفة لصلى الإنسان صلاة حارة وتمنى أن يكون أهلها قد سمعوا بتبشير المُبشرين حتى يطمئن على حياته.. إن عمل المُبشر هو بمثابة عصا الراقي، فترى البيوت تُبنى والحقول تُحرث والأشجار تُغرس بأيادي نفس النيوزيلانديين. إن التحسن المُطرد الناتج عن انتشار الإنجيل في جزر البحر الهادي لهي من النوادر في التاريخ" (163). ومن الأمور الطريفة أن أحد أساتذة الشيوعية أراد أن يُعطي مثلًا عمليًا في أحد الاجتماعات ليُكذّب معجزة قانا الجليل، فأحضر ماء ووضع فيه مسحوق أحمر فتحوَّل الماء إلى اللون الأحمر وقال " هذه هي المعجزة بكاملها، فقد خبأ يسوع في كمه مسحوقًا من هذا النوع، وادَّعى أنه حوَّل الماء إلى خمر بتلك الصورة العجيبة! ولكنني أستطيع أن أفوق عمل يسوع، فأنا أقدر أن أُعيد هذا الخمر إلى ماء مرة أخرى" (164) ثم وضع مسحوقًا آخر فعاد الماء كما كان، ثم عاد ووضع من المسحوق الأول فتحوَّل اللون إلى الأحمر ثانية.. وتغاضى عن حقيقة أنه يسوع لم يقترب أساسًا إلى الماء، إنما كلَّف تلاميذه بأن يملأوا الأجران ماء، ثم أمر الحاضرين أن يستقوا، على كلٍ فإن أحد المؤمنين الحاضرين هذا الاجتماع قال: حقًا لقد أدهشتنا أيها الأستاذ الرفيق بما استطعت أن تفعله، ونحن نسألك الآن أن تفعل شيئًا واحد فقط، ألاَّ وهو أن تشرب جرعة واحدة من خمرك. الأستاذ: هذا ما لا قِبل لي أن أفعله لكون المسحوق مادة سامة. المؤمن: هذا هو الفرق الشاسع بينك وبين يسوع، فقد وهبنا يسوع بخمره رمز الفرح السماوي لمدة ألفي سنة تقريبًا، فيما حاولت أنت إن تسممنا بخمرك، فأُلقي القبض على هذا الشاهد الشجاع وطُرح في غياهب السجن. لقد أقتبس " شيكسبير " نحو 300 اقتباس من الكتاب المقدَّس، وقال " جان جاك روسو": "ما أحقر وما أتفه أقوال الفلاسفة بكافة متناقضاتها إذا قيست بالكتاب المقدَّس!! هل يمكن أن كتابًا ساميًا رفيعًا في بساطته يكون من صنع البشر؟" (165) وقال " جوته": "أن الكتاب المقدَّس يزداد جمالًا وبهاءًا كلما ازددنا تعمقًا في معرفته وفهمه" (166) وقال " جورج واشنطن": "فوق جمال الوحي فإن الكتاب المقدَّس له تأثيره المُثير على الإنسانية وتقديم البركات للمجتمع" (167) وقال " جرانت": "نحن مدينون لهذا الكتاب في كل مجالات التقدم التي وصلنا إليها والمدنية التي أشرقت شمسها علينا. وإلى هذا الكتاب وحده ينبغي أن نتجه كمرشَدين في المستقبل" (168) وكان " إبراهام لنكولن " رئيس الولايات المتحدة الذي ألغى نظام الرق والعبودية دائمًا يستهلم المشورة من الكتاب المقدَّس فيقول "طالما استلهمت النصيحة من الله واتجهت إليه في كافة خططي وما أتبعت طريقًا وسلكت سبيلًا دون اقتناع داخلي بأن الله يوافق عليه. وأنني أكون أغبى مخلوق لو قلت أنني قمت بتصريف الشئون والواجبات المُلقاه على عاتقي منذ أن جلست على هذا الكرسي دون الاستنارة التي نلتها ممن هو أكثر حكمة وقوة من البشر أجمعين" (169). 5- كان الكتاب المقدَّس هو العدة والسلاح للمؤمنين المُضطهدين في الدول الشيوعية، وأنظر إلى ما كتبه " ريتشار وورمبلاند " لمسيحي أوربا يلتمس منهم أن يرسلوا الكُتب المقدَّسة لهم، فيقول "لا تتخلوا عنا!. لا تنسونا!.. لا تهملونا!، قدموا لنا العدة التي نحتاج إليها، لأننا مستعدون أن ندفع ثمن استعمالها.. أنني أتكلم باسم الكنيسة التي خُنق صوتها. الكنيسة الخفية الخرساء، التي لا صوت لها كي تتكلم. أسمعوا أصوات إخوانكم وأخواتكم في بلاد شيوعية! أنهم لا ينشدون الهرب، أو يطلبون حماية أو حياة سهلة. أنهم يطلبون العتاد فقط لكيما يحموا شباب الجيل القادم من سُم الإلحادية. إنهم يطلبون الكُتب المقدَّسة لكي ينشروا كلمة الله، فكيف يمكنهم أن ينشروها إن لم تكن في حوزتهم. تشبه الكنيسة السرية جرَّاحًا كان يسافر في قطار، فاصطدم القطار بقطار آخر، وترك وراءه مئات الجرحى على الأرض بحالة رضوض وكسور وموت. فأخذ هذا الجرَّاح يتعثر بين هؤلاء المصابين وهو يصرخ " آه، لو كانت عدتي معي!.. آه، لو كانت عدتي معي!.. " فلو كانت عدته معه لاستطاع هذا الطبيب أن ينقذ حياة كثيرين، لأنه كان مستعدًا أن يقوم بالعمل، ولكن.. لكن نقصته عدة الطبابة. لذلك بقى مكتوف اليدين. هذا هو واقع الكنيسة الخفية، فهي مستعدة أن تضحي بكل ما تملك! وهي مستعدة بالتالي أن تستشهد في سبيل المسيح، وهي مستعدة أن تجازف بحياة سنين طويلة في سجون الشيوعية! ولكن.. لكن جميع استعداداتها لا تأتي بنتيجة إن لم تملك عدَّة العمل. فتوسل الأمناء والشجعان في الكنيسة السرية إليكم أنتم الأحرار هو هذا. قدموا لنا العدَّة من كتب مقدَّسة، بشائر وكتب مسيحية أخرى" (170). ووصل إلى ريتشار كُتب مقدَّسة مهرَّبة عبر الأسوار المنيعة، ومن كان يقوم بهذا العمل كان يُعرّض نفسه للاعتقال، وفي أحد الأيام جاء إليه رجلان قادمان من إحدى القرى للعمل في المدينة لاكتناز بعض المال بغية شراء كتاب مقدَّس قديم، ولم يصدقا أعينهم عندما قدم لهم ريتشار كتابًا جديدًا بلا مُقابل، وبعد أيام قليلة أستلم ريتشار رسالة شُكر حارة موقَّع عليها من ثلاثين شخصًا قسَّموا الكتاب المقدَّس إلى ثلاثين جزءًا استبدلوها فيما بينهم، فإن الشخص في الدول المُلحدة كان مستعدًا أن يتنازل عن بقرته التي تمثل كل ثروته مقابل الحصول على كتاب مقدَّس، وأحد الأشخاص أستبدل خاتم زواجه بعهد جديد (راجع العذاب الأحمر ص 187، 188).. حدث هذا في الماضي القريب، أما الآن فكم نشكر الله على شبكة الإنترنت التي أتاحت لكل إنسان في كل مكان أن يحصل على نسخة كاملة من الكتاب المقدَّس، بل من آلاف الكتب التي تفسر وتشرح الكتاب وتتحدث حوله.. شكرًا لك يا ربي يسوع المسيح.. تُرى هل هذه البركة العظيمة هي ثمرة صلوات ملايين شهداء الشيوعية الذين عانوا من غياب الكتاب المقدَّس عنهم!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مفهوم الخطية في الكتاب المقدَّس |
الكتاب المقدَّس وعيشه في الليتورجيا |
ترجمات الكتاب المقدَّس |
الكتاب المقدَّس في حياة الكنيسة |
كيف نقرأ نصَّـاً من الكتاب المقدَّس |