رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُميط الكتاب المقدس جزءاً من اللثام إذ يُنيط الخطية بمملكة الشيطان، سواء من حيث أصلها وتطورها واكتمالها. فبما أن الشيطان قد أغوى الإنسان وحمله على السقوط (يوحنا 8: 44)، فقد أصبح - بمعنى أدبي - رئيس العالم وإله هذا الدهر (يو 16: 11؛ 2 كورنثوس 4: 4). ومع أن المسيح قد حكم عليه وطرده خارجاً (يو 12: 31؛ 16: 11)، ولذلك ينشط في العالم الوثني بصورة رئيسية (أعمال 26: 18؛ أفسس 2: 2)، فهو يستمر رغم ذلك في مهاجمة الكنيسة من الخارج. ولذا ينبغي على الكنيسة أن تخوض بكامل سلاحها غمار الحرب الروحية ضده (أفسس 6: 11). وينظم الشيطان موارده الإجمالية لكي يشن في آخر الأيام هجوماً نهائياً وحاسماً على المسيح ومملكته (رؤيا 12 وما يلي). فليس حينما نركز اهتمامنا على خطية بعينها أو على خطايا شخصٍ معين أو شعبٍ مخصوص، بل بالأحرى حين نربط الخطية بكامل مداها في البشرية، مستفيدين من الضوء الذي يُلقيه عليها الكتاب المقدس، حينئذ نفهم لأول مرة طبيعة الخطية الحقيقية ومقصدها. فهي في مبدأها وجوهرها، ليست أقل من كونها عداوة لله، وهي لا تهدف فيا لعالم إلى أقل من السيطرة المطلقة. وكل خطية، حتى الصغرى، لكونها بالحقيقة تعدياً لناموس الله، إنما تخدم هذا الغرض النهائي فيما يتعلق بالنظام كله. فليس تاريخ العالم عملية تطورية تسير على غير هدى، بل هو مأساة رهيبة، جهادٌ روحي مداه طوال العصور، حربٌ بين الروح الذي من فوق والروح الذي تحت، بين المسيح وضد المسيح، بين الله والشيطان. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رؤوس الآباء في الكتاب المقدس |
الشيطان يَعد بمملكة وغنى ليحطّم الحياة |
أية من الكتاب المقدس واقوال الآباء |
أية من الكتاب المقدس وأقوال الآباء |
أية من الكتاب المقدس واقوال الآباء |