رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأثير تعاليم أوريجانوس فيما يخص البدع الخاصة بالروح القدس مهّد تعليم أوريجانوس عن الابن والروح القدس لثلاث بدع هي: بدعة أريوس، وبدعة إنكار ألوهية الروح القدس، وأيضًا بدعة انبثاق الروح القدس من الابن. يضع أوريجانوس الروح القدس في درجة أقل من الابن، لا بالنسبة للكرامة بل بالنسبة للأصل، فهو يقرر أن الابن وحده هو من الآب فقط، ولكن الروح القدس هو من الآب بواسطة الابن، وهنا تظهر بداية بدعة الكاثوليك في انبثاق الروح القدس من الآب والابن. وفى شرحه لعبارة "كل شيء به كان" (يو 1: 2) في بداية إنجيل يوحنا تساءل أوريجانوس قائلًا: "والآن، كما رأينا، فإن كل الأشياء عملت من خلاله (اللوغوس). وهنا يجب أن نتساءل إن كان الروح القدس أيضًا قد عُمل من خلاله. يبدو لي أن هؤلاء الذين يتمسكون بأن الروح القدس مخلوق، والذين يقبلون أن "كل شيء به كان" لابد أنهم يفترضون أن الروح القدس عمل من خلال الكلمة، لكون اللوغوس بالتالي أكبر منه. وهذا الذي يخشى السماح للروح القدس بأن يكون قد عُمل من خلال المسيح، يجب عليه إن كان يقبل الحق الذي ورد في آيات الإنجيل، أن يفترض أن الروح القدس غير مخلوق. هناك مصدر ثالث بالإضافة إلى هذين الاثنين (الذي يفترض أن الروح القدس عُمل من خلال الكلمة، ويعتبره غير مخلوق)، وبالتحديد لتأكيد على أن الروح القدس ليس له جوهر مستقل به فيما وراء الآب والابن... [لكن] هناك ثلاث أقانيم الآب والابن والروح القدس؛ وفي نفس الوقت لا نؤمن بأن هناك ما هو غير مخلوق سوى الآب. لذلك بما إننا أكثر وقار وأصدق في سبيلنا، فإننا نقبل أن كل الأشياء عُملت بالكلمة، وأن الروح القدس أكثر سموًا من كل الخليقة، والأول من حيث الترتيب بالنسبة لكل ما عمله الآب من خلال المسيح. وقد يكون هذا هو السبب في أنه لا يقال أن الروح القدس هو ابن الله الخاص"(1). وهكذا مهد أوريجانوس لإنكار أريوس ومن بعده مقدونيوس للاهوت الروح القدس. وقد وقع ثيئوغنسطس في نفس الخطأ باعتماده على تعاليم أوريجانوس. |
|