قيامة الربّ يسوع وانتصاره على الموت
من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟
كم أنت عظيم يا سيد، وكم نحن قليلو الايمان! امام عظمتك نعاين ضعفنا وخوفنا وشكّنا في قدرتك على دحرجة الحجر عن قلبنا وحياتنا وواقعنا.
كم من المرّات حملنا الطيوب وأردنا أن نحنّطك، لأننا ظنّناك ميت، ولم يعد لك وجودٌ في حياتنا. اعتقدنا أنك لم تعد حاضراً في آلامنا وهمومنا ومتاعبنا. ذهبنا نفتّش عن قوى بشرية تزيح حجر الخوف والحزن عن صدورنا، ونسينا انك حاضر.
نسينا انك وحدك تقدر على دحرجة صخور الألم والحزن. وحدك تعطي نوراً جديداً لحياتنا المظلمة، ومعنى مميزاً لوجودنا المتألم.
عفوك يا سيد، لقد ظننا أنك ميت، وذهبنا نحنّطك، لتبقى في حياتنا جثة هامدة لا حياة فيها، تبقى في قلوبنا كالثاوي في القبر البارد، نحملك في داخلنا ولا ينعكس وجودك على حياتنا واقوالنا وافعالنا وفي شهادتنا. دفنّا وجودك في قلوبنا ونسينا انك ملك الحياة، ولا موت فيك، ونسينا أنه بوجودك لا يبقى للموت مكان.
المجد لقيامتك، لأنها قيامتنا، والسجود لانتصارك، ففيه انتصرنا على يأسنا.
أمّنا مريم، يا معلّمة لنا في الايمان، علّمينا كيف نفتّش عن يسوع القائم من بين الاموات، فلا نتزعزع امام مشاكلنا، ولا نيأس من شدة آلامنا.
علمينا ان نكون مثلك في أحلك ساعات الألم، بقيت المرأة المؤمنة. آمين.