منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 07 - 2014, 04:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس
الأستاذة بولين تُدري
هذا القسم هام جدا في الرد على الكثير من الأفكار، و التفسيرات الخاطئة للكتاب المقدس.. وهنا ستجد تفاسير أسفار الكتاب المقدس لأكثر من مُفَسِّر، مع مقدمات عامة.. دراسات الكتاب المقدس الرئيسية. وهذه التفاسير هي للباحثة بولين تودري، ويوجد تفاسير للقمص تادرس ملطي، ويوجد تفاسير أخرى لأبونا أنطونيوس فكري،
رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

تأملات في سفر يوئيل

تفسير سفر يوئيل - المقدمة


  1. كاتب النبوة
  2. زمن كتابة السفر
  3. موضوع السفر
  4. معاني الكلمات الصعبة في السفر
  5. أقسام السفر
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
1- كاتب النبوة:

يوئيل النبي ومعناه "يهوه هو الله"، وهو مِن سبط يهوذا مِن سُكان أورشليم.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
2- زمن كتابة السفر:

لا يُمكننا الاستدلال عليه تماماً لخلو السفر مِن أي حادثة تاريخية. ولكن الاحتمال يتراوح بين 760- 721 ق.م.وكان هذا قبل السبي. وقد يكون قبل نبوة عاموس، لأن ما ختم به يوئيل نبوته بدأ به عاموس نبوته: فيقول يوئيل "الرب مِن صهيون يُزمجر ومِن أورشليم يُعطى صوته" (يؤ3: 16)، ويقول عاموس "الرب يُزمجر مِن صهيون ويُعطى صوته مِن أورشليم (عا1: 2)، وأيضاً لذكر حادثة الجراد في كلتا النبوتين (يؤ1: 4، عا7: 1)، مع مُلاحظة أن يوئيل تنبأ عنْ يهوذا وعاموس تنبأ عنْ إسرائيل.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
3- موضوع السفر:

السفر كُله يتكلم عنْ حادثة جراد وقحط أحاط ببلاد يهوذا. وساعتها تذكر يوئيل قول الرب في سفر التثنية: "إن لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحرص أن تعمل بجميع وصاياه وفرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم تأتى عليك جميع هذه اللعنات وتُدركك. ملعوناً تكون في المدينة وملعوناً تكون في الحقل. ملعونة تكون سلتك ومعجنك. ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك نِتاج بقرك وإناث غنمك. ملعوناً تكون في دخولك وملعوناً تكون في خروجك. يُرسل الرب عليك اللعن والإضطراب والزجر في كُل ما تمتد إليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعاً منِ أجل سوء أفعالك إذ تركتنى" (تث28: 15- 20)، ولذلك نسب يوئيل النبي هذا القحط إلى ترك الشعب لبيت الرب وترك وصاياه.
ملحوظة: قد عالجنا موضوع عقاب الرب وتأديباته في مقدمة موضوع "تأملات في سفر عوبديا".

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
الإنسان حينما تكون كلمة ربنا أمامه في كُل حين لن ينسب كُل تجربة تحل به إلى إنها عقاب مِن الله، لأنه توجد أتعاب كثيرة نُسببها نحن لأنفسنا، مثل: (كبرياء وتعالى على الآخرين تجعلهم يبتعدون عنا، طباع خشنة تُسبٍب كراهية الناس لنا، أنانية مُفرطة تجعل الناس تتجنب التعامل معنا......).
بل على العكس، الإنسان الذي يضع كلمة الرب أمامه في كُل حين فإنه يكون قادراً على تمييز طريقه، ويعرف إن كان ما يمر به بسبب سلوكياته أم هي تجربة مِن عند الرب يمتحن بها إيمانه.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
4- معاني الكلمات الصعبة في السفر:

القمص (1: 4): الجراد أول خروجه مِن بيضه.
الزحاف (1: 4): الجراد في طور الزحف، قبل تمكنه مِن الطيران.
الغوغاء (1: 4): الجراد بعدما ينبت جناحاه، ويخُف للطيران.
الطيار (1: 4): الجراد في طور الطيران.
المسطار (1: 10): الخمر.
الجفنة (1: 12): شجرة العنب.
مَدَر (1: 17): طين، وحل.
الأهراء (1: 17): المخازن.
ساقته (2: 20): مؤخرة الجيش، الحرس الخلفي.
زهمته (2: 20): نتانته، رائحته الكريهة.
البيادر (2: 24): مُفردها بيدر، وهو مكان تُدرس فيه الحبوب بواسطة النورج.
سكاتكم (3: 10): مُفردها سكًة، رأس آلة الفلاحة وهى مِن الحديد.
الحياض (3: 13): مُفردها حوض، وهى حُفرة مُعدة لعصر العنب وغيره.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
5- أقسام السفر:

** حادثة غزو الجراد (يؤ1: 1- 14).
** مجيء يوم الرب (يؤ1: 15- الخ، يؤ2).
** يوم الدينونة العظيم (يؤ3).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

يوئيل 1 - تفسير سفر يوئيل


  • وصف الحادثة
  • تأمل
  • الكُل يتأذى
  • التوبة هي الطريق الوحيد لإرضاء الرب
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
وصف الحادثة:

"قول الرب الذي صار إلى يوئيل بن فثوئيل. اسمعوا هذا أيها الشيوخ وأصغوا يا جميع سُكان الأرض. هل حدث هذا في أيامكم أو في أيام آبائكم. أخبروا بنيكم عنه وبنوكم بنيهم وبنوهم دوراً آخر. فضلة القمص أكلها الزحاف وفضلة الزحاف أكلها الغوغاء وفضلة الغوغاء أكلها الطيًار. اصحوا أيها السكارى وابكوا وولولوا يا جميع شاربى الخمر على العصير لأنه انقطع عنْ أفواهكم. إذ قد صعِدت على أرضى أمة قوية بلا عدد أسنانها أسنان الأسد ولها أضراس اللبوة. جعلت كرمتى خربة وتينتى مُتهشمة. قد قشرتها وطرحتها فإبيضت قُضبانَها" (1: 1- 7).
قوله "أيها الشيوخ" يعنى أن هذه الحادثة لمْ يحدُث مثيلها في الأجيال القديمة التي عاشها الشيوخ أو عاشها آباؤهم. وأيضاً قوله "يا جميع سُكان الأرض"، تعنى أنه لمْ تحدُث مثل هذه الحادثة في هذه الأيام في أي مكان مِن الأماكن. وكُل هذا يُبيٍن فظاعة الحادثة وشدة القصاص الذي حدث مِن الله.
وقوله: "أخبروا بنيكم عنه وبنوكم بنيهم وبنوهم دوراً آخر"، تعنى أنه مِن هول القصاص فإنه سيكون حديث الشعب في كُل الأجيال.
القصاص كان هجوم مِن الجراد في أطواره المُختلفة، وما بقى مِن طور منه قضى عليه الطور الذي يليه. وهذا الجراد سبًب قحط، إذ أتلف المحصولات كُلها.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
تأمل:

** بداية القصاص بالقمص ثم الزحاف ثم الغوغاء ثم الطيار، فيه تدُرج في حدوث التجربة. وهذا يعنى أن الله يبدأ بصوت خفيف ليُنبه الإنسان إلى خطأه، وإن لمْ يتُب يضطر إلى أن يُرسل له صوت آخر أقوى وأشد.

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** ومِن هذه الآيات نفهم أيضاً أن الله، الذي تخضع له كُل الأشياء، قادر أن يهدم ممالك بحشرة ضعيفة، حتى لو لمْ تكتمل في نموها، فقد جعل الجراد أسنانه مثل أسنان الأسد. وهكذا الإنسان المملوء كبرياء وذات مُتعالية، مُمكن تكسره نقطة ضعف صغيرة في حياته مُستعبد لها، لذلك يقول لنا الكتاب المقدس: "خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المُفسدة الكروم لأن كرومنا قد أقعلت" (نش2: 15). والعكس صحيح، الخطية المُتملكة فينا جداً وسبًبت لنا حُزن شديد، قادر الله أن يرحمنا منها إن قدمنا توبة نقية في لحظة صدق، وساعتها نسمع الكتاب المقدس يقول لنا: "الصغير يصير ألفاً والحقير أمة قوية. أنا الرب في وقته أُسرع به" (أش60: 22)..
** دعوة السكارى أن ينوحوا ويولولوا، لأنهم أكثر المُتضررين، وهم المقصود بهم الأناس المُعتمدين على ملذات الجسد، أو الذين يستغلونها بطريقة خاطئة، وقد عبًر عنْ هذا الإحساس القديس أغسطينوس حينما قال: [عطاياك شغلتني عنْ محبتك]، فقد كان مُتعلماً جداً، وكان ذا ثراء، وله صداقات مُتعددة، وكُل هذا بدلاً منْ أن يكون وسيلة لحمد الله وتمجيده، جعله يبتعد إلى كورة بعيدة. وهذا هو نفس ما فعله الابن الضال حينما طلب ميراث أبوه وهو حي وبذره في عيش مُسرف بعيداً عنْ بيت الآب (لو15: 11- الخ)، ونحن نفعل نفس الشيء حينما نستعمل ما نملكه بطريقة خاطئة (المال، الملبس، الذكاء، الوضع الاجتماعي، المواهب عموماً...).
** الجراد لم يلتهم الثمار فقط، بل يقول "قد قشرتها"، أي أكلت حتى الورق الذي يحمى الثمار. وهكذا الضعفات والعثرات لا تقتلع الفضيلة منْ داخلنا فقط، بل تلتهم وسائط النعمة واحدة تلو الأخرى (التناول، الاعتراف، الصلاة، قراءة الإنجيل، محبة الأخوة، العطف على المحتاجين، الخدمة...)، فلا تُعطيها هذه الفرصة.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
الكُل يتأذى:

"نوحى يا أرضى كعروس مؤتزرة بمِسح مِن أجل بعل صباها. إنقطعت التقدمة والسكيب عنْ بيت الرب. ناحت الكهنة خُدام الرب. تلف الحقل ناحت الأرض لأنه قد تلف القمح جف المسطار ذبل الزيت. خجل الفلاحون ولول الكرامون على الحنطة وعلى الشعير لأنه قد تلف حصيد الحقل. الجفنة يبست والتينة ذبلت. الرمانة والنحلة والتفاحة كل أشجار الحقل يبست إنه قد يبست البهجة مِن بنى البشر" (يؤ1: 8- 12).
"آه على اليوم لأن يوم الرب قريب. يأتى كخراب مِن القادر على كُل شيء. أما إنقطع الطعام تجاه عيوننا. الفرح والإبتهاج عنْ بيت إلهنا. عفًنت الحبوب تحت مدرها. خلت الأهراء. إنهدمت المخازن لأنه قد يبس القمح. كمْ تئن البهائم هامت قُطعان البقر لأن ليس لها مرعى حتى قطعان الغنم تفنى. إليك يا رب أصرخ لأن ناراً قد أكلت مراعى البرية ولهيباً أحرق جميع أشجار الحقل. حتى بهائم الصحراء تنظر إليك لأن جداول المياه قد جفت والنار أكلت مراعى البرية" (يؤ1: 15- 20).
إن تقصير الإنسان نحو الله يؤذى الخليقة كُلها، الناس والبهائم والأشجار والحقول. أليس هذا هو نفس ما حدث مع آدم حينما أخطأ، إذ صار قول الله له: "لأنك سمعت لقول إمرأتك وأكلت مِن الشجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها. ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كُل أيام حياتك. وشوكاً وحسكاً تُنبت لك وتأكل عُشب الأرض. بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أُخذت منها" (تك3: 17-19). ويقول بولس الرسول: "لأن إنتظار الخليقة يتوقع إستعلان أبناء الله" (رو8: 19). فالخليقة كُلها تتأثر بمدى علاقة الإنسان بالله، لأن الله حينما خلق الإنسان جعله كاهناً للخليقة، أي مسئول عنها كُلها، إذا أخطأ تصير الأرض ملعونة بسببه، وإذا كان باراً تتبارك فيه جميع قبائل الأرض، كما حدث مع إبراهيم أب الآباء (تك12: 3). وأيضاً هذا كان موضوع حديث الرب مع إبراهيم بخصوص سدوم وعمورة، لأنه قال لو وجدت عشرة فقط بارين لن أُهلك المدينة (تك18: 16- الخ). ولنعلم أيضاً أن البهائم تعرف أن تصرخ للرب: "حتى بهائم الصحراء تنظر إليك" (يؤ1: 20).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

"إنه قد يبست البهجة مِن بنى البشر"، الفرح زال مع زوال الخيرات المادية، فلنتعلم عدم الاتكال على الأمور الزائلة، بل لنتعلم أن يكون الرب هو سر فرحنا، فنجد أنفسنا نُرنم مع حبقوق النبي قائلين: "فمع أنه لا يُزهر التين ولا يكون حمل في الكروم يكذب عمل الزيتونة والحقول لا تصنع طعاماً ينقطع الغنم مِن الحظيرة ولا بقر في المذاود فإنى أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصى. الرب السيد قوتى ويجعل قدمى كالأيائل ويُمشينى على مُرتفعاتى" (حب3: 17- 19). ويقول المزمور أيضاً: "كثيرة هي نكبات الشرير. أما المتوكل على الرب فالرحمة تُحيط به. إفرحوا بالرب وإبتهجوا أيها الصديقون وإهتفوا يا جميع المستقيمى القلوب" (مز32: 10، 11).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
التوبة هي الطريق الوحيد لإرضاء الرب

"تنطقوا ونوحوا أيها الكهنة. ولولوا يا خُدام المذبح. أدخلوا بيتوا بالمسوح يا خُدام إلهى لأنه قد إمتنع عنْ بيت إلهكم التقدمة والسكيب. قدسوا صوماً نادوا بإعتكاف إجمعوا الشيوخ جميع سُكان الأرض إلى بيت الرب إلهكم وأصرخوا إلى الرب" (يؤ1: 13، 14).
إن القحط أصاب بيت الرب أيضاً، إذ لم تعُد هناك تقدمات تُقدم. دعا يوئيل النبي الكهنة وخُدام المذبح إلى النوح، ورسم لنا طريقاً للتوبة:
** بالصوم والبكاء والنوح، في بيت الرب. الخُدًام هم أول المدعوين للبكاء والصوملأنهم مسئولين عنْ ضعف الشعب وعنْ فتوره. وعليهم أن يذرفوا الدموع مِن أجل الشعب، حتى قبل أن يُخطئ، لكي يحفظ الرب شعبه في الفضيلة. وعليهم أن يُقدموا أصوام مِن أجل نهضة الشعب. هكذا فعل أرمياء النبي: "إن نفسي تبكى في أماكن مُستترة مِن أجل الكبرياء وتبكى عينى بُكاء وتذرف الدموع لأنه قد سُبى قطيع الرب" (أر13: 17)، ويقول أيضاً: "يا ليت رأسى ماء وعينى ينبوع دموع فأبكى نهاراً وليلاً قتلى بنت شعبى" (أر9: 1). ويقول أيضاً بولس الرسول: "أنتم تعلمون مِن أول يوم دخلت آسيا كيف كُنت معكم كُل الزمان. أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب أصابتنى بمكائد اليهود..... لذلك إسهروا مُتذكرين أنى ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم أفتر أن عنْ أنْ أنذر بدموع كُل واحد" (أع20: 17، 18، 31)، ويقول أيضاً لأهل كورنثوس: "لأنى مِن حزن كثير وكآبة قلب كتبت إليكم بدموع كثيرة لا لكي تحزنوا بل لكي تعرفوا المحبة التي عندى ولا سيما مِن أجلكم" (2كو2: 4)، وحتى أعداء صليب المسيح يذكرهم بولس أيضاً: "لأن كثيرين يسيرون ممن كُنت أذكرهم لكم مراراً والآن أذكرهم أيضاً باكياً وهم أعداء صليب المسيح" (فى3: 18)، بل أكثر مِن هذا يقول: "منْ يضعف وأنا لا أضعف. منْ يعثر وأنا لا ألتهب" (2كو11: 29).
لهذا كُله دعا يوئيل النبي الكهنة لكي يبكوا ويتذللوا أمام الرب مِن أجل الشعب.
الخادم هو الأب في بيته، والأم مع أولادها وجيرانها، والصديق لصديقه، والعامل في مجال عمله، الخادم هو كُل منْ اختبر المسيح في حياته ويذكر العالم كُله بدموع لكي يحفظه الرب مِن التجارب.
** ويطلب أيضاً يوئيل النبي جميع الشعب للبكاء والنوح على خطاياهم ويرجعوا للرب. ونجد السيد المسيح يقول: "طوباكم أيها الباكون الآن لأنكم ستضحكون" (لو6: 21)، ومدح المرأة الخاطئة التي بللت رجليه بدموعها، وغفر لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً (لو7: 36- 50).
وداود النبي يُعلمنا الصلاة بدموع، فيقول: "تعبت في تنهدى. أعوم في كُل ليلة سريرى بدموعى" (مز 6: 6)، ويقول أيضاً: "أبكيت بصوم نفسي" (مز69: 10)، ويطلب مِن الرب قائلاً: "إجعل أنت دموعى في زقٍ عندك" (مز56: 8).
وستجد الرب يقول لك: "حولى عنى عيناك لأنهما غلبتانى" (نش6: 5)، العيون المملوءة دموع تأسُر محبة الرب وتجعله ينظر إلينا بعين الرحمة. وساعتها تسمع صوت أشعياء يقول: "يمسح السيد الرب الدموع عنْ كُل الوجوه" (أش25: 8). لأن السيد الرب في سفر الرؤيا يقول للنفوس الذين أتوا مِن الضيقة العظيمة: "لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد...لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كُل دمعة مِن عيونهم" (رؤ7: 16، 17).
** يحرص يوئيل النبي أن يدعو الكُل: "أدخلوا بيتوا بالمسوح.... إلى بيت الرب إلهكم وأصرخوا إلى الرب" (يؤ1: 13، 14).
فهو يؤكد على قضاء أوقات طويلة في الكنيسة والسهر فيها، لأن عينا الرب على بيته دائماً، فيقول سليمان الحكيم على بيت الرب: "لتكن عيناك مفتوحتين على هذا البيت ليلاً ونهاراً على الموضع الذي قلت إن اسمى يكون فيه لتسمع الصلاة التي يُصليها عبدك في هذا الموضع. واسمع تضرع عبدك وشعبك إسرائيل الذين يُصلون في هذا الموضع واسمع أنت في موضع سُكناك في السماء وإذا سمعت فإغفر" (1مل8: 29، 30).
"قدسوا صوماً"، إن يوئيل النبي يتكلم عنْ صوم جماعي، ولذلك نهتم بالأصوام الجماعية التي تُرتبها الكنيسة لأنها تؤكد على شركة المؤمنين معاً في الجسد الواحد، الذي هو يسوع المسيح، والروح الواحد، كما قال الكتاب: "فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد" (1كو10: 17).
والصوم يكون مُقدس، أي مصحوباً بأعمال مُقدسة، مثل الصلاة والتسبيح وقراءة كلمة الله وحُسن مُعاملة الغير ومُصالحة الآخرين ورد الديون، وليس مجرد صوم بتغيير الطعام.
"أصرخوا إلى الرب"، الصراخ يكون للرب وليس لأي هدف آخر، كراحة الضمير مثلاً.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

يوئيل 2 - تفسير سفر يوئيل


  • يوم الرب يوم إنتقام
  • تأمل
  • يوم الرب يوم توبة عظيمة
  • يوم الرب يوم خلاص
  • بركات الخلاص
  • يوم الرب يوم حلول الروح القدس
  • يوم الرب الأخير
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يوم الرب يوم انتقام:

"إضربوا بالبوق في صهيون صوتوا في جبل قدسى. ليرتعد جميع سُكان الأرض لأن يوم الرب قادم لأنه قريب. يوم ظلام وقتام يوم غيم وضباب مثل الفجر ممتداً على الجبال. شعب كثير وقوى لم يكن نظيره منذ الأزل ولا يكون أيضاً بعده إلى سنى دور فدور. قدامه نار تأكُل وخلفه لهيب يحرق. الأرض قُدامه كجنة عدن وخلفه قفر خرب ولا تكون منه نجاة. كمنظر الخيل منظره ومثل الأفراس يركضون. كصريف المركبات على رؤوس الجبال يثبون. كزفير لهيب نار تأكل قشاً. كقوم أقوياء مُصطفين للقتال. منه ترتعد الشعوب. كُل الوجوه تجمع حُمرة. يجرون كأبطال. يصعدون السور كرجال الحرب ويمشون كُل واحد في طريقه ولا يُغيرون سُبلهم. ولا يُزاحم بعضهم بعضاً يمشون كُل واحد في سبيله. وبين الأسلحة يقعون ولا ينكسرون. يتراكضون في المدينة يجرون على السور يصعدون إلى البيوت يدخلون مِن الكوى كاللص. قدامه ترتعد الأرض وترجف السماء. الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها. والرب يُعطى صوته أمام جيشه. إن عسكره كثير جداً. فإن صانع قوله قوى لأن يوم الرب عظيم ومخوف جداً فمنْ يطيقه" (يؤ2: 1- 11).
يبدو أن يوئيل النبي في الأصحاح الأول كان يسرد النبوة كقول الرب، ولكن يبدو أنه في الأصحاح الثاني قد قرُب زمن تحقيق النبوة، لذلك قال: "إضربوا بالبوق"، أي استعدوا. والذين يضربون بالبوق هم الكهنة.
والآيات كُلها تصف طريقة هجوم الجراد الذي يعمل بأمر الرب. فعدده كثير جداً، ويبدون كفرسان وجيوش. ومن كثرة الخراب الذي يخلفه ترتعد منه الشعوب وترجُف السماء.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
تأمل:

ولكن إذا حاولنا كخُدام للرب أن نأخذ درساً في الخدمة المُوكلة إلينا مِن الجراد، فنجد:
** إن الجراد مُرسل مِن عند الرب، والخادم يجب أن تكون دعوته للخدمة واضحة مِن عند الرب أيضاً. فالتلاميذ الأطهار لم يتحركوا للكرازة إلا بعد أن أرسلهم الرب بذاته، فقد قال لهم بعد قيامته: "أوصاهم أن لا تبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه منى.... لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لى شهوداً في أورشليم وفى كُل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 4، 8). فالخادم الذي يُقحم نفسه في الخدمة بدون دعوة واضحة مِن الرب لنْ يُثمر، بل ممكن أن يكون مُعطلاً لعمل الرب.
** "كمنظر الخيل منظره ومثل الأفراس يركضون"، مع إنهم مجرد جراد، إلا أنهم يبدون كفرسان وجيوش. وهكذا الخُدام يبدو أنهم صغار في أعين أنفسهم والناس، ولكن بالنعمة المُعطاة لهم يُرددون مع بولس الرسول: "لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا مِنًا. مُكتئبين في كُل شيء لكن غير مُتضايقين. مُتحيرين لكن غير يائسين. مُضطهدين لكن غير متروكين. مطروحين لكن غير هالكين. حاملين في الجسد كُل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا. لأننا نحن الأحياء نُسلم دائماً للموت مِن أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت. إذاً الموت يعمل فينا ولكن الحياة فيكم" (2كو4: 7- 12).
** "يصعدون السور كرجال"، والخدمة برجولة تعنى: الجهاد والسهر والصوم والصلاة، وعدم التراجع عند المشاكل.
** "يمشون كُل واحد في طريقه ولا يُغيرون سُبلهم. ولا يُزاحم بعضهم بعضاً يمشون كُل واحد في سبيله"، أي الخادم الحقيقي لا يُنافس بقية الخُدام. بل كُل واحد يعرف موهبته ويسير في إتجاه دعوته، كما يقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "أذكر يسوع المسيح المُقام مِن الأموات مِن نسل داود حسب إنجيلى الذي فيه إحتمل المشقات حتى القيود كمذنب. لكن كلمة الله لا تُقيًد. لذلك أنا أصبر على كُل شيء مِن أجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضاً على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد أبدى. صادقة هي الكلمة أنه إن كُنًا قد مُتنا معه فسنحيا أيضاً معه. إن كُنًا نصبر فسنملك أيضاً معه. إن كُنا ننكره فهو أيضاً سينكرنا. إن كُنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لا يقدر أن يُنكر نفسه" (2تى2: 8- 13).
** "بين الأسلحة يقعون ولا ينكسرون"، لأن الرب معهم، فإنهم يُرنمون مع داود دائماً قائلين: "الله طريقه كامل. قول الرب نقى. تُرس هو لجميع المُحتمين به. لأنه منْ هو إله غير الرب. ومنْ هو صخرة سوى إلهنا الإله الذي يُمنطقنى بالقوة ويُصًير طريقى كاملاً. الذي يجعل رجلى كالإيل وعلى مُرتفعاتى يُقيمنى. الذي يُعلم يدىً القتال فتُحنى بذراعى قوس مِن نحاس..... تُمنطقنى بقوة للقتال. تصرع تحتى القائمين علىً. وتُعطينى أقفية أعدائى ومُبغضى أفنيهم" (مز18: 30- 37).
** "الرب يُعطى صوته أمام شعبه"، بالضبط كما حدث مع شعب الله في القديم: "وكان الرب يسير أمامهم نهاراً في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلاً في عمود نار ليُضئ لهم. لكي يمشوا نهاراً وليلاً. لم يبرح عمود السحاب نهاراً وعمود النار ليلاً مِن أمام الشعب" (خر13: 21، 22).
** "لأن صانع قوله قوى"، فكُل جهاد المؤمن وثباته يكون بمعونة الرب لأن الرب قوى.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يوم الرب يوم توبة عظيمة:

"ولكن الآن يقول الرب إرجعوا إلىً بكُل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح. ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وإرجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطئ الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر. لعلًه يرجع ويندم فيُبقى وراءه بركة تقدمة وسكيباً للرب إلهكم.
إضربوا بالبوق في صهيون قدٍسوا صوماً نادوا بإعتكاف. إجمعوا الشعب قدٍسوا الجماعة إحشدوا الشيوخ إجمعوا الأطفال وراضعى الثدى ليخرُج العريس مِن مخدعه والعروس مِن حجلتها. ليبكِ الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح ويقولوا أشفق يا رب على شعبك ولا تُسلم ميراثك للعار حتى تجعلهم الأمم مثلاً. لماذا يقولون بين الشعوب أين إلههم" (يؤ2: 12- 17).
يُكمل النبي ويُكرٍر:
** نوح الكهنة وخُدام المذبح: بكاء الكهنة بين الرواق والمذبح، فهذا المكان هو مكان تقديم الذبائح، أي بدلاً مِن تقديم ذبائح دموية الرب يطلب تقديم ذبائح روحية مِن صوم واعتكاف وبكاء، وهذا المكان أيضًا هو الذي قُتل فيه زكريا الكاهن والد يوحنا المعمدان. وبكاء الكهنة في هذا المكان يشبه المطانيات التي يعملها الكاهن في الصوم الكبير، إذ يترك المذبح ويُغلق الستر ويعمل المطانيات في خورس الشمامسة.
** "لكن الآن يقول الرب": الرب رحوم جداً، فبعد أن ذكر الويلات التي سوف يجلبها على الشعب بسبب خطيته، فإنه يُناديهم ويتمنى رجوعهم إليه، وهو مُستعد لأن يلغى كُل هذه الويلات، كما حدث مع أهل نينوى حينما تابوا بمناداة يونان النبي.
** "أدخلوا بيتوا.... البسوا المسوح": أي قضاء أوقات طويلة في الكنيسة مع الصلاة والتذلل.
** "نادوا باعتكاف": فالصوم يكون مصحوب بالامتناع عنْ الملذات الأرضية والاهتمامات الأخرى.
** "ليخرج العريس منْ مخدعه والعروس منْ حجلتها": أي أنْ العلاقات الزوجية في الصوم غير موجودة.
** "لعله يرجع ويندم ويُبقى وراءه بركة": كُل الصفات التي جاءت عنْ الرب، بكونه رحوم ورؤوف وبطئ الغضب هي صفات حقيقية وثابتة لا شك فيها. ولكن كُل هذا شيء وكون الرب يرفع العقاب الزمني شيء آخر، مثلما سمح بموت ابن داود مِن أبيجايل امرأة أوريا الحثي، بالرغم مِن أن داود قدًم صوم وصلاة لمدة أسبوع مِن أجل ابنه (2صم12: 15- 23). وكما يقول بولس الرسول: "لأننا لو كُنا حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا. ولكن إذ قد حُكم علينا نؤدب مِنْ الرب لكي لا نُدان مع العالم" (1كو11: 31).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يوم الرب يوم خلاص:

"فيغار الرب لأرضه ويرق لشعبه. ويُجيب الرب ويقول لشعبه هأنذا مُرسل لكم قمحاً ومِسطاراً وزيتاً لتشبعوا منها ولا أجعلكم أيضاً عاراً بين الأمم. والشمالى أُبعده عنكم وأطرده إلى أرض ناشفة ومقفرة مُقدمته إلى البحر الشرقى وساقته إلى البحر الغربى فيصعد نتنه وتطلع زُهمته لأنه قد تصلف في عمله.
لا تخافى أيتها الأرض إبتهجى وإفرحى لأن الرب يُعظم عمله. لا تخافى يا بهائم الصحراء فإن مراعى البرية تنبُت لأن الأشجار تحمل ثمرها التينة والكرمة تُعطيان قوتهما. ويا بنى صهيون إبتهجوا وإفرحوا بالرب إلهكم لأنه يُعطيكم المطر المُبكر على حقه ويُنزل عليكم مطراً مُبكراً ومُتأخراً في أول الوقت. فتُملأ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمراً وزيتاً. وأُعوض لكم عنْ السنين التي أكلها الجراد الغوغاء والطيار والقمص جيشى العظيم الذي أرسلته عليكم. فتأكلون أكلاً وتشبعون وتُسبحون اسم الرب إلهكم الذي صنع معكم عجباً ولا يخزى شعبى إلى الأبد. وتعلمون أنى أنا في وسط إسرائيل وأنى أنا الرب إلهكم وليس غيرى ولا يخزى شعبى إلى الأبد" (يؤ2: 18- 27).

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** "يغار الرب لأرضه ويرق لشعبه": إنه مِن أهم دوافع خلاصنا، هي غيرة الرب ورقته على شعبه: "لأن السيد لا يرفض إلى الأبد. فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه" (مراثى3: 31، 32). ويشهد عنه بولس الرسول قائلاً: "الله بيًن محبته لنا لأنه ونحن بعد خُطاة مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8).
** وبالرغم مِن كُل أخطاء الشعب، إلا أن الرب لا زال يُسميه شعبه ولم يخجل منه. هكذا أعلن الرب عن محبته في مثل الابن الضال والدرهم المفقود والخروف الضال (لو15). فكُل الذين نالوا نعمة البنوة لله بالمعمودية لا يُفقدهم تقصيرهم في محبة الرب أو ضلالهم بنوتهم لله لأنهم اصطبغوا بصبغته، بل لهم فرصة للرجوع إلى حُضن الآب طالما همْ في الجسد.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** بركات الخلاص:

1 الأرض تعود تُعطى ثمرها، والبهائم تشبع، والإنسان يتمتع بالقمح والمسطار والزيت. خلاص الرب يُعطى شِبعاً فلا نكون مُحتاجين للعالم وملذاته، ونجد أنفسنا نُرنم مع داود قائلين: "الرب راعىً فلا يُعوزنى شيء. في مراعِ خضر يُربضنى. إلى مياه الراحة يُوردنى. يرُد نفسي. يهدينى إلى سُبل البر مِن أجل اسمه. أيضاً إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معى. عصاك وعكازك هما يُعزياننى. تُرتب قدامى مائدة تجاه مُضايقىً. مسحت بالدهن رأسى. كأسى رياً. إنما خير ورحمة يتبعانى كُل أيام حياتى وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام" (مز23). ويقول أيضاً: "معك لا أريد شيئاً في الأرض" (مز73: 25).
2 "لا أجعلكم عاراً بين الأمم"، فالرب يُزيل مِن حياتنا أسباب العار، ويُعطينا نُصرة وكرامzة، "فمن يؤذيكم إن كُنتم مُتمثلين بالخير" (1بط3: 13). وحتى إن كُنا مُتألمين أو مُضطهدين فإننا نتبع وصية بطرس الرسول القائلة: "أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المُحرقة التي بينكم حادثة لأجل إمتحانكم كأنه أصابكم أمر غريب. بل كما إشتركتم في آلام المسيح إفرحوا لكي تفرحوا في إستعلان مجده أيضاً مُبتهجين. إن عُيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم.... فإذاً الذين يتألمون بحسب مشيئة الله فليستودعوا أنفسهم كما لخالق أمين في عمل الخير" (1بط4: 12- 19).
3 "الشعور بالفرح والبهجة"، فرح الرب لا يستطيع أحد أن ينزعه منًا. لأن خلاص الرب عوضنا عنْ كُل ما أتلفته الخطية فينا، فمراعى البرية تُنبت، البرية أي الأماكن التي لا يُمكن أن تأتى بثمر، إلا إنها في يد الرب تأتى بثمر كثير.
4 "تشبعون وتُسبحون": مِن بركات الخلاص أنها تُطلق أصواتنا بالتسبيح، لمنْ عظًم الصنيع معنا. كما قال السيد المسيح للإنسان الذي كان به روح نجس بعد أن شفاه: "إذهب إلى بيتك وإلى أهلك وأخبرهم كمْ صنع الرب بك ورحمك" (مر5: 19). وكما سبحت القديسة حنة بعد أن أعطاها الرب صموئيل النبي وقالت: "فرِح قلبى بالرب. إرتفع قرنى بالرب. إتسع فمى على أعدائى. لأنى قد إبتهجت بخلاصك" (1صم2: 1). ويقول دانيال النبي بعد أن أعلمه الرب بحلم الملك: "إياك يا إله آبائى أحمدُ وأُسبٍح الذي أعطانى الحكمة والقوة وأعلمنى الآن ما طلبناه منك لأنك أعلمتنا أمر الملك" (دا2: 23). ويوصينا بولس الرسول قائلاً: "لأن ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة. فلنُقدٍم به (بالمسيح) في كُل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شِفاه مُعترفة باسمه" (عب13: 14، 15).
5 وبخلاص الرب يزداد إيماننا بالله، إذ يقول: "وتعلمون أنى أنا في وسط إسرائيل وأنى أنا الرب إلهكم وليس غيرى ولا يخزى شعبى إلى الأبد" (يؤ2: 27). كما نطق أيوب بعد أن شفاه الرب قائلاً: "بسمع الأذن سمعت عنك والآن رأتك عيناى" (أى42: 5).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يوم الرب يوم حلول الروح القدس:


تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
"ويكون بعد ذلك أنى أسكب روحي على كُل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد أيضاً وعلى الإماء أسكب روحي في تلك الأيام" (2: 28، 29).
هذه نبوة عنْ يوم حلول الروح القدس على التلاميذ وكُل المجتمعين معهم، الروح القدس الذي استحقه المؤمنين كثمرة للخلاص الذي قدًمه السيد المسيح بذاته. وهذا هو الوعد الذي أعطاه الرب لتلاميذه قبل صعوده عنهم، إذ قال لهم: "وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا مِن أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه منى. لأن يوحنا عمًد بالماء وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير" (أع1: 4، 5). وجاء هذا الوعد بعدما دينت الخطية بالصليب، وصرنا أبناء الله، واستحققنا حلول الروح القدس علينا.
في العهد القديم، الروح القدس كان يحل على ثلاثة فئات فقط مِن الشعب، الملوك والأنبياء والكهنة، وذلك عنْ طريق دهنهم بدُهن المسحة. أما في العهد الجديد صار الروح القدس عطية لكُل المؤمنين الرجال والنساء والأطفال والشيوخ العبيد والإماء، كما قال بولس الرسول: "أما الان فإطرحوا عنكم أنتم أيضاً الغضب السخط الخبث التجديف الكلام القبيح مِن أفواهكم. لا تكذبوا بعضكم على بعض إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذي يتجدًد للمعرفة حسب صورة خالقه. حيث ليس يونانى ويهودي ختان وغرلة بربرى سكيثى عبد حر بل المسيح الكُل وفى الكُل" (كو3: 8- 11).
** ونستحق حلول دوام عمل الروح القدس فينا، إذا:
# داومنا على تقديم توبة نقية للرب، مثلما جاء في (يؤ1: 13، 14).
# انتظار الخلاص من الرب ونحن مؤمنين أنه لا بد أن يُخلٍص الذين التجأوا إليه، كما جاء في (يؤ2: 18-27).
# الإيمان الكامل بوعد الرب لنا بالامتلاء مِن الروح القدس.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يوم الرب الأخير:

"وأعطى عجائب في السماء والأرض دماً وناراً وأعمدة دُخان. تتحول الشمس إلى ظُلمة والقمر إلى دم قبل أن يجئ يوم الرب العظيم المخوف. ويكون أن كُل منْ يدعو باسم الرب ينجو. لأنه في جبل صهيون وفى أورشليم تكون نجاة. كما قال الرب. وبين الباقين منْ يدعوه الرب" (يؤ2: 30- 32).
هذه نبوة أيضاً على اليوم الأخير، هي غير مُحدًدة بزمان، كما قال السيد المسيح عنْ هذه الأيام: "فيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على إنفراد قائلين قُل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وإنقضاء الدهر. فأجاب يسوع وقال لهم أنظر لا يُضلكم أحد. فإن كثيرين سيأتون باسمى قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرين. وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. أنظروا لا ترتاعوا. لأنه لا بُد أن تكون هذه كُلها. ولكن ليس المنتهى بعد. لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن. ولكن هذه كُلها مُبتدأ الأوجاع. حينئذ يُسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مُبغضين مِن جميع الأمم لأجل اسمى. وحينئذ يعثر كثيرون ويُسلمون بعضهم بعضاً. ويقوم أنبياء كذبة كثيرين ويُضلون كثيرين. ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين. ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كُل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتى المنتهى" (مت23: 3- 14).
ونلاحظ أنه في السفر يقول "كُل منْ يدعو باسم الرب ينجو". كُل منْ يبقى أميناً للرب ينجو.
ويقول السفر أيضاً "فى أورشليم تكون نجاة"، فليست نجاة خارج الكنيسة، والالتزام بصلواتها. لذلك علينا أن نُصلى مع داود الملك قائلين: "علمنى يا رب طريق فرائضك فأحفظها إلى النهاية. فهمنى فألاحظ شريعتك وأحفظها بكل قلبى. دربنى في سبيل وصاياك لأنى بها سُررت. أمل قلبى إلى شهاداتك لا إلى المكسب. حوٍل عينىً عنْ النظر إلى الباطل. في طريقك أحينى. أقم لعبدك قولك الذي لمُتقيك. أزل عارى الذي حَذِرت منه لأن أحكامك طيبة. هأنذا قد إشتهيت وصاياك. بعدلك أحينى" (مز119: 33- 39).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

يوئيل 3 - تفسير سفر يوئيل


  • يوم الدينونة العظيم
  • أسباب الدينونة
  • يوم الدينونة مُخيف للخطاة
  • يوم الدينونة للأبرار يوم خلاص وفرح
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يوم الدينونة العظيم

"لأنه هوذا في تلك الأيام وفى ذلك الوقت عندما أرد سبى يهوذا وأورشليم أجمع كُل الأمم وأُنزلهم إلى وادي يهوشافاط وأحاكمهم هناك على شعبى وميراثى إسرائيل الذين بددوهم بين الأمم وقسموا أرضى وألقوا قرعة على شعبى وأعطوا الصبى بزانية وباعوا البنت بخمر ليشربوا.
وماذا أنتن لى يا صور وصيدون وجميع دائرة فلسطين. هل تُكافئوننى عنْ العمل أم هل تصنعون بى شيئاً. سريعاً بالعجل أرد عملكم على رؤوسكم. لأنكم أخذتم فضتى وذهبى وأدخلتم نفائسى الجيدة إلى هياكلكم. وبعتم بنى يهوذا وبنى إسرائيل لبنى الياوانيين لكي تُبعدوهم عنْ تخومهم. هأنذا أُنهضهم مِن الموضع الذي بعتموهم إليه وأرد عملكم على رؤوسكم. وأبيع بنيكم وبناتكم بيد بنى يهوذا ليبيعوهم للسبائيين لأمة بعيدة لأن الرب قد تكلم.

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
نادوا بهذا بين الأمم. قدٍسوا حرباً أنهضوا الأبطال ليتقدم ويصعد كُل رجال الحرب. إطبعوا سِكاتكم سيوفاً ومناجلكم رِماحاً. ليقُل الضعيف بطُل أنا. أسرعوا وهلموا يا جميع الأمم مِن كُل ناحية وإجتمعوا. إلى هناك أنزل يا رب أبطالك. تنهض وتصعد الأمم إلى وادي يهوشافاط لأنى هناك أجلس لأحاكم جميع الأمم مِن كُل ناحية. أرسلوا المنجل لأن الحصيد قد نضج. هلموا دوسوا لأنه قد إمتلأت المعصرة. فاضت الحياض لأن شرهم كثير" (يؤ3: 1- 13).
وادي يهوشافاط معناها "دينونة الرب"، وهذا الأصحاح يتكلم عنْ يوم الدينونة التي يدين فيها الله كُل الأمم الذين أذلوا شعبه في هذا المكان.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
أسباب الدينونة:

** لأنهم بددوا شعب الرب وقسموا الأرض.
** باعوهم كأسرى... الصبي بزانية والبنت بخمر.
** باعوا أبناء يهوذا لليونانيين، فكان في أثينا 400000 عبد يهودي، وفى كورنثوس 460000 عبد يهودي، ويُباع يومياً في دبلوس 10000 عبد يهودي. إذ كان أهل صور تُجار رقيق، ولكن انتقم الرب منها فبيع مِن أبنائها 13000 للعرب أمام الإسكندر الأكبر (السبائيين هم العرب).
** صور وصيدون وفلسطين، هي بلاد مُجاورة ليهوذا، وقد تأذت منهم يهوذا أكثر مِن غيرها.
ومِن أجل يوم الدينونة هذا يُحذرنا بطرس الرسول قائلاً: "لا يَخف عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد. لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أُناس بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة. ولكن سيأتى كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر مُحترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها.
فبما أن هذه كُلها تنحل أي أُناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مُقدسة وتقوى مُنتظرين وطالبين سرعة مجئ يوم الرب" (2بط3: 8- 12).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يوم الدينونة مُخيف للخطاة:

إذ يقول الرب: "ومتى جاء إبن الإنسان في مجده وجميع الملائكة معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده..... ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار إذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدة لإبليس وملائكته. لأنى جُعت فلم تُطعمونى. عطشت فلم تسقونى. كُنت غريباً فلم تأوونى. عُرياناً فلم تكسونى. مريضاً ومحبوساً فلم تزورونى. حينئذ يُجيبونه هم أيضاً قائلين يا رب متى رأيناك جائعاً أو عطشاناً أو غريباً أو عُرياناً أو مريضاً أو محبوساً ولم نخدمك. فيُجيبهم قائلاً الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر فبى لم تفعلوا. فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى" (مت25: 41- 46).
** سيستخدم الرب شعبه في يوم الدينونة هذا، "يصعد كُل رجال الحرب". كما قال بولس الرسول: "ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم... ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة" (1كو6: 2، 3).
وقال أيضاً لتلاميذه: "أنتم الذين ثبَتوا معى في تجاربى. وأنا أجعل لكم كما جعل لى أبى ملكوتاً. لتأكلوا وتشربوا على مائدتى في ملكوتى وتجلسوا على كراسى تدينون أسباط إسرائيل الإثنى عشر" (لو22: 28- 30).
** "الأبطال" هم ملائكة الرب التي سوف يُرسلها في نهاية الأيام لتفرز الخراف عنْ الجداء.
** "ليقُل الضعيف بطل أنا"، ونحن أيضاً نكون أبطالاً في عين الرب عندما نُجاهد ضد الخطية بشجاعة، ونحرص على نقاوة قلوبنا أمام الرب، ونحفظ وصاياه، ونعيش له بالأمانة إلى آخر العمر. وقد قدًم لنا بولس الرسول الأسلحة التي يجب أن نحملها لنكون أبطال حقيقيين: "أخيراً يا إخوتى تقووا في الرب وفى شدة قوته. إلبسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس. فإن مُصارعتنا ليست مع لحم ودم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظُلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات. مِن أجل ذلك إحملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كُل شيء أن تثبتوا. فإثبتوا مُمنطقين أحقاءكم بالحق ولابسين درع البر وحاذين أرجلكم بإستعداد إنجيل السلام. حاملين فوق الكُل تُرس الإيمان الذي به تقدرون أن تُطفئوا جميع سهام الشرير المُلتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مُصلين بكُل صلاة وطلبة كُل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكُل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين" (أف6: 10- 18).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يوم الدينونة للأبرار يوم خلاص وفرح:

"جماهير جماهير في وادي القضاء لأن يوم الرب قريب في وادي القضاء. الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها. والرب مِن صهيون يُزمجر ومِن أورشليم يُعطى صوته فترجُف السماء والأرض. ولكن الرب ملجأ لشعبه وحصن لبنى إسرائيل. فتعرفون أنى أنا الرب إلهكم ساكناُ في صهيون جبل قُدسى وتكون أورشليم مُقدسة ولا يجتاز فيها الأعاجم في ما بعد.

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ويكون في ذلك اليوم أن الجبال تقطر عصيراً والتلال تفيض لبناً وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماء ومِن بيت الرب يخرج ينبوع ويسقى وادي السنط. مصر تصير خراباً وأدوم تصير قفراُ خرباً مِن أجل ظلمهم لبنى يهوذا الذين سفكوا دماً بريئاً في أرضهم. ولكن يهوذا تُسكَن إلى الأبد وأورشليم إلى دور فدور. وأبرئ دمهم الذي لم أبرئه والرب يسكن في صهيون" (يؤ3: 14- 21).
وادي القضاء هو وادي يهوشافاط.
** "الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها"، فقد قال يوحنا الإنجيلى عنْ ذلك: "المدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليُضيئا فيها لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها. وتمشى شعوب المخلًصين بنورها وملوك الأرض يجيئون بمجدهم وكرامتهم إليها" (رؤ21: 23، 24). وكما قال بطرس الرسول عنهم: "تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل أن يجئ يوم الرب العظيم الشهير" (أع2: 20).
** يوم الدينونة للمؤمنين يوم فرح وسلام وتعزية عوضاً عنْ كُل أتعاب الأرض. فبولس الرسول يقول: "نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السُحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كُل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام" (1تس4: 17، 18).
ويصف لنا سفر الرؤيا انتظار المؤمنين ليوم الدينونة فيقول: "ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد في ما بعد. وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة مِن السماء مِن عند الله مُهيئة كعروس مُزينة لرجلها. وسمعت صوتاً عظيماً مِن السماء قائلاً هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم. وسيمسح الله كُل دمعة مِن عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صُراخ ولا وجع في ما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت. وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كُل شيء جديداً. وقال لى أكتب فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة. ثم قال لى قد تم. أنا هو الألف والياء البداية والنهاية. أنا أُعطى العطشان مِن ينبوع ماء الحياة مجاناً. منْ يغلب يرث كُل شيء وأكون له إلهاً وهو يكون لى إبناً" (رؤ21: 1- 7).
** "مصر وأدوم تخرب"، مصر عدو قديم لإسرائيل، وأدوم هو عيسو أخو يعقوب وهو عدو لأبناء يعقوب.
** "وادي السنط". يبعد كثيراً عن هيكل أورشليم ويقع على الشاطئ الآخر مِن نهر الأردن. وكان وادياً جافاً مُقفراً، وقوله أن الينبوع يروى وادي السنط معناها أن الخير في آخر الأيام سوف يعُم حتى على الأماكن المُقفرة.
والسنط هو خشب وشجر، السنط هو شجر البرية الذي ينمو في ظروف البيئة القاسية، فهو يُعتبر رمز للنصرة على كُل الظروف القاسية. والسنط أيضًا رمز الحياة التي تغلب الموت إذ أنه ينمو في بيئة تموت فيها كُل الأشجار.
ونرى خشب السنط مُغشى بالذهب في تابوت العهد والمائدة ومذبح البخور، أما مذبح المحرقة فمنْ خشب السنط المُغشى بالنحاس. أما ألواح المسكن فمن خشب السنط المُغشى بالذهب وهى رمز للمؤمنين الذين هم في المسيح يسوع.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

مقدمة في سفر يوئيل " Joel "


الاختصار: يوئيل= JOE.


** محور السفر:
+ العقاب، الغفران، وعد الروح القدس.
+ ترقب مجيء المسيح.
+ يوم الرب مصورا في صورة غزو الجراد.
+ القحط والجراد.
+ شرط التوبة.


** أهم الشخصيات : يوئيل.

** أهم الأماكن : يهوذا.



** سماته:
+ مع صغر حجمه لكن كاتبه يظهر رقيقا في مشاعره، ذا غيرة متقدة، وثاب البصيرة، يحمل السفر روح البساطة مع البلاغة والقوة مع الرقة.

+ " يوئيل " بالعبرية معناها " يهوه هو الله " وهو أبن " فثوئيل " وتعني " الله يفتح " بهذا يكون المعني أن الله يفتح بصيرتنا الداخلية فندرك أنه يضبط كل الأمور، وهو صانع الخيرات، مهما كانت رؤيتنا للأمور فهو يعمل في التاريخ كله لأجل خلاصنا.

يري البعض أن يوئيل النبي كان من أنبياء ما قبل السبي معاصرا لإشعياء النبي وآخرين أنه عاصر يوشيا الملك (2 مل 22، 23)، ربما تعرف في شبابه علي إيليا النبي وتلميذه اليشع، ويري آخرون أنه تنبأ بعد الرجوع من السبي، يجد الدارسون المتأخرون صعوبة في تحديد تاريخ النبي وبالتالي السفر نفسه.

+ تحدث يوئيل النبي عن التأديبات التي بسماح من الله خلال ما رآه من خراب حل بواسطة حملات الجراد المدمرة ورغم أنه لم يحدد تاريخا لنبوته إلا إنه تحدث عن " يوم الرب " الذي يجب أن تنتظره كل الأجيال كيوم قريب، والعجب أنه يصف غارات الجراد الأربع التي حدثت في أيامه لا ككوارث طبيعية حدثت مصادفة وإنما كجزء من خطة الله الخلاصية، ثم يوجه دعوته بعودة الرحمة ورجوع الخيرات الوفيرة برجوعهم لله الذي يرفع القصاص ووعود الله بالعطية العظمي لهم وهي انسكاب الروح القدس علي البشر في الأيام الأخيرة ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم لينزع عن البشرية خرابها الذي تحقق بواسطة الخطية (الجراد) ويرد لها فرحها في الرب، وهي إشارة لكنيسة العهد الجديد وإعلان تعزيات الإنجيل لكل عبيده الأمناء.

+ هو سفر التوبة القائم علي التجديد محدثا إيانا عن بركات الرب لأورشليم وإرجاع مجدها، ويتنبأ عن بركات اليوم الخمسيني "عيد العنصرة" (2: 29) ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم، ركز علي عطية الروح القدس الذي يحول برية قلوبنا المحطمة إلى فردوس الله المثمر.


** غاية السفر:
+ هو سفر التوبة القائمة علي التجديد؛ استغل الوحي ما حل بالبلاد من قحط وغزو الجراد للدعوة إلى التوبة، وعودة الأرض إلى سابق خصبها، محدثا إيانا عن بركات الرب لأورشليم وإرجاع مجدها، كما يتنبأ عن بركات اليوم الخمسيني وروح الله ينسكب على كل بشر "عيد العنصرة" ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم، وقد استشهد بطرس الرسول بذلك في موعظته يوم الخمسين (أع 2:16 -21).

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** محتويات السفر: -
أولا: غزو الجراد ص 1:
+ يصف يوئيل النبي حملة الجراد كحادثة تأديب بسبب الخطية من قبل الرب (ع 15) حيث بدأ الغزو في طوره الأول "القمص" ثم انتقل إلى "حشرة تزحف" ثم ظهر لها أجنحة صغيرة "غوغاء وأخيرا اكتمل نموه فصار طيارا (ع 4).

+ يشبه الجراد بجيش لأمة قوية غزا البلاد لتأديبهم، يبدأ الله بالسماح للقمَص (الجراد في بدْء طوره) بمهاجمتنا، فإن لم نتأدب يسمح للزحاف، فالغوغاء، فالطيار. هذه المراحل الأربع تشير أيضًا إلى مراحل الخطية في حياتنا أو إلى الأربع حملات لسنحاريب ملك أشور (أش 36: 1) أو إلى الممالك التي سادت إسرائيل (أشور و بابل، مادي وفارس، اليونان، الرومان).

+ بسبب خطايانا يسمح بالتأديب " جعلت كرمتي خربه وتينتي متهشمة (ع 7).


+ آثار غزو الجراد (غزو الخطية):
علي الإنسان: تصير النفس كعروس نائحة بسبب فقدانها عريسها (الخطية تملك عوض الرب وتصير عريس النفس المهلك لها)، انقطاع التقدمات و السكيب.. يرفض الله كل عبادة وتقدمة بدون التوبة، تلف الحقل إشارة إلى عقم النفس فلا يكون لها ثمر الروح المشبع، تيه الحيوانات وفناؤها إنما يشير إلى فساد الجسد وكل حواسه وطاقاته (ع8 -10).
علي المزروعات: جعلت كرمتي وتينتي مهشمة " 1: 5؛ 1: 12؛ 1: 17.
علي الأرض: " نوحي يا أرضي كعروس مؤتزرة بمسح من أجل بعل صباها" (1: 8).
علي بيت الرب: " انقطعت التقدمة والسكيب عن بيت الرب " 1: 9 " انقطع.. الفرح الابتهاج عن بيت إلهنا؟" (16).
علي الحيوانات: " هامت قطعان البقر لأن ليس لها مرعي.. لأن نارا قد أكلت مراعي البرية ولهيبا أحرق جميع أشجار الحقل " (1: 19)، النار هي نار الخطية التي تحطم وتبدد كل ما تمتد إليه أيدينا وكل ما يقع عليه بصرنا.
الحيوانات المفترسة " بهائم الصحراء تنظر إليك لأن جداول المياه قد جفت والنار أكلت مراعي البري" (1: 20).


ثانيا: التوبة (ص 1: 13، 14 , 2: 1- 17)
+ يمزج يوئيل حادث غزو الجراد ووصف آثاره بالمناداة بالتوبة بكونها الطريق للتمتع بالرحمة. فالله يسمح بالتأديب المر لتوبتنا، وطريقها:
1 يلزم أن يكون الكهنة والأراخنة في مقدمة التائبين "تمنطقوا ونوحوا أيها الكهنة ولولوا يا خدام المذبح ادخلوا بيتوا بالمسوح يا خدام الهي.. قدسوا صوما نادوا باعتكاف اجمعوا الشيوخ... واصرخوا إلى الرب (1: 13، 14).
2 البكاء والزهد مع الصوم والاعتكاف والصراخ لله.. أنها تفاعل الحياة النسكية مع الخلوة ومراجعة النفس بروح الصلاة.
3 كلمة الله تلهب القلب بالتوبة " أضربوا بالبوق في صهيون صوتوا في جبل قدسي (2: 1).
4 توبة داخلية: "مزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم" (2: 13).
5 توبة جماعية تضم حتى الأطفال (2: 16) فهو يفرح بكنيسته كما بكل عضو فيها.


دعوة إلى التوبة:
أ- رجوع إلى الله: " أرجعوا إلى" (2: 12).
ب- رجوع بكل القلب " " ارجعوا إلى بكل قلوبكم" (2: 12).
ج- رجوع بالصوم: " قدسوا صوما" (1: 14).
د- رجوع إلى النفس في أعماقها: نادوا باعتكاف" (1: 14).
ه- رجوع جماعي: اجمعوا الشيوخ جميع سكان الأرض إلى بيت الرب إلهكم واصرخوا إلى الرب" (1: 14؛ 2: 15).
و- رجوع بالبكاء والنوح " ارجعوا إلى " بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم" (2: 12, 13).


ثالثا: يوم الرب (ص 2: 18- ص 3)
لكي تكون التوبة فعالة في حياة الكنيسة وحياة كل عضو فيها يلزم أن نتطلع إلى يوم الرب أنه قريب، فالأحداث المؤلمة لنا الآن تذكرنا بيومه العظيم كامتداد لأعماله الدائمة لخلاصنا وتهذيبنا، وإظهار مجده لنا هنا عربونا للسماويات.

1 يقدم رحمته غافرا لنا خطايانا (2: 13 , 14) (اقرأ بموقع الأنبا تكلا نص السفر كاملًا).

2 رقته: " يغار الرب لأرضه ويرق لشعبه" (2: 18) يوم الرب يعلن عن الله الغيور كنار ملتهبة وهو رقيق جدًا بالنسبة لمحبوبيه، عيناه لهيبا نار وأيضا حمامتان، هذا ما أعلنه الصليب محطم إبليس وفاتح الأحضان الأبوية للإنسان!

3 يجيب علي سؤال شعبه (2: 19).

4 يوم الرب مُشْبِع "لتشبعوا منها ولا أجعلكم عارًا بين الأمم" (19) المسيح خبزنا السماوي يهبنا بروحه ثمرًا متكاثرًا؛ فالجبال (المؤمنون) تقطر عصيرًا، والتلال تفيض لبنًا وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماء.. (3: 18). السيد المسيح نفسه هو طعامنا الروحي المُشْبِع للروح!

5 واهب كرامة للنفس "لا أجعلكم عارًا بين الأمم" (2: 19).. ننال فيه البنوة لله كما نصير مقدسا له يسكن فيها " ساكنا في صهيون جبل قدسي وتكون أورشليم مقدسة (3: 17).

6 واهب نصرة وغلبة في المسيح الغالب: " ليقل الضعيف بطل أنا (3: 10).. يتحول المؤمنون إلي رجال حرب (3: 9) ضد إبليس وليس ضد لحم ودم (أف 6).

7 ينزع عنا الخوف " لا تخافي أيتها الأرض" (2 :21).

8 واهب الفرح الداخلي (2: 21): يبهج الإنسان والحيوان (الجسد بتقديسه)، ينزل المطر (2: 23) المبكر والمتأخر (عطية الروح القدس في العهدين)، يكون هو علة فرحنا (2: 23)، يوضح أن الفرح والبهجة هما الطعام الذي تقتات عليه النفس (1: 26).

9 يشبع كل احتياجات الحيوانات.. بركة حتى للطبيعة: لا تخافي يا بهائم الصحراء فإن مراعي البرية تنبت" (2: 22).

10 التمتع بعمل الروح القدس: " لأنه يعطيكم المطر المبكر علي حقه وينزل عليكم مطرا مبكرا ومتأخرا في أول الوقت" (2: 23، 28 إلخ).

11 يقدم ثمرا بفيض " فتملأ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمرًا وزيتًا (2: 24).

12 يعوضنا عن سنوات الجفاف (2: 25).

13 يصنع معنا عجبا (2: 26).

14 تأكيد حلوله وسط شعبه (2: 27).

15 يقدم خلاصا عاما: كل من يدعو باسم الرب ينجو.." (2: 32).

16 واهب القوة "اسكب روحي علي كل بشر" (2: 28): مقدما الخلاص للجميع اليهود كما للأمم اتسم النبي بقومية صارخة بسبب الظروف المحيطة له لكنه إذ يتحدث عن عطية الروح القدس لا يقدر أن يقصرها علي أمة معينة أو شعب خاص فهو عطية الله لكل بشر (2: 28) إنه يفتح أبواب الرجاء لكل من يدعو اسم الرب فيخلص (2: 32؛ ر و10: 13).

## عالج كل نبي موضوع التوبة من جانب معين:
- إشعياء و عاموس و ميخا تحدثوا عن التوبة خلال ترك الظلم والجور.
- عزرا و نحميا بالعمل المستمر في بناء هيكل الرب وأسوار أورشليم.
- أرميا و حزقيال بإصلاح القلب الداخلي.
- يوئيل هو نبي الطقس الكنسي الحي غير المنفصل عن البنيان الروحي الداخلي وكأنه فيما هو يتطلع إلى أورشليم والهيكل والكهنة كان ينظر إلى أورشليم الداخلية والهيكل الخفي والصرخات القلبية, فالتوبة في عينيه ليس فروضًا وطقسًا محددة تلتزم بها الجماعة وإنما هو جزء لا يتجزأ من حياة الجماعة الروحية وبنيانها في الرب.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

مقدمة في سفر هوشع " Hosea "


الاختصار: هو= HO.

** محور السفر:
+ الخطية، قضاء الله، محبة الله، الإصلاح.
+ دعوة الزوجة الخائنة للرجوع.
+ ترقب مجيء المسيح.
+ التوبيخ على عبادة الأصنام والدعوة للتوبة.
+ عدم الوفاء.



** أهم الشخصيات :
هوشع - جومر (إسرائيل رمزيًا).



** أهم الأماكن:
مملكة الشمال.


** مفتاح السفر: -
"هلم نرجع إلى الرب لأنه هو افترس فيشفينا ضرب فيجبرنا" (6: 1).



** غاية السفر: -
ضرورة الاعتراف بمحبة يهوه (6: 1 - 3، 12: 6).


** كاتب السفر:
+ هوشع أو يشوع تعني يهوه الخلاص.
+ الكاتب هو هوشع بن بئيري من بيت شمس من سبط يساكر.
+ هوشع هو النبي الوحيد الذي من المملكة الشمالية.
+ عمل في السامرة مملكة الشمال قبل سبيها، وعاصر سقوطها سنة 722ق.م. عاصر أشعياء و عاموس (مملكة الشمال)، و ميخا (مملكة الجنوب)، وتنبأ في عصر انحلال روحي وأدبي في الشعب، وأسماء أبنائه الثلاثة تدل على غضب الله على شعبه بسبب خطيتهم وعبادة الآلهة الأخرى.
+ مارس العمل النبوي أكثر من سبعين عاما، ويعتقد أنه تنبأ في أرض يهوذا في أيامه الأخيرة.


** سمات السفر: -
+ سفر كل نفس بشرية تشعر أنها صارت كزوجة خائنة متسيبة تبدد أموال عريسها وإمكانياته لحساب عدوه، تجري وراء العالم وتطلب مياه الشر والباطل، يدفع هذا السفر بالنفس إلى حياة الأمانة والتبرّر بالله مخلصها، والشبع به، إنه يمثل دعوة "للتوبة" مقدما مفهوما إيجابيا لها وهو رجوع النفس أي العروس الخائنة إلى الله.

+ أكثر كتابات الأنبياء شعرا مليء بالتشبيهات والاستعارات مثل الماء (5: 1)، والعث (5: 12)، والنخر (5: 12)، والأسد (5: 14)، والحمامة الحمقاء (7: 11). وقد يتخلله قول مأثور مما جعل أسلوبه موجز قوى أكثر نفعا وتأثيرا من عظة طويلة، وفي بعض الأحيان يشبه سفر الأمثال.

+ هذا السفر يمثل قطعة رائعة عن "التوبة والمحبة الإلهية" أنه دعوة لإسرائيل - الزوجة الخائنة - للعودة إلى رجلها الذي طالما يترقب عودتها.

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** محتويات السفر:
أولًا: حال إسرائيل ص 1 - 3:
- زواج هوشع بزانية ص1:
... (أولادها الثلاثة):
. يزرعيل أي الله يزرع (الله ينتقم من بيت يا هو من أجل الدم الذي سفك في وادي يزرعيل).
. لورحامة أي لا أرحمهم. لوعمي أي لستم شعبي.

- التوبة: هي العلاج ص2.
- الله يكشف حبه العملي لها ص3.
+ طلب الله من النبي أن يتزوج زانية، يري البعض أن هذا كان رمزًا ، وآخرون أنه اكتشف زناها بعدما تزوجها، وآخرون أنه يقصد بالزنا عبادتها للبعل، حيث كان الكل قد سقط فيها؛ لكننا إذ لا نستطيع احتمال الزواج بزانية يؤكد لنا الله حبه لشعبه الذي يترقب عودته بالرغم من زناه.. إنه يطلبنا نحن العروس الخائنة.
+ باعت جومر نفسها عبدة لرجل آخر، وبحسب الشريعة كان يمكن لهوشع أن يطالب بقتلها فيعيش في حياة أكثر سعادة وراحة، لكنه تنازل عن حقوقه كزوج واشتري زوجته ليحررها ويردها إليه علي أن يدربها علي حياة الإخلاص ويسلك بها في طريق الحب (ص 3).


ثانيًا: الرب يحاجج إسرائيل ص 4 - 10:
- إعلان المحاكمة ص 4.
- انضمام يهوذا إلى إسرائيل في المحاكمة ص5.
- حديث عن الخلاص ص6.
- بقية المحاجاة ص7.
- تأديبات الرب لهم ص 8 - 10.
+ إن كان الله كشف لإسرائيل مركزها لديه كعروس أحبها، وقدم لها كل إمكانية الحب، لكنها خائنه ومع هذا يفتح لها باب الرجاء خلال التوبة، وفي محبته لا يصدر أوامر لكنه يدخل في حوار ويحاجج، لا ليغلب وإنما ليعلن أبوته المحبة ويوضح أنه عريس غير مستبد.
+ يتطلع الله إلى الخطية كمرض فيتقدم لعروسه الخائنة كطبيب يعالج مريضته المحبوبة لديه وليس كديان ينتقم من خيانتها، أما أمراضها فهي:
1. فقد الكهنة والأنبياء المعرفة والفهم (ص4) إذ أعمت محبة المال بصيرتهم الداخلية؛ فكانوا يسرون باندفاع الشعب إلى الخطية، لان هذا يقتضي تقديم ذبائح خطية كثيرة فيكون نصيبهم أكبر، لهذا كثيرا ما يؤدبهم الله بالجفاف والقحط لتدمير طمعهم.
2. ارتباط عروسه بالأرض (4: 1 , 2) فصارت أرضًا لا سماءً.
3. فقدانها الشبع (8: 7؛ 9: 16).
4. فقدنها التمييز والحكمة (4: 16).
5. اللامبالاة (7: 1، 2).
6. الكبرياء (5: 5؛ 8: 3).
7. جفاف المحبة (11: 8) فلا تطلب الله بل عطاياه (7: 14).
8. رفض الطبيب والالتجاء إلى فرعون مصر (7: 13 - 16).
يفتح الله باب الرجاء لعروسه الخائنة وذلك بالتوبة، في محبته لها لا بإصدار أوامر تلتزم بها لكنه يدخل معها في حوار ويحاجج ليكشف لها عن محبته الحانية ويوضح أنه عريس غير مستبد.


ثالثًا: التأديب مع إشراقه الخلاص ص 11 - 13:
- الله هو الملجأ ص11 (لا يليق الاعتماد علي فرعون ولا علي أشور إنما بالرجوع إلى الله يتحقق الخلاص).
- رعاية الله لهم ص12.
- خلاص الله لهم ص13.
هذه الإصحاحات الثلاثة هي حديث عن التأديب الإلهي ممتزج بنبوات هامة عن خلاص شعب الله وعن أعمال محبته لهم.
إذ كشف العريس كطبيب لعروسه أمراضها يؤدبها لا لينتقم منها إنما ليمسك بالمشرط ويستأصل المرض، لهذا وسط حديثه هنا عن التأديب يقدم نفسه لها بكونه ملجأها (11)، وراعيها (12)، ومخلصها من العبودية ومن الموت (13).


رابعًا: ثمار التوبة ص14:
بالتوبة ترجع النفس إلى عريسها لتجده:
1. سندها فلا تحتاج إلى ذراع بشري (ع 1 - 3).
2 . طبيبها، فتمتع بالشفاء من الأمراض المستعصية (ع 4).
3. حبيبها، فتمتع بالحب الإلهي (4).
4. قوتها، فتتمتع بالنمو الروحي (ع 5 - 7).
5. عريسها، فتتمتع بالفرح (7).
6. فردوسها، فتتمتع بالثمر المتزايد (8).
7. واهبها القيامة: "أين أوباؤك يا موت؟ أين شوكتك يا هاوية؟" (13: 14).


## مقابلات مع العهد الجديد:
+ (هو 1: 10) "سأدعو الذي ليس شعبي شعبي" (رو 9: 25).
+ (هو 6: 1 -3) إشارة إلى القيامة في فجر الأحد.
+ (هو 11: 1) من مصر دعوت ابني (مت 2: 15).
+ (هو 11: 4) إشارة إلى سر التجسد الإلهي.
+ (هو 6: 6) أريد رحمة لا ذبيحة (مت 9: 13، 12 : 7).
+ (هو 13: 14) أين شوكتك يا موت (1 كو 15: 55).
+ (هو 10: 8) يقولون للجبال غطينا (رؤ 6: 16)، يوم الرب.


## مقارنة بين عمل الخطية وعمل الله مخلصها:
زوجة خائنة (ص 1)، يشتريها ويقدسها (ص 3) تجعلها أرضا (1: 2)، يقيمها سماء.
تصيرها بقرة جامحة (4: 16)، تتحد بالحكمة الإلهية.
حمامة رعناء (7: 11) تترك هيكل الرب وتطير إلى أحضان بشرية، تتقدس بالروح فتطير إلى السماء.
تصاب بأمراض مستعصية (5: 13)، عريسها طبيب الأمراض المستعصية (14: 4).
تفرح بالملذات (ص 9)، الله فرحها كرمة ذابلة (ص 10)، يرويها بدمه.
تدخل بها إلى الموت والهاوية (13)، يهبها روح القيامة.


## العروس الخائنة:
+ خطبتها:
"أول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت زنى تاركة الرب". (هو1: 2).

+ الزواج بها:
" فذهب واخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا". (هو1: 3).

+ زناها:


تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
" وقال الرب لي اذهب أيضًا أحبب امرأة حبيبة صاحب و زانية كمحبة الرب لبني إسرائيل وهم ملتفتون إلى آلهة أخرى ومحبون لأقراص الزبيب". (هو3: 1).
" اذهب وناد في أذني أورشليم قائلًا هكذا قال الرب قد ذكرت لك غيرة صباك محبة خطبتك ذهابك ورائي في البرية في ارض غير مزروعة ". (أر 2: 2).
" كيف اصفح لك عن هذه بنوك تركوني وحلفوا بما ليست آلهة ولما أشبعتهم زنوا وفي بيت زانية تزاحموا". (إر 5: 7).

+ شراؤها بالحب:
" فاشتريتها لنفسي بخمسة عشر شاقل فضة وبحومر و لثك شعير". (هو3: 2).
"فمررت بك ورايتك وإذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي. فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت والبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وآزرتك بالكتان وكسوتك بزا. وحليتك بالحلي فوضعت اسورة في يديك وطوقا في عنقك. ووضعت خزامة في انفك وأقراطًا في أذنيك وتاج جمال على راسك. فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز وأكلت السميذ والعسل والزيت و جملت جدًا جدًا فصلحت لمملكة. وخرج لك اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب". (حز 16: 8 - 14).
+ يهجرها محبوها:
"وقلت لها تقعدين أيامًا كثيرة لا تزني ولا تكوني لرجل وأنا كذلك لك.لان بني إسرائيل سيقعدون اياما كثيرة بلا ملك وبلا رئيس وبلا ذبيحة وبلا تمثال وبلا افود وترافيم".(هو3: 3, 4).

+ رجوعها:
"بعد ذلك يعود بنو إسرائيل ويطلبون الرب إلههم و داود ملكهم ويفزعون إلى الرب والى جوده في آخر الأيام" (هو3: 5).
"فمررت بك ورايتك وإذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي" (حز16: 8).
"وارجع سبيهن سبي سدوم وبناتها وسبي السامرة و بناتها وسبي مسبييك في وسطها". (حز16: 53).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

عوبديا - مقدمة في سفر عوبديا


مُقدمة عامة:
* كاتب السفر هو عوبديا النبي، وعوبديا معناه "عبد يهوه"، وهو اسم يصح إطلاقه على أي نبي وليس على شخص مُعيًن.
* تتكلم النبوة عن مملكة آدوم، "آدوم" اسم عبري معناه "أحمر"وهو اسم عيسو، أخو يعقوب وابن إسحق، وقد اشتهر بهذا الاسم لأنه اشتهى العدس الأحمر الذي طبخه يعقوب؛ حيث قال لأخيه: "إعطنى هذا الأحمر لأنى قد أعييت. لذلك دُعى اسمه أدوم" (تك25: 30).
ولكن الاسم يُطلق أيضَا على الإقليم الذي كان يسكنه نسله، والذي يمتد مِن جنوب موآب إلى خليج العقبة، وهى أيضَا أرض جبلية وتُسمى أيضَا "جبل سعير" (تك36). ويذكر الكتاب المقدس أن هذه البلاد فيها بعض الصخور شديدة الانحدار، حتى قيل أن أمصيا قتل 10 آلاف مِن الأدوميين بطرحهم مِن قمة الجبل إلى أسفل (2أخ25: 11- 13). وأهم مُدنهم هي بصرة وسالع. وقد اشتهر آدوم بعدائه لإسرائيل؛ فأثناء سيرهم في البرية لم يدعهم يمرون في أرضه (عد20: 14-21).
والأدوميون هم نسل عيسو وتنطبق عليهم نبوة إسحق أبوهم القائلة: "هوذا بلا دسم الأرض يكون مسكنك. وبلا ندى السماء مِن فوق. وبسيفك تعيش. ولأخيك تُستعبد. ولكن يكون حينما تنجح أنك تُكسًر نيرهُ عنْ عُنقك" (تك27: 39، 40). لذلك كانوا ينالوا نُصرة على إسرائيل أحيانَا في الحرب معهم.
* أحداث هذا السفر تعود إلى سنة 587، 588 ق.م.، حينما تحالف آدوم مع البابليين وغيرهم في سقوط أورشليم، حيث اشترك آدوم في نهب المدينة، وسدوا أمام الهاربين الطرق، إذ كانوا يُمسكون بهم ويبيعونهم عبيدَا للأعداء.
* السفر عبارة عنْ أصحاح واحد، يتلخص في سرد أخطاء آدوم وتأديبات الله له على أخطائه.
أما تأديب الرب، لا يعنى انتقامَا منه ممنْ أخطأ إليه أو إلى أخيه، بل هو مُحاولة من الرب لاسترجاع الخاطئ عنْ خطأه، لأنه يقول عنْ نفسه: "الذي يُريد أن جميع الناس يخلُصُون وإلى معرفة الحق يُقبلون"(1تى2: 4). وسليمان الحكيم أيضَا كتب أمثاله مِن أجل: "معرفة حكمة وأدب لإدراك أقوال الفهم. لقبول تأديب المعرفة والعدل والإستقامة" (أم1: 2، 3). ويُوصى بولس الرسول تلميذه تيموثاوس بأن لا يتغافل عنْ تأديب الخاطئ لكي يتوب، فيقول: "مؤدبَا بالوداعة المقاومين عسى أن يُعطيهم الله توبة لمعرفة الحق فيستفيقوا مِنْ فخ إبليس إذ قد إقتنصهم لإرادته"(2تى2: 25، 26). ويقول بولس الرسول أيضَا: "يا إبنى لا تحتقر تأديب الرب ولا تخُر إذا وبخك. لأن الذي يُحبه الرب يؤدبه ويجلد كُل ابن يقبله. إن كُنتم تحتملون التأديب يُعاملكم الله كالبنين. فأى ابن لا يؤدبه أبوه. ولكن إن كُنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نُغول لا بنون. ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم. أفلا نخضع بالأولى جدَا لأبى الأرواح فنحيا. لأن أولئك أدبونا أيامَا قليلة حسب إستحسانهم. وأما هذا فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته. ولكن كُل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن. أما أخيرَا فيُعطى الذين يتدربون به ثمر بر للسلام"(عب12: 5-11).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
* يوجد أنبياء آخرين تنبأوا بنفس النبوة على آدوم، منهم:
حزقيال النبي، في نحو سنة 590 ق.م. تنبأ عن آدوم قائلَا: "هكذا قال الرب. مِن أجل أن آدوم قد عمِل بالإنتقام على بيت يهوذا وأساء إساءة وإنتقم منه. لذلك هكذا قال السيد الرب وأمُد يدى على آدوم وأقطع منها الإنسان والحيوان وأُصيًرها خرابَا مِن التيمن وإلى دادان يسقطون بالسيف. وأجعل نقمتى في آدوم بيد شعبى إسرائيل فيفعلون بآدوم كغضبى وكسخطى فيعرفون نقمتى يقول الرب" (حز25: 12- 14).
وتنبأ يوئيل أيضَا عنْ آدوم قائلَا: "مصر تصير خرابَا وأدوم تصير قفرَا خربَا مِن أجل ظُلمهم لبنى يهوذا الذين سفكوا دمَا بريئَا في أرضهم" (يؤ3: 19).
وتنبأ أرميا أيضَا عن آدوم قائلَا: "عنْ أدوم. هكذا قال رب الجنود.... قد غرًك تخويفك كبرياء قلبك يا ساكن في محاجئ الصخر الماسك مرتفع الأكمة. وإن رفعت عُشًك فمن هناك أُحدرك يقول الرب" (أر49: 7- 16).
وتنبأ عنهم داود النبي قائلَا: "أذكر يا رب لبنى أدوم يوم أورشليم. القائلين. هُدوا هُدوا حتى إلى أساسها" (مز137: 7).
* وأثناء السبي البابلي أمتلك الأدوميونأرض إسرائيل حتى إلى حبرون، وحوالي سنة 300 ق.م. أخذ الأنباط "سالع" وأسسوا دولتهم، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. وفى القرن الثاني ق.م. أخذ يهوذا المكابي واليهود حبرون وغيرها مِن المدن التي كان الأدوميون قد استولوا عليها، وقد أخضعهم يوحنا هركانوس المكابى وإسترد منهم حبرون، وألزمهم أن يختتنوا أو يتركوا البلاد، فاختتنوا وظلوا في البلاد، وواحد منهم صار حاكمًا لليهودية بتحالفه مع الرومان، وهو أنتيباتور أبو هيرودس الكبير وأبو أسرة الهرادسة الأدومية التي حكمت إسرائيل بأمر الرومان في زمن السيد المسيح ورسله.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
* الكلمات الصعبة في السفر:
_ خُصاصةً (آية 5): الخُصاصة هي ما يبقى في الكرمة مِن العنب بعد القطف، وتُشير إلى الشيء القليل.
_ تَخم (آية 7): مُفرد تُخوم وهى حد يفصل بين أرض وأرض أخرى. وتعنى في الآية أن آدوم تشتًت إذ لم يكن له أرض ليستقر فيها بل وقف على الحدود.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

تأملات في سفر عوبديا
السفر يتلخص في سرد أخطاء آدوم وتأديب الرب له.
"رؤيا عوبديا. هكذا قال السيد الرب عنْ أدوم. سمعنا خبرَا مِن قِبل وأُرسل رسول بين الأمم. قوموا ولنقم عليها للحرب. إنى قد جعلتُك صغيرَا بين الأمم. أنت مُحتقرُ جدَا. تكبُر قلبك قد خدعك أيها الساكن في محاجئ الصخر رَفْعَة مقعده القائل في قلبه مَنْ يُحدرنى إلى الأرض. إن كُنت ترتفع كالنسر وإن كان عُشك موضوعَا بين النجوم فمن هناك أُحدرك يقول الرب. إن أتاك سارقون أو لصوص ليل. كيف هلكت. أفلا يسرقون حاجتهم. إن أتاك قاطفون أفلا يُبقون خُصاصة. كيف فُتٍش عيسو وفُحصت مخابئه. طردك إلى التُخم كُلُ مُعاهديك. خدعك وغلب عليك مُسالموك. أهلُ خُبزك وضعوا شركَا تحتك. لا فهم فيه"(الآيات مِنْ 1-7).
تُبيًن هذه الآيات أخطاء أدوم:
1- كبرياء قلبه:

وجاء كبريائه مِنْ اعتماده على قوة الصخور التي يسكن بينها، وظن أنه بعيد عنْ كُل يد ولا يقدر أحد أن يغلبه أو يعتدي على أرضه. ولذلك نجد الرب يقول له: "إنى قد جعلتك صغيرَا بين الأمم. أنت مُحتقر جدَا. تكبر قلبك قد خدعك".
وفى هذا يقول الرب: "الكبرياء والتعًظم وطريق الشر والأكاذيب أبغضت"(أم8: 13).
ويقول سُليمان الحكيم: "تأتى الكبرياء فيأتى الهوان. ومع المتواضعين حكمة"(أم11: 2).
ويقول أيضَا: "كبرياء الإنسان تضعه. والوضيع الروح ينال مجداَ"(أم29: 23).
ويقول أيضَا: "قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح"(أم16: 18).
ويقول السيد المسيح: "إن الذي يخرج مِن الإنسان ذلك يُنجًس الإنسان لأنه مِن الداخل مِنْ قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة زنى فِسق قتلْ سرقة طمع خُبث مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل. جميع هذه الأشياء تخرج مِنْ الداخل وتُنجٍس الإنسان"(مر7:20- 22).
تأمل: ونحن أيضَا أحيانَا يكون كُل اعتمادنا على المال أو نسب العائلة أو علاقاتنا بذوي السُلطان أو على عقلنا ومواهبنا أو على كثرة معارفنا أو على قُدراتنا الجسدية. مع أن الكتاب المقدس يوصينا بضرورة الاتكال على الرب:
"الإحتماء بالرب خيرُ مِنْ الإحتماء بالرؤساء"(مز118: 9).
"توكل على الرب بكُل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. في كُل طرقك إعرفه وهو يُقوًم سُبلك" (أم3: 5).
"منْ يتكل على غِناه يسقط. أما الصديقون فيزهون كالورق" (أم11: 28).
" منْ منكم خائف الرب سامع لصوت عبده. منْ الذي يسلك في الظلمات ولا نور له. فليتكل على اسم الرب ويستند إلى إلهه" (أش50: 10).
"لماذا تقول يا يعقوب وتتكلم يا إسرائيل قد إختفت طريقى عن الرب وفات حقى إلهى. أما عرفت أم لمْ تسمع. إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا. ليس عنْ فهمه فحص. يُعطى المُعى قُدرة ولعديم القوة يُكثًر شدة. الغلمان يعيون ويتعبون والفتيان يتعثرون تعثًرَا. وأما منتظروا الرب فيُجدًدون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون" (أش40: 27- 31).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
2- إحساس أدوم بأنه ذو حكمة:

"طردك إلى التُخم كُلُ مُعاهديك. خدعك وغلب عليك مُسالموك. أهل خُبزك وضعوا شِركَا تحتك. لا فهم فيه. ألا أُبيد في ذلك اليوم يقول الرب الحكماء من آدوم والفهم مِنْ جبل عيسو. فيرتاع أبطالك يا تيمان. لكي ينقرض كُل واحد مِنْ جبل عيسو بالقتل" (الآيات 7-9).
بالرغم مِنْ أن عيسو يظن أنه حكيم، إلا أن الرب يصفه بأنه "لا فهم فيه". يبدو أن حكمة آدوم كانت مِن هذا العالم، أي حكمة ماكرة، كما يقول الكتاب: "لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله. لأنه مكتوب الآخذ الحكماء بمكرهم"(1كو3: 19). ويقول أيضَا: "لأنهم لما عرفوا الله لم يُمجدوه أو يشكروه كإله بل حمِقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبى. وبينما هم يزعمون أنهم حُكماء صاروا جهلاء"(رو1: 21، 22).
فقد كان آدوم أحمق وبلا فهم حينما اشترك مع الأعداء ضد إخوته بنى يهوذا، لقد امتلأ غيرة منهم وحقد عليهم، مع أن يعقوب الرسول يقول: "منْ هو حكيم وعالم بينكم فليُر أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة. ولكن إن كان لكم غيرة مُرة وتحزب في قلوبكم فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق. ليست هذه الحكمة نازلة مِنْ فوق بل هي أرضية نفسانية شيطانية. لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكُل أمر ردئ. وأما الحكمة التي مِن فوق فهى أولَا طاهرة ثم مُسالمة مُترفقة مُذعنة مملوًة رحمة وأثمارَا صالحة عديمة الريب والرياء. وثمر البر يُزرع في السلام مِن الذين يفعلون السلام"(يع3: 13-18).
وكانت نتيجة جهل آدوم، أنه بعد أن استخدمه الأعداء لأغراضهم، انقلبوا عليه وطردوه مِنْ البلاد، وصار بلا مأوى، وكما يقول الكتاب: "بطئ الغضب كثير الفهم. وقصير الروح مُعلًى الحَمق. حياة الجسد هدوء القلب ونخر العظام الحسد...... الشرير يُطرد بشرهِ"(أم14: 29-31).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
3- ظُلمه لأخيه يعقوب:

"مِن أجل ظُلمك لأخيك يعقوب يغشاك الخزى وتنقرض إلى الأبد. يوم وقفت مُقابله يوم سبت الأعاجم قُدرته ودخلت الغرباء أبوابه وألقوا قرعة على أورشليم كُنت أنت أيضَا كواحد منهم. ويجب أن لا تنظر إلى يوم أخيك يوم مصيبته ولا تشمت ببنى يهوذا يوم هلاكهم ولا تفغر فمك يوم الضيق. ولا تدخل باب شعبى يوم بليتهم. ولا تنظر أنت أيضَا إلى مُصيبته يوم بليته ولا تمد يدَا إلى قُدرته يوم بليته. ولا تقف على المفرق لتقطع مُنفلتيه ولا تُسلًم بقاياه يوم الضيق. فإنه قريب يوم الرب على كُل الأمم. كما فعلت يُفعل بك. عملك يرتد على رأسك. لأنه كما شربتم على جبل قُدسى يشرب جميع الأمم دائمَا يشربون ويجرعون ويكونون كأنهم لم يكونوا"(الآيات من 10-16).
- وقف آدوم مع الأعداء ضد أخيه.
- شمت في أخيه يوم بليته، إذ كان يقف ليُميت منْ يفلتون منْ يد الأعداء.
والرب يُعلن له:
يغشاك الخزي وتنقرض إلى الأبد. لذلك صلى داود قائلَا: "فليخزى وليرتد إلى الوراء كُل مُبغضى صهيون. ليكونوا كعُشب السطوح الذي ييبس قبل أن يُقلع"(مز129: 5، 6).
ليته تذكر كلمات الرب هذه. ويا ليته عمِل بقول الحكيم: "الأخ أمنع مِن مدينة حصينة. والمُخاصمات كعارضة قلعة"(أم18: 19). وبوصية الرب القائلة: "إذا إفتقر أخوك وقصُرت يده عندك فأعضده غريبَا أو مستوطنَا فيعيش معك. لا تأخذ منه ربا ولا مُرابحة بل إخش إلهك فيعيش أخوك معك.... وإذا إفتقر أخوك عندك وبيع لك فلا تستعبده إستعباد عبد"(لا25، 35، 39). وأيضَا: "لا يذم بعضكم بعضَا أيها الإخوة. الذي يذم أخاه يذم الناموس ويدين الناموس"(يع4: 11). "منْ قال أنه في النور وهو يُبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة. منْ يُحب أخاه يثبُت في النور وليس فيه عثرة. وأما منْ يُبغض أخاه فهو في الظلمة يسلك ولا يعلم أين يمضى لأن الظلمة أعيت عينيه"(1يو2: 9-11).
لذلك قال له الرب: "كما فعلت يُفعل بك. عملك يرتد على رأسك".
تأمل: لقد أعطانا الرب مثل السامري الصالح (لو10: 29-37)، لكي يُعلمنا أن نفعل الخير للكُل، وبالأولى مع أقربائنا بالجسد. وبولس الرسول يقول: "إن كان أحد لا يعتنى بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شرٌ منْ غير المؤمن"(1تى5: 8). ويقول أيضَا: "حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان"(غل6: 10).
أقول هذا لأننا أحيانَا كثيرة نكون لطفاء مع الغير، أما أهل البيت فلا يروا منًا سوى الإهمال والجفاء.
لذلك يُوصينا الرب قائلَا: "كُل ما تريدون أن يفعل الناس بكم إفعلوا هكذا أيضَا بهم. لأن هذا هو الناموس والأنبياء"(مت7: 12).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
النجاة في جبل صهيون:

"وأما جبل صهيون فتكون عليه نجاة ويكون مُقدسَا ويرث بيت يعقوب مواريثهم. ويكون بيت يعقوب نارَا وبيت يوسف لهيبَا وبيت عيسو قشَا فيُشعلونهم ويأكلونهم ولا يكون باقٍ مِنْ بيت عيسو لأن الرب تكلم. ويرث أهل الجنوب جبل عيسو وأهل السهل الفلسطينيين ويرثون بلاد أفرايم وبلاد السامرة ويرث بنيامين جلعاد. وسبى هذا الجيش مِنْ بنى إسرائيل يرثون الذين هم مِنْ الكنعانيين إلى صرفة. وسبى أورشليم الذين في صفارد يرثون مُدن الجنوب"(الآيات مِنْ 17-20).
أما جبل صهيون فالمقصود به أورشليم، وهى ترمز للكنيسة وللحياة الأبدية. كما يقول النبي: "الرب مِنْ صهيون يُزمجر ومِنْ أورشليم يُعطى صوته فترجف السماء والأرض. ولكن الرب ملجأ لشعبه وحصن لبنى إسرائيل. فتعرفون أنى الرب إلهكم ساكنَا في صهيون جبل قدسى وتكون أورشليم مُقدسة ولا يجتاز فيها الأعاجم في ما بعد"(يؤ3: 16، 17).
لقد ترك بنو إسرائيل أورشليم، ولم يبقى فيها سوى سبط يهوذا، لذلك يدعوا الرب البعيدين ليرجعوا إلى حضن الآب في أورشليم. هذه هي رغبته مِنْ البداية، إذ طلب مِن موسى أن يبنى له خيمة لكي يسكن في وسط شعبه، وسماها خيمة الاجتماع، التي يتراءى فيها الرب كُل حين. إنه في وسطنا كُل يوم على المذبح، يُنادى على الكُل: "تعالوا إلىً يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم. إحملوا نيرى عليكم وتعلموا منى. لأنى وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم. لأن نيرى هيٍن وحملى خفيف"(مت11: 28-30).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ويكون المُلك للرب:

"ويصعد مُخلٍصون على جبل صهيون ليدينوا جبل عيسو ويكون المُلك للرب"(آية 21).
ممكن أن تكون هذه الآية إشارة للأبدية. وكما قال الملاك للعذراء مريم، يوم بشرها بالحبل المُقدس، أن المولود منها سوف يملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية (لو1: 33). وكما بوًق الملاك في سفر الرؤيا: "فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة قد صارت ممالك العالم لربنا ولمسيحه فسيملك إلى أبد الآبدين"(رؤ11: 15).
فطوبى للمدعوين إلى عشاء عُرس الخروف، حيث مسكن الله مع الناس: "هو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبَا والله نفسه يكون معهم إلهَا لهم. وسيمسح الله كُل دمعة مِن عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت. وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كُل شيء جديدَا. وقال لى أكتب فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة. ثم قال لى قد تم. أنا هو الألف والياء البداية والنهاية. أنا أعطى العطشان مِنْ ينبوع ماء الحياة مجانَا. منْ يغلب يرث كُل شيء وأكون له إلهَا وهو يكون لى إبنَا"(رؤ21: 3-7).
ومنْ يُريد أن يملك الرب عليه مِنْ الآن، يعيش في طاعة وصاياه، ويُحب الرب مِن كُل قلبه ومِن كُل فكره ومِن كُل قدرته ويُحب قريبه كنفسه. منْ يفعل هذا فإنه يحيا الحياة الأبدية مِن الآن وهو في هذا الجسد، كما قال الرب يسوع في صلاته في البستان: "هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته".
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

مقدمة في سفر عوبديا " Obadiah "


الاختصار: عو= OB.

** محور السفر:
+ كما فعلت يفعل بك.
+ ترقب مجيء المسيح.
+ دينونة الآدوميين "كما فعلت يفعل بك" (عدد 15).
+ العدالة، الغرور.


** عوبديا:
+ كلمة عبرية تعني "عبد يهوه" أو "المتعبد ليهوه".
+ من العبارات (1 - 14) يظهر أنه كتب هذه النبوة بعد سقوط أورشليم (2أي 36: 17 - 21).


** موضوع السفر:
انتقام الله الرهيب من الآدوميين نسل عيسو.


** أهم الشخصيات:
عوبديا.


** أهم الأماكن :
أدوم - إسرائيل.



** غاية السفر:
أدوم.



** سفر عوبديا:
+ كتب عوبديا نبواته بعد سقوط أورشليم (ع 10 - 14، 2 أي 36: 17 - 21) علي يد الكلدانيين عام 587 ق.م.

+ أصغر أسفار العهد القديم وهو موجه ضد أدوم. كلمة " أدوم " معناها أحمر أو دموي أو الأرض التي جبل منها أدم.
لذلك فهي ترمز إلى سافكي الدم والأرضيين، أدوم هو لقب عيسو صار لنسله من بعده إذ استولوا علي أرض سعير بعد طردهم الحوريين ( تث 2: 12)، أرض أدوم جبلية وعرة ألهبت في سكانها الشراسة خاصة ضد بني يعقوب فلم يأذنوا لهم بالعبور في أرضهم (عد 20: 14 - 21)؛ مع أن الله طالب بني إسرائيل أن يحسنوا معاملتهم بكونهم أخوة (تث 23: 7)، لكن شر أدوم تزايد وكراهيتهم صارت مُرة امتلأ كأسهم عند سبي أورشليم إذ ابتهجوا (مز137: 7) واشتركوا في التخريب، بعد إصلاح حال إسرائيل غلب داريوس ملك فارس أدوم وذبح الآلاف منهم وفي أيام المكابيين غلبهم اليهود وبالتدريج بادوا تمامًا.

+ تخص هذه النبوة كل نفس متكبرة تظن أنها قادرة علي حماية نفسها بسكناها علي جبال "الأنا" الوعرة، وأيضا النفس الشامتة في سقوط الغير.

+ هذه النبوة في ظاهرها تمس أدوم المتعجرف لكنها هي إعلان عن خلاص يعقوب (المؤمن) وتقديسه حيث يملك الرب عليه وفيه.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** محتويات سفر عوبديا: -
أولًا: كبرياء أدوم ع (1 - 9):
- اعتماده علي إمكانياته الخاصة لا على الله " تكبر قلبك قد خدعك أيها الساكن في محاجئ الصخر" (أي شقوق الصخر حيث كان أدوم يسكن الصخور) (ع 3).

- الله يحدر المتكبرين " أن كنت ترتفع كالنسر وأن كان عشك موضوعا بين النجوم فمن هناك اُحدرك يقول الرب" (إذ كانوا يعيشون علي قمم الجبال) (ع 4).

- الله يسقطه أرضًا ويذلهم باستخدام أصدقائهم لخرابهم (ع 7) (اقرأ بموقع الأنبا تكلا نص السفر كاملًا).

- الله يبيد حكماءهم وفهماءهم، " الذي ليس له فالذي عنده يؤخذ منه" (مت 25: 29).


ثانيا: ظلمه لأخيه يعقوب ع (10 - 14):
+ أن كان الكبرياء يحسب خطية موجهه ضد الله نفسه حيث يتجاهل الإنسان إمكانيات الله وحبه له ورعايته متكلا علي ذراعه البشري، فان كراهية الآخرين موجهه ضد الله، حين يعتد الإنسان بذاته يتقوقع حول الأنا فينسي أخاه بل ويبغضه يحسب هذا إهانة لله نفسه لذا جاءت وصية محبة القريب مكملة لمحبة الله وحسباهما السيد المسيح وصية واحدة متكاملة لأننا لا نقدر أن نحب الله خارج محبتنا لخليقته المحبوبة لديه.


+ وجه الله لأدوم لوم لكراهيته لأخيه يعقوب من جوانب أربعة:
- اشتراكه مع الغرباء (نبوخذنصر) في النهب.
- رفضه مساعده أخيه أثناء ضيقته، بل وقف مقابله (ع 11) ينظر ولا يسند!
- الشماتة به يوم هلاكه.
- قاوم المنفلتين الهاربين من الضيق. وسلمهم للأعداء عبيدًا، عمل لا إنساني!


ثالثا: الرب يملك (ع 15 - 21):
أدوم يمثل إبليس بكونه سافك دم وقتال للناس يربطهم بالأرضيات ويسحب قلوبهم عن السماويات.. لهذا لكي يملك الرب يلزم أن يرتد عمل إبليس علي رأسه فتهلك مملكته ويخلص المأسورين تحت سلطانه، وما يحدث لإبليس ليس نقمة إلهية إنما هو ثمر طبيعي لشره.

إن كان يعقوب يشير إلى إسرائيل الجديد، فإنه إذ يبيد الرب قوة إبليس ويهدم سلطانه إنما لكي يعلن ملكوته فينا. تكون علي جبل صهيون (الكنيسة)، نجاة أو خلاص ويكون مقدسا ويرث بيت يعقوب ويكون بيت يعقوب نارا (عمل الروح القدس الناري) ليملك فينا.


## صراع توأمين:
يروي لنا سفر عوبديا قصة صراع بين توأمين امتدت إلى أجيال طويلة بين أمتين:-
تك 25: 26 يعقوب امسك بعقب عيسو.
تك 25: 27 يعقوب إنسان كامل يسكن الخيام، عيسو صياد إنسان برية.
تك 25: 33 يعقوب اشتري بكورية عيسو، عيسو استهان بالبكورية.
تك 27: 36 يعقوب اغتصب بركة أبيه، عيسو صرخ بمرارة.
تك 27، 43 يعقوب هرب من عيسو، عيسو أراد قتل يعقوب.
تك 33 يعقوب قدم هدية لصرف غضب عيسو، عيسو انصرف عنه الغضب.
تك 36، 37 يعقوب من نسله قام إسرائيل، عيسو من نسله قام أدوم.
عد 20: 14 موسي يطلب عبور إسرائيل، أدوم يرفض عبور إسرائيل.
1 صم 14: 47 شاول يضرب أدوم.
1 أي 18: 13 أدوم غزاها داود وأقام حراسًا عليها.
1 مل 9: 26 سليمان استخدم أرض أدوم.
2 أي 20: 1 أدوم انكسروا أمام يورام.
2 أي 20: 22 امصيا يقتل 10 آلاف من أدوم.
2 مل 8: 20 غزا أدوم يهوذا.
2 مل 8: 22 تمرد أدوم علي يهوذا.
مز 137: 7 أدوم وفرحهم بخراب أورشليم
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم الأصحاح السادس عشر تفسير سفر اللاويين
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم الأصحاح الثالث عشر تفسير سفر اللاويين
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم الأصحاح الحادى عشر تفسير سفر اللاويين
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم الاصحاح العاشر تفسير سفر اللاويين
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم


الساعة الآن 08:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024