ربنا يبحث عن كل نفس مجروحه

[walaa farouk]

قصه واقعيه يرويها ابونا بولس جورج

في يوم من الايام جاءت سيده من شعب الكنيسه وقالت لي خلي الورقه دي يا ابونا معاك الورقه دي فيها اسره مجروحه ما قالتش اكتر من كده . ياريت قدسك تفتقدها
احنا عندنا الكنيسه مقسمنها علي ٣٢ مربع وكل كاهن مننا عارف هو معاه انهي مربع ١ و ٣ مثلا يعني عارف منتقطه في الافتقاد وانا بصيت في الورقه دي قرات العنوان عرفت ان المنطقه دي تبع ابونا يوحنا باقي قولت بركه الاسره دي محتاجه اي كاهن يفتقدها فحطيت الورقه في جيبي لان مكتب ابونا يوحنا لازق في مكتبي وانا باقابله كتير لما اقابله ابقي اديله الورقه
بعدها بيومين قابلت ابونا يوحنا وقعدنا نتكلم عن حاجتين تلاته عشر حاجات في الخدمه وسلام يا ابونا وحاللني يا ابونا واروح ادب ايدي في جيبي الاقي الورقه يانهار ابيض ده انا كنت لسه مع ابونا وانسي الورقه مش مشكله لما اقابله تاني وقابلته تاني يوم وقعدنا نتكلم وحصل كذا كذا واتكلمنا في الخدمه وسلام يا ابونا سلام واروح وادب ايدي في جيبي والاقي الورقه يا نهار ابيض مش مشكله لما اقابله تاني وقعدت خلال ١٠ ايام قابلته ٨ مرات وكل مره انسي اديله الورقه كانها ملزوقه في جيبي بلبانه مش راضيه تطلع طيب اعمل ايه ؟؟؟
المهم فات علي القصه دي ١٢ يوم في اليوم الاثني عشر ده كنت مدي موعد لناس في مشكله زوجيه ومحدد الوقت علي حسب وقتهم وعلشان انا عارف ان المشاكل الزوجيه بتطول اديتهم ساعتين من ٥ الي ٧ مساء
اخدت العربيه وروحت مسافه كده مش بعيده ومش قريبه بردو وانا ماكد عليهم الميعاد ومديهم ساعتين والمكان هناك تحت البيت تبع الجيش وهناك امن تبع الجيش فبقول له انا طالع الدور الفلاني للاستاذ فلان وزوجته قالي دول نزلوا من ربع ساعه فانا قولت مع نفسي ايه دا انا ماكد عليهم الميعاد من الصبح فانا افتكرته بيفسحني
فقولت له لا هما مستنييني قالي لا نزلوا قولت طيب ارجوك رن عليهم الجرس وهما هيردوا قالي طيب انت عارف انهم شقه ١٦ قولت اه قالي اهوه رقم ١٦ ورن الجرس ومافيش حد بيرد
قولت طيب بسيطه اتصل علي الرجل التليفون مابيجمعش اتصل علي زوجته التليفون ما بيجمعش بيني وبينكم الوقت عند الكاهن ليه ثمن علشان بيكون عندي ١٠٠ حاجه فانا اتضايقت وكمان دول ساعتين مش ١٠ دقائق كنت اخدت فيهم اعترافات ولا عملت افتقاد طيب اعمل ايه دلوقتي فبدب ايدي في جيبي لاقيت ايه !!؟؟
لاقيت الورقه فبقول كده لنفسي صدقوني ياولاد تكونش انت يارب عايزني انا اللي افتقد الاسره دي روحت مطبق الورقه وانا عارف مكان العنوان فين فرحت مجرج وطالع الدور الرابع
ضربت الجرس وحصل اللي بقول لكم عليه ده ياولاد واحده كده صغيره في السن اواخر العشرينات أوائل الثلاثينات واول ما فتحت الباب كانها شافت ملاك الموت الدم هرب من وشها والباب بتاع الشقه مفتوح فتحه صغيره علشان وراه السفره فضلت بصه لي ومبحلقه وبترجع لورا لغايه ما ظهرها اتخبط في كرسي السفره حته خبطه انا اتوجعت لها من كتر الخبطه فانا اتلخبطت وبقيت مش عارف اقول لها ايه وهي كمان مابقتش بتتكلم بردو وبتشاور لي ادخل
فدخلت وقعدت وفضلت قاعد مستني فتره كده وطلعت هي وزوجها وقعدوا معايا وركزو في الكلام
فانا بقولهم هو انا جيت في وقت مش مناسب قالولي انت جيت في انسب وقت
فقولت هو في حاجه قالوا اه
فقلت للبنت هو انتي اتخضيتي لما شوفتيني قالت اه
وانا مكتوب لي اسره في محنه ومش عارف اي حاجه والوجوم اللي وشهم قالقني
فالبنت قالت لي بصراحه يا ابونا انا اول ماشوفتك اتخضيت وقطعت نفس فالكلام مش مرحب!!
فقالت لي يا ابونا حصل التالي من اسبوعين ابني صغير بلع سودانيه وقفت في زوره وشه ازرق ماعرفناش نطلعها خدناه علي المستشفي مالحقنهوش راح السماء مات من ساعتها وانا من جوايا مش قادره وجوايا ضيق وغيظ من ربنا ولا في صلاه الجنازه قادره اتعزي ولا في صلاه الثالث
وهو ابنها سنتين سنتين ونصف كده وكنا محتاجين ورق من دكتور في مستشفي كليوباترا اللي جنب الكنيسه فاخذنا الورق وجوزي قالي تعالي ندخل نقول ابانا الذي روحت قولت له ادخل انت مش هدخل انا وتحت الحاح جوزي دخلت ومن غير ما اقصد رشمت الصليب وكان في العشيه وكنت قدسك اللي بتوعظ وبتقول التالي
بتتكلم تقريبا عن كيفيه فهم قصد الله وبتقول ازاي يكون واحد كبير في البيت عنده ٩٥ سنه وعايش وطفل صغير عنده سنتين يموت انا سمعت الكلمه دي روحت لاقيت نفسي جوزي بيقولي انا خلصت صلاة يلا روحت شديت ايدي وعايزه استني اسمع واشمعني انت تقول طفل سنتين ويموت وانا ابني عنده سنتين ومات وفضلت واقفه لغايه ما الوعظه خلصت ولاقيت نفسي بقول حاجه انا مش فاهمه ليه انا اساسا من شبرا واتجوزت من ٣ سنين في شقه إيجار جديد في مصر الجديده لغايه ما نلاقي شقه فلاقيت نفسي برفع عيني ناحيه صوره العشاء الرباني وبقول لربنا لو بتحبني وعايزني ارجعلك ابونا ده اللي ما اعرفوش يجي يزورني في بيتي ومش اي كاهن تاني
المشكله يا ابونا اني خرجت من الكنيسه روحت قعدت في بيت اهلي من ١١ يوم ولسه راجعه بيتي قبل ما قدسك تخبط بنصف ساعه.

انا قلت في نفسي اتاري كل ده ترتيب ربنا اني ما اديش ابونا يوحنا الورقه علشان هي طلبت من ربنا اني انا اللي اروح
واني ما اروحش خلال ١١ يوم اللي فاتوا علشان ماكنتش موجوده وان ميعاد الاسره بتاعه المشكله الزوجيه ما يكونش موجودين من غير حتي ما يعتذرو علشان اروحه لهم هما في الوقت اللي ربنا مرتب له
ربنا عايز يقول لو كنت انت حاسس انك متروك او منسي من الناس فانت مش منسي ابدا عندي