أتريد ياأخى ان تصل الى الله ؟
أتحب ان تردد عبارة الطوباوى بولس الرسول : " لى اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح فذاك افضل جدا " ....
اذن فأنطلق اولا من ذاتك .. من ذاتك التى تعبدها بدلا من الله وتحاول بأستمرار ان تراها ممجدة معظمة امام الاخرين ...
هل يمجدك العالم ياأخى الحبيب .. وهل تقبل منه هذا التمجيد ؟ يالك من مسكين ..
ألم تعلم ان المجد لله وحده ؟ لانه خالق الكل ومصدر جميع الكائنات ... والقادر على كل شىء ... ألست تعلم اذن انك مجدت ذاتك .. او مجدك الناس فأنك تسلب صفة من صفات الله وتنسبها الى نفسك ...
ومن انت يااخى حتى تتمجد ؟ هل للتراب مجد ... او للرماد كرامة ... او للعدم احترام وهيبة ؟؟؟ ثم الست خاطىء مثلى .. وان كان الله قد سترك واخفى عيوبك عن الناس فهل للخاطىء مجد ؟؟ وهل للضعيف كرامة ؟؟ اذن لماذا تمجد نفسك وانت تعرف حقيقتك بكل مافيها من خطايا ونقائص وعيوب ....
ثم لماذا تبحث عن مجد زائل لايصحبك بعد الموت .. ولا يقف معك فى يوم الدينونة امام الديان العادل , الذى لا يتأثر فى حكمه عليك برأى الناس فيك .. لان كل شىء مستور هو عريان قدامه ...
الا يزال عزيز عندك مدح الناس ؟ الست تعرف ان مديحهم زائف ؟ لانه يكون احيانا على سبيل المجاملة والتشجيع او التملق او الخجل ... كما انهم حتى وان صدقوا واخلصوا فهم انما يحكمون حسب الظاهر وليس فيهم من يقرأ فكرك او يعرف نياتك او يدخل الى قلبك ليفحص مافيه ...
أتراك تضايقت ؟
سامح ضعفى واسلوبى الخشن فى التعبير .. ولكن اهى عادتك بأستمرار ان تتضايق من شخص يكلمك بصراحة ؟ لايتملقك ولا يستعمل معك الفاظ التفخيم التى يستعملها الناس .... لماذا ... ؟
لماذا .. ؟
الاولى بك يااخى العزيز ان تحب هذا الاسلوب لانه يوقظك امام حقيقتك .. وما اشد احتياجك الى الوقوف امام هذه الحقيقة حتى تعرف نفسك المعرفة اللازمة لخلاصك ..
اخى عندما يمدحك الناس تذكر هاتين الايتين الجميلتين :
" مجدا من الناس لست اقبل " يو 5 : 41 ...
" مجدا لى انت ايها الاب عند ذاتك " يو 17 : 5 ...
احفظ هاتين ورددهما كثيرا فى فكرك ...
وعظة لقداسة البابا شنودة الثالث .