قال السيد المسيح أيقدر أعمى أن يقود أعمى؟ ألا يقع الاثنان معاً في حفرة؟ ما من تلميذ أعظم من معلمه. كل تلميذ أكمل علمه يكون مثل معلمه… كل من يجيء إلي ويسمع كلامي ويعمل به أشبهه لكم برجل بنى بيتاً، فحفر وعمق وجعل الأساس على الصخر. فلما فاض النهر صدم ذلك البيت، فما قدر أن يزعزعه لجودة بنائه. وأما الذي يسمع كلامي ولا يعمل به، فيشبه رجلاً بنى بيته على التراب بغير أساس، فصدمه النهر، فسقط في الحال، وكان خرابه عظيماً
اخوتنا الأحباء، الكثير منا معجبين بأشخاص عظماء ملأوا التاريخ بالمقولات الشهيرة والتصرفات العظيمة، والسيد المسيح يقول لنا ببساطة: إن سرتم على نهج مثالكم الأعلى في الحياة، فأكثر ما يمكنكم وصوله هو أن تكونوا مثله. وهذا شيء مهم جداً، لأنه يجعلنا نستطيع ان نرى كيف ستكون شخصيتنا في المستقبل، وإذا توفرت لنا نفس الضروف التي توفرت لهم، فبالتأكيد سنكون مثلهم. فالسيد المسيح ينبه على اننا إن اخترنا مثال سيء في الحياة، فسنسقط في النهاية إذا سرنا وراءه، لأنه هو سيسقط ونحن سوف نتبعه. فإذا كان مثالك الأعلى أحد قادة الحروب العظماء ومعجب بشخصيته وقراراته، فكن واثق انك في المستقبل لن تمانع من قتل الأبرياء واغتصاب النساء وتدمير مدن وقرى آمنة ومسالمة، لأن مثالك الأعلى فعل ذلك! واذا كان مثالك الأعلى أحد رجال الأعمال المشهورين، فكن واثق من انك في المستقبل ستبيع نفسك جرياً وراء المال، ولن يكون لأي شيء في الحياة قيمة لديك، بل مجرد سعر، لأن مثالك الأعلى فعل ذلك! واذا كان مثالك الأعلى أحد المشاهير من الممثلين او المغنين او الفنانين، فكن واثق من انك في المستقبل ستركض وراء إرضاء اذواق الناس وستكسر قيم ثمينة صحيحة في داخلك من اجل جذب انتباههم، او تقع في مكائد الشهوة والزنا والعلاقات الفاسدة، لأن مثالك الأعلى فعل ذلك!… الخ. فالسيد المسيح يصرح وبوضوح، إن اختيار اي مثال أعلى في الحياة غير شخصه هو الفريد الرائع، سيكون كبناء بيت على الرمل، وسيأتي اليوم الذي يسقط فيه هذا البيت، لأن اساسه (مثاله او قائدة) غير صحيح. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ٦ : ٣٩
