|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة المسيحي (ع 13-16): 13 «أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14 أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، 15 وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16 فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. ع13: شبه المسيح أولاده بالملح الذي يملح الأرض، أي البشر الأرضيين المرتبطين بالعالم. ويتميز الملح بذوبانه في الطعام، فيعطى مذاقا أفضل، دون أن يلغى طعمه الأصلى، مثل المسيحي الذي يؤثر في الآخرين فيصيروا في حياة أفضل، ولا يفقدوا شخصياتهم الخاصة. والملح رخيص ومنتشر في العالم كله بسهولة، مثل المسيحي المتضع الذي تنتشر خدمته لكل إنسان. والملح أبيض اللون، فيرمز للنقاوة والطهارة. ويستخدم أيضًا في حفظ الأطعمة من الفساد، كما أن المسيحي يحفظ نفسه ومَن حوله ويثبتهم في الحياة مع الله. المشكلة الحقيقية، هي أن يفسد الملح الذي نعتمد عليه في إصلاح الجميع. ومتى يفسد الملح؟ (1) إذا اختلط بمواد غريبة، فيضعف تأثيره، مثل اختلاط المسيحي بالأشرار وتأثره بهم. (2) دخول رطوبة عليه فتضعف ملوحته، وهذا يرمز للتنعم والتلذذ براحة الجسد، وشهوات الحياة الفاسدة. (3) إذا اختلط بالماء ومر فيه تيار كهربائى، يتحول إلى مواد ضارة مثل الصودا الكاوية، وهذا يرمز لخضوع المسيحي لقوى العالم الشريرة، مثل التعلق بمحبة المال والشهوات المختلفة، فتملأ قلبه وتغيّره عن طبعه، ويصبح ضارا ومفسدا للمحيطين به الذين يرونه قدوة، فيصبح مُعثرا لهم. حينئذ تظهر مشكلة، ألا وهي: بماذا نُملّح أو نصلح الآخرين؟ ومن ناحية أخرى: ماذا نصنع بهذا الملح الفاسد؟ إنه فقد عمله وهدف وجوده في الحياة، فلا ينتظره إلا أن يُلقَى خارج الملكوت، ويعانى آلام الدوس، أي العذاب الآبدى، والسحق الذي لا ينتهى. |
|