ومن أشهر الأديرة التي ارتبطت بالقديسين, والقديسين الذين ارتبطوا بالأديرة, القديس مكاريوس وديريه في البراموس وووادي النطرون.
وكان القديس مكاريوس من القديسين الذين ظهرت عليهم الحكمة في شبابه, فكانوا يسمونه الصغير صاحب حكمة الشيوخ, وكانت له قدرة علي استبطان الأمور, قبدت وكأنها روح نبوة فكانوا يدعونه النبي.. اللابس الروح أي حامل الروح القديس.
وكان وجهة يضيء بالنعمة, حتي أن آباء كثيرين شهدوا بأنه كان يضيء في الظلام, فأسموه المصباح المضيء, وهي الصفة التي انتقلت إلي ديره, فدعي كذلك, مصباح البرية المضيء أو الدير المضيء, فكان الحكمة العالية والصلاة الدائمة وتشتهر عن القديس مكاريوس الرؤيا الشهيرة باختيار الدير, حيث ظهر له ملاك الرب بمنظر نوراني بهيج يسير به في الصحراء, ووقف القديس في الصحراء حائرا يطلب من الله أن يريه مكانا لائقا يسكن فيه, فقال له الرب علي لسان الملاك,هذه الإرادة هي لك, هاكل البرية أمامك, لأنني أخشي لئلا أعطيك وصية أن تسكن هنا أو هناك, فيقاتلك الضجر أو الاضطهاد وتخرج من ذلك الموضع وتتجاوز الوصية فتخطيء, فليكن سكناك بسلطانك.