رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هالة سرحان تعرّضت للتحرّش هالة سرحان: تعرّضت للتحرّش السياسي.. ومقبلون على عصر الاغتيالات (حوار) بعد علاقة استمرت 10 سنوات أنهت الإعلامية هالة سرحان علاقتها بـ«روتانا»، والاعتذار عن تقديم برنامجها «ناس بوك»، الذى أطلقته عقب الثورة مباشرة ونال قدراً كبيراً من المشاهدة.. التزمت «هالة» بالصمت فور خروجها، ولم تكشف أسباب أزمتها مع «روتانا» حتى تخرج بهدوء وتحصل على هدنة المحارب وتنطلق إلى الساحة من جديد. وعن أسباب رحيلها من قنوات «روتانا»، ورأيها فى برامج الـ«توك شو» كان لنا معها هذا الحوار: ■ فى البداية لماذا رحلت بهذا الشكل من «روتانا»؟ - كنت جزءاً من شركة «روتانا»، وقمت بتأسيس قنوات «روتانا سينما» و«روتانا زمان»، إلى أن أصبحتا أعلاماً ترفرف فى عالم الفضائيات، كما أننى قمت بتأسيس قطاع الإنتاج السينمائى وأنتجنا ما يقرب من 130 فيلماً، ولم أكن مسؤولة بالمرة عن «روتانا مصرية»، بل مسؤولة عن برنامجى فقط، وكان هناك مسؤول عن قطاع التليفزيون، بينما كنت أتولى مسؤولية قطاع السينما، وفى الفترة الأخيرة أصبحت أواجه العديد من المعوقات الإدارية وبشكل مزعج، وتدخلات من «كل اللى يسوى واللى ما يسواش»، وحواجز أصبحت تعيق عملى بشكل كبير. ■ هل كانت هناك معوقات أخرى مرتبطة بالمادة التحريرية والسقف الذى تتعاملين به؟ - لن أدعى لنفسى بطولة لا أستحقها فـ«روتانا» لم تتدخل معى تحريرياً إطلاقاً، وكنت أعمل بكامل حريتى، وهذا مبدأ صاحب القناة الوليد ابن طلال، لأنه رائد نهضة وإصلاح، من وجهة نظرى، ويدفع بنا نحو تخطى الحدود وعدم الاعتراف بالخطوط الحمراء، إلا ما يغضب الله، وبصراحة هذا دائماً الخط الأحمر الخاص بى منذ أن كنت فى قنوات الـ«إيه.آر.تى»، فكنت أمسك القرآن فى يدى، كما علمنى الشيخ صالح كامل، وأقول كل ما ناقشه هذا الكتاب الكريم من حقنا كآدميين أن نتحدث فيه، لذلك كان الخط الأحمر هو دينى فقط، ورغم ذلك لا أنكر أن هناك ضغوطاً خارجية نواجهها باستمرار كمثل الذين يقولون عنى إننى ضد الإسلاميين فى محاولة لتشويه صورتى، ثم نتعرض بعدها للتحقيق بتهمة إهانة القضاء وغيرها من المعوقات. ■ لماذا لم تصعدين هذه الأزمة الإدارية للبحث عن حلول فورية؟ - لقد فعلت «وأنا مش عيلة صغيرة علشان أعيط وأقول للناس الحقونى»، لكنى كنت أحاول أن أركز فى عملى طوال الوقت، ولم يكن لدى وقت «لأهاتى» مع تفاهات، لكن أحياناً ترى أن أزمة الإدارة فى الجهات الإعلامية أنها لا تستطيع أن تقيم علاقة جيدة مع «الموهبة»، كما يحدث فى أمريكا مثلاً فـ«أوبرا وينفرى» ليست مجرد ترس فى آلة، لكنها قلب الآلة الذى تدور حوله باقى التروس، إنما فى منظومتنا عندما نرى اسماً كبيراً بالتأكيد سيتعب أعصاب البعض، ولا أريد أن أتحدث أكثر من ذلك، لأننى بصراحة لا أريد أن أفشى أسرار عملى، وأحترم أى مكان عملت به، وأريد أن أتركه بكل احترام وصداقة، خاصة أن علاقتى بالوليد بن طلال جيدة جداً. ■ لماذا ربط البعض بين انسحابك من القناة وبين وجود عروض أخرى فى قنوات جديدة؟ - بصراحة أقول لكل من تصور ذلك إن هذا عيب، لأن ذلك لم يحدث فى تاريخى، ولم أترك يوماً مكاناً من أجل مكان آخر أو عرض أكثر إغراء، وأساساً، دائماً أواجه عروضاً يومية سواء كنت أعمل أو لا أعمل، وكون أننى أوقفت برنامجى من أجل عرض فهذا عيب، لكن لا أنكر أن هناك عروضاً، ولكن دائما هذه العروض لا أنظر إليها إلا عندما أترك مكانى، لكن لا أستطيع أن أفصح عنها الآن. ■ هناك من ربط بين انسحابك من القناة وبين دخول تامر أمين ببرنامج جديد؟ - أنا لا أتحدث عن أشخاص، أنا اسمى هالة سرحان، وأرفض أن يوضع أى اسم بجانبى، فأنا لا أقارن بأى شخص، وأنا مسؤولة عن برنامجى فقط، والقناة مسؤولة عن أى شىء آخر تفعله. ■ هل الانسحاب كان من البرنامج أم من الشركة نفسها؟ لم يعد لى أى علاقة بالشركة الآن، لأنه سبق أن انسحبت من قطاع الإنتاج السينمائى منذ ثلاثة أشهر حتى أكون متفرغة للبرنامج، لأن المشاهد لا يشعر بالدور الذى أقوم به فى هذا القطاع، رغم الإرهاق الكبير الذى عانيت منه، لكنه يريد أن يرى «هالة» على الشاشة. ■ بصراحة ما رأيك فى المحتوى الذى قدمته القناة؟ - عندما بدأ التفكير فى هذه القناة كان المحور الأساسى هو برنامج «توك شو» أقدمه ثم يوضع بجانبه فيلم ومسلسل وبعض المواد الأخرى التى تغطى الشاشة، وقد بدأت على هذا الأساس رغم الصعوبات التى واجهناها ونجحنا خلال عام ونصف العام أن نكسب ثقة المشاهدين، وكان من المفترض أن توجد حولى بعض الأعمال التى تبرز الهوية المصرية، لكن للأسف لم تستطع القناة أن تقفز القفزة نفسها التى حققها البرنامج. ■ لكن برنامج «ناس بوك» وفقاً لمعدلات المشاهدة كان أقل من برامج الـ«توك شو» الأخرى؟ - بصراحة لا أثق فى استطلاعات الرأى ونسب المشاهدة فى مصر، لأن معظم الأبحاث والاستطلاعات تعتمد على المجاملات، فأنا قمت بإدارة شركات وأعرف جيداً مقاييس تحقيق نسب المشاهدة، وهناك فى هذه الشركات مدارس الأولى «ادفع ثمن نسب المشاهدة»، ومدرسة أخرى تختار وفقاً لمعايير غير صحيحة، لكن هناك المعدلات الشعبية، وأعتقد أنه أفضل معدل بالنسبة إلى عندما ترى برنامجك معروض فى كل الكافيهات والشوارع هذا هو المعدل الذى أعترف به، وأعتقد أن «روتانا» الآن بدأت فى تنفيذ مشروع «راتينج ميتر» بالاتفاق مع التليفزيون المصرى والسعودى، يعتمد على وضع أجهزة خاصة فى المنازل للتعرف على معدلات المشاهدة الحقيقية، لأن ما يحدث فى مصر من استطلاع رأى «زمنه انتهى». ■ هل هناك باب جديد من المفاوضات مع «روتانا» الآن.. أم انتهت العلاقة للأبد؟ - التفاوض مع «روتانا» أصبح يمثل عرضاً مثل باقى العروض، فالعرض الذى يحقق لى الاستقرار والضمان الذى أرغبه سيكون محطتى المقبلة، وشروطى ليست مادية على الإطلاق، لأن ما يهمنى فى المقام الأول أن أظهر بشكل لائق يجعلنى أقدم للمشاهد ما يحلم به، وأمارس حرية التعبير الصحيحة التى أطمح فيها. ■ لكن تردد أن «روتانا» قامت بتنفيذ ديكور جديد للبرنامج؟ - هذا غير صحيح، فكل ما تم فعله هو نقل الديكور القديم ووضعه فى مكان آخر أقل مساحة حتى نكون محددين. ■ لكن هناك من يتهم برنامجك بأنه أصبح منبراً للهجوم على التيار الدينى؟ - اعتبر ذلك «كلاماً فارغاً»، لأن هذا الاتهام يحمل فى طياته إننى ضد التيار الدينى، فعندما أجريت حواراً مع أحمد شفيق أثناء الانتخابات طلبت إجراء حوار مع محمد مرسى، لكنه قال «مش عاوزين هالة سرحان»، لذلك فأنا غير مسؤولة منذ البداية عن ذلك وتعاملت مع المرشحين بمنتهى الموضوعية، لكن للأسف معظم الإسلاميين الذين نطلبهم لحضور البرنامج تكون لهم شروطاً ويطلبون معرفة من سيكون معهم فى الحلقة وبعضهم يريد أن يظهر وحده ويحددون طبيعة الأسئلة وهذا لا أقبله، فمن يريد أن يأتى بشروط البرنامج «فأهلا وسهلا» ورغم ذلك هناك سلفيون التزموا معنا وكانوا إيجابيين بشكل كبير، لكن هناك البعض الآخر غير متعاون بالمرة، وأؤكد إننى على صداقة بأعضاء كثيرين من حزب «الحرية العدالة»، وأحياناً نتشاجر داخل الحلقة، لكن بعد الهواء نكون «سمن على عسل»، لأننى لا أقبل أن أكون «عروس ماريونت» أترك ضيفى يقول ما يشاء دون أن أناقشه، لأننى جزء من الحوار. ■ برأيك هل أصبحت معظم برامج الـ«توك شو» الآن موجهة؟ - طبعاً، والرسالة الإعلامية بشكل عام موجهة فى كل العالم، لكن دائماً ما تختلف النسب، وعن نفسى لم تكن لدى توجيهات سياسية، ودائماً ما أتحدث بحرية وأحيانا أتفاجأ بأن هذا الكلام أثر سلباً على إحدى الوكالات التى ستدعم البرنامج، وفى هذا الموقف أضطر لأن «أعمل حسابى» كقناة، لأن هذا مصدر مادى مهم، لأنه بصراحة الإعلام قائم على الإعلان والمعلن أسوأ من حزب «الحرية والعدالة» فى السمع والطاعة، فهو لا يقبل النقد أبداً حتى لو كان هذا المعلن شركة تليفونات، كما أن طبيعة المجتمع الآن قائمة على تكتل رجال الأعمال الذين جاءوا من زمن «مبارك»، فأصبح لدى كل منهم وسائله الإعلامية، سواء جريدة أو قناة، ليقول من خلالها ما يشاء، وهذا أيضاً توجه واضح، لذلك فأنا أحب جداً قناة «مصر 25»، التابعة للإخوان، لأن توجهها واضح، لكن للأسف هناك قنوات أخرى خرجت بهدف غسيل أموال وقنوات تلعب بأصابعها مهمة الطرف الثالث والرابع بهدف الإثارة، وهناك أدوات فى بعض القنوات تعمل لصالح قيادات سياسية، لذلك فالتوجهات اختلفت من قناة لأخرى. ■ هل تعرضت لتهديدات بسبب فتح أحد الملفات الخاصة بثروات مصر المنهوبة؟ - هذا حقيقى، حيث فوجئت باتصال من شخصية مهمة جداً عندما قمت بفتح ملف تصدير الغاز لإسرائيل، وطلب الرد فى البرنامج، وسمحنا له بذلك لأننا لن نقبل بغلق الملف ولا أحد يستطيع أن يقول لى ذلك، وأؤكد أن الأمن الوطنى أو أمن الدولة فى عهد «مبارك» مازالوا موجودين ويمارسون ضغطوهم سواء كانوا داخل السلطة الآن أو خارجها، واعتبر أن الجبن الحقيقى لهؤلاء الأشخاص أنهم يمارسون ضغوطهم فى الخفاء دون أن يظهروا، فمنذ أيام تم إطلاق النار على عبدالجليل الشرنوبى، ومن قبله قام بعض الأشخاص باقتحام منزل تهانى الجبالى، ثم يأتى البعض تحت منزلى، لذلك أريد أن أقول بأن أسلوب التهديد والتخويف لم يعد صالحاً، ولن نقبل بدخولنا عصر الاغتيالات. ■ هل ترين أن الفترة المقبلة ستشهد بعض الاغتيالات؟ -بالتأكيد، فعندما يقتل مفتش المباحث الذى ذهب لمعاينة حادث شمال سيناء مؤخراً أثناء وجوده فى حراسة الشرطة، فما نقول عن ذلك؟ لذلك فنحن مقبلون على عصر الاغتيالات، خاصة بعد أن ارتفعت نسبة التحرش خلال الفترة الماضية، فأنا نفسى واجهت تحرشاً سياسياً، وهناك أيضاً غل انتقامى وروح اتهامية تسيدت المشهد المصرى، والدليل ما حدث مع «مرسى» بعد الـ100 يوم، فجميع الصحف ووسائل الإعلام فتحت صفحاتها ومنابرها للهجوم عليه، رغم أنه لا توجد ذرة من العقل تقول إنه من الممكن أن يحدث شىء فى الـ100 يوم فى ظل الظروف التى نعيشها حالياً، فليس من الصعب فقط أن تنفذها فى دولة، إنما صعب جداً تنفيذها فى محل كفتة، لكن المهم الآن أن أرى جداول زمنية للمشاريع القومية التى يجب تنفيذها خلال الفترة القادمة. ■ هل تعتبرين تحويلك للنيابة مؤخراً بتهمة إهانة القضاء نوعاً من التحرش السياسى؟ - ليس مقبولاً أن أتحدث عن أسرار التحقيق، احتراماً للقضاء، بالإضافة إلى أنهم «نبهوا علىّ وقالوا لى لو اتكلمتى هنحط السيخ المحمى فى صرصور ودنك»، لكن الغريب أن بعض وسائل الإعلام تعاملت مع الموضوع وكأننى تاجرة مخدرات، والغريب أيضاً أن التهمة التى تم التحقيق فيها مع بعض الإعلاميين هى أننا تحدثنا عن «مبارك»، رغم أن العالم كله تحدث عن «مبارك» وعن محاكمته، وأكثر ما ضايقنى أن البعض قال إن هذا التحقيق مجرد «قرصة ودن علشان نلم الجلابية»، وأنا أقول لهم «مش هنلم الجلابية». ■ كيف ترين صورة الإعلام؟ - نحن نعيش زمن البلطجة الإعلامية وزمن الطفيليات الإنسانية، وهم الأشخاص الذين تعفنوا وتربوا فى زمن «مبارك» وعادوا وانطلقوا فى هذا العصر وتحولوا سريعاً، لذلك عندما تراهم على الشاشة تجدهم مثل البكتيريا والطفيليات، وأحياناً أرى أن بعضهم كاد أن يخرج من لسانه ثعباناً مثل المتحولين الذين نشاهدهم فى الأفلام الأمريكية، وللأسف «الآن كل من هب ودب عايز يعمل فيها بطل»، ويتحول كما يشاء، لكن أكثر ما يثير الاشمئزاز فى نفسى إنهم يستخدمون الدين كوسيلة للدخول فى قلوب الناس، وللأسف الشعب المصرى «غلبان» وبيصدق ويثق فى أى شخص يقول له أى كلمتين، لكن لا أنكر أن هناك أيضاً شرفاء فى المهنة مازالوا متمسكين بمواقفهم مثل إبراهيم عيسى. ■ ما رأيك فى هجوم بعض القنوات الدينية على الفنانيين؟ - لقد قامت الثورة من أجل الحرية، وأعترف بأن الحرية ثمنها غال، وإذا كنا قد طالبنا بها فلابد ألا نصادر على شىء، ويجب أن نترك كل شخص يفعل ما يشاء، فهناك قنوات «دينية» وأخرى «للرقص»، وعلينا أن نختار ما نريده، وهذا، من وجهة نظرى، أفضل شكل من أشكال الحرية، لكن إذا قام أحد العاملين فى أى قناة بارتكاب جريمة إعلامية فى حق أى شخص فعلينا أن نلجأ للقضاء حتى تكون هناك محاسبة ويسود القانون على الجميع دون مصادرة. ■ ما رأيك فى ظهور بعض المحجبات على شاشة التليفزيون المصرى؟ - ليس لدى أزمة وعلى «عينى وراسى»، لكن الخطوة القادمة، التى لا أقبلها، أن يفرض على بقية المذيعات الظهور بالحجاب، لأن الحجاب من وجهة نظرى موضوع شخصى فى الأساس. المصرى اليوم |
|