رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراعي الصالح أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ ( يوحنا 10: 11 ) تكرَّر قول الرب عن نفسه: «أنا هو الراعي الصالح» مرتين في حديثه الجليل في يوحنا 10؛ في المرة الأولى نجد ارتباطًا بين الراعي الصالح وبذلْ نفسه عن الخراف ( يو 10: 11 ). وفي المرة الثانية نجد ارتباطًا بين الراعي الصالح ومعرفته بالخراف ( يو 10: 14 ). المرة الأولى: الراعي الصالح والبذل. «أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» ( يو 10: 11 ): في سياق الحديث، نجد الرب بصفته الراعي الصالح، يُجري مقارنة بين الراعي الصالح والراعي الباطل، أو الأجير (النبي الكذاب). والتعبير “الصَّالح” يتضمَّن فكرة “الشريف”، في مقابلة مع الأجير الذي لا يهتم إلا بالمصلحة الشخصية. ما يُميز الراعي الصالح أنه يبذل نفسه عن الخراف، وعندما يرى الذئب (الشيطان) مُقبلاً يجعل الغنم تمضي بسلام، ويُقدِّم نفسه عن الغنم، لأنه شريف الجنس ( لو 19: 12 ). وهذا ما تم مع المسيح فعلاً عندما خرج عليه الذئب، وهو في بستان جثسيماني مع تلاميذه «أجاب يسوع: قد قلتُ لكم: إني أنا هو. فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون. ليتم القول الذي قاله: إن الذين أعطيتني لم أُهلِك منهم أحدًا» ( يو 18: 8 ، 9). ولكن الأجير لا يُبالي بالخراف، عندما يرى الذئب مُقبلاً يترك الخراف ويهرب، تاركًا الغنم، للذبح والإبادة. فهو الراعي الأحمق الذي يأكل لحم السِّمَانِ وينزعُ أظلافها، وويْلٌ للراعي البَاطلِ التارك الغنم ( زك 11: 14 -17). المرة الثانية: الراعي الصالح ومعرفته للخراف. «أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرِفُ خاصتي وخاصتي تعرفني، كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب. وأنا أضع نفسي عن الخراف» ( يو 10: 14 ، 15). إنه الراعي الصالح الذي يعرف خاصته؛ أي “خرافه”. وقد ربط الرب معرفتة لخرافه، بمعرفة الآب له، ومعرفته للآب. وهل معرفة الآب للابن، ومعرفة الابن للآب يحدّها زمان؟ بكل تأكيد لا وجود للزمن في هذه العلاقة، فهي معرفة أزلية. وهكذا معرفة الراعي الصالح لخرافه معرفة أزلية أيضًا. كما يقول الرسول أيضًا: «لأن الذين سبقَ فعرفهم سبق فعيَّنهم ليكونوا مُشابهين صورة ابنهِ، ليكون هو بكرًا بين إخوةٍ كثيرين» ( رو 8: 29 ). المعرفة هنا معرفة العلاقة الشخصية والمحبة، التي ألزَمت الراعي الصالح أن يضع نفسه على الصليب لأجلنا. عُكازُكَ القَوي يا رَبُّ يَحمِيني عصَاكَ لي مُرشِدةٌ بها تُعزِّيني |
|