المحبة هي الأعظم

[sama smsma]

المحبة هي الأعظم






يؤثر أساس المحبة الذي يوضع في السنوات المبكرة في قدرة الطفل على التعلم ، ويحدد إلى مدى بعيد متى سيكون الطفل قادراً على استيعاب معلومات جديدة .


ونحن نؤمن أن احتياج الطفل للمحبة هو أساس كل الاحتياجات الأخرى . فقبول المحبة والتدريب على تقديمها يعتبر التربة التي تنبت فيها كل مجهودات الإنسان الإيجابية . خلال السنوات الأولى لا يميز الطفل خلال فترة الطفولة بين الحليب والحنان ، بين الطعام والمحبة . بدون الطعام يجوع الطفل . وبدون المحبة يجوع الطفل عاطفياً ، ويمكن أن يصير عاجزاً مدى الحياة . أشارت أبحاث علم النفس إلى أن الأساس العاطفي للحياة يوضع خلال الثماني عشر شهر الأولى من الحياة ، وبخاصة في الفترة التي يكون الرضيع فيها مرتبطاً بأمه ارتباطاً وثيقاً . وتكون اللمسة الجسدية الحنونة ، والكلمات الرقيقة ، والرعاية العطوفة بمثابة (( الطعام )) اللازم للصحة العاطفية والمستقبلية للطفل . وحينما يبدأ الأطفال الصغار في اتخاذ خطواتهم الأولى ، يكتسبون إحساساً أعظم بهويتهم ، فيبدءون في الاستقلال عن الأشياء والأشخاص التي تحوز محبتهم . ورغم أن الأم قبل هذا الوقت قد تكون حجبت نفسها عن مجال رؤية الطفل ، إلا أن الطفل الآن يكون لديه القدرة على فصل نفسه عن الأشخاص الذين يعتمد عليهم . وحينما يزداد انطلاقه الاجتماعي ، فأنه يتعلم أن يحب محبة فعالة . فهو لم يعد متقبل سلبي للمحبة ، لأنه يملك الآن القدرة على التجاوب . غير أن هذه المقدرة تنطوي على امتلاك المحبوب بدلاً من بذل الذات . ثم تتزايد خلال السنوات التالية مقدرة الطفل على التعبير عن المحبة ، وإذا داوم على نوال المحبة فإنه سيكثر من من المحبة . يؤثر أساس المحبة الذي يوضع في السنوات المبكرة في قدرة الطفل على التعلم ، ويحدد إلى مدى بعيد متى سيكون الطفل قادراً على استيعاب معلومات جديدة . يذهب العديد من الأطفال إلى المدرسة غير مستعدين للتعليم لأنهم غير مؤهلين نفسياً للتعليم . ولذا يحتاج الأطفال إلى بلوغ مستوى نفسي ملائم من النضج ، قبل أن يتمكنوا من التعلم بشكل فعال في المرحلة السنية التي يجتازونها . والحل لا يمكن في إرسال الطفل إلى مدرسة أفضل ، أو تغيير المدرسيين . لأننا يجب أن نتأكد أولاً أن أطفالنا قد تهيئوا نفسياً للتعليم .