رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العذراء فرح الأجيال خص لحن شيري ني ماريا العذراء بقوله: "فرح الأجيال" فلماذا خصها بهذا الوصف؟ أوكَّلَ الملك بطليموس الأول لسمعان الشيخ ومعه 72 عالمًا يهوديًا، مهمة ترجمة أسفار العهد القديم من العبرية إلى اليونانية.. لكن سمعان توقف عند قول إشعياء: "وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»".. (إش 7: 14). خشى سمعان أن يترجم كلمة عذراء "تي بارثينوس" فيهزأ به الملك، فأراد أن يستبدلها بكلمة "فتاة" ولكنه رأى في حلم من يقول له: "إنك لن تعاين الموت حتى ترى بعينيك عمانوئيل مولودًا من عذراء". عاش الرجل حوالي 300 عام، تعاقبت عليه فيها أجيال، وهو ينتظر أن يتحقق أمله في رؤية عمانوئيل ابن العذراء المُخَلِّص، الذي تنتظره الأجيال. وتحقق الأمل ودخلت العذراء مريم العروس الطاهرة، وهي تحمل على ذراعيها طفلها ومُخلصها وفاديها عمانوئيل. فرح سمعان، وأخذ الطفل من أمه، وحمله على ذراعية، وبارك الله، قائلًا: "الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ" (لو 2: 29- 30). وقد سبحت معه أيضًا الأرملة التقية المنتظرة فداء الله: حنة بنت فنوئيل وجمعٌ من المنتظرين خلاص الله. إن سبب تسبيح هؤلاء الأتقياء في ذلك اليوم هو بهجة وفرحة رؤيتهم للمُخَلِّص، كقول سمعان الشيخ: "عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب"(لو 2: 30- 31). كل مَن يرى العذراء تحمل على ذراعيها ابنها الحبيب المولود لأجل خلاصنا يفرح بالمخلص، كقول العذراء القديسة: "وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" (لو1: 47). لأن تجسد غير المرئي، وغير المحوى، وغير المحدود، وغير المستحيل، وولادته من عذراء قد فتح الباب للفداء والخلاص من الهلاك بالخطايا، كقوله: "خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا" (لو1: 71). لقد سبب ميلاد الرب يسوع من العذراء سرورًا عظيمًا لشعب الله، كقول الملاك للرعاة: "فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ" (لوقا 2: 10). ووصفت صلوات الأجبية [9]عظمة الفرح بميلاد عمانوئيل، بقولها: "... كل الخليقة تهللت بمجيئك، خلصت آبانا آدم من الغواية وعتقت أمنا حواء من طلقات الموت...". القارئ العزيز... منظر العذراء القديسة الملكة، وهي تحمل على ذراعيها الرب يسوع طفلًا، وفوق رأسه تاج يشير لسلطانه وملكه الأبدي، وهالة من النور تشير لقداسته. هو منظر مبهج، لأنه يصور تجسد الله الأزلي الذي جاء خصيصٍا ليخلص العالم كله. إن النفوس المتضعة تتذكر على الدوام ضعفها وخطاياها، وتطلب وتتضرع من أجل خلاصها، كأمر الرسول القائل: "... تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ" (في 2: 12). فابتهج وأنتَ تعظم أم النور الحقيقي، لأنها ولدت لك مُخَلِّص العالم، وثق أن مسيحنا هو القادر أن يخلص إلى التمام. |
|