وفي مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ
أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم:
السَّلامُ علَيكم!
"السَّلامُ علَيكم!" فتشير إلى السلام الذي يجلبه يسوع لتلاميذه كثمرة قيامته وإتمام وعوده في خطابه الأخير "سَلامي أُعْطيكم" (يوحنا 14: 27). وهذا السلام يُبدّد كل اضطراب أحدثه رحيله عنهم، "السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم. فلا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ"(يوحنا 14: 1).
هو سلام ابن الله المنتصر على العالم والموت؛ فهذا السلام ليس تحية فحسب، إنما هو أيضا عطية سلام المسيح الذي يطرد الخوف.
إنه السلام الذي لا يستطيع العالم أن يمنحه (يوحنا 14: 27)، إنه السلام الداخلي مع الله، ومع الإنسان نفسه كما مع إخوته؛ وهذا السلام يدل على ملء الحياة والخلاص.
إنه الهبة المسيحانية المثالية كما جاء في تعليم بولس الرسول "فلَمَّا بُرِّرْنا بِالإِيمان حَصَلْنا على السَّلامِ مع اللهِ بِرَبِّنا يسوعَ المَسيح" (رومة 5: 1).
وهذا السلام يختلف عن أي سلام أرضي يتفاوض عليه البشر، هو السلام الذي نرجوه عندما نرنِّم " المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام ".