متى نعي خدمتنا
عندما نرى أو نسمع عن الشباب الذي يسقط كل يوم في خطايا متنوعة تتعبه وتؤرق حياته وتدفعة للإحباط وأحياناً لليأس المُدمرّ للنفس، أو نسمع عن الشباب الغير مُبالي بالتوبة والحياة مع الله، فأننا نجوز بفكرنا سريعاً على هذه الأمور غير مُبالين أو مُهتمين، بل وأن اهتم البعض فأنه يحكم وينتقد ويعلن غضبه على هذه الأفعال بل وقد يسعى أن يطردهم خارجاً، وبعد هذا كله ندخل مخدعنا بقلب هادئ وعقل راجح ولا نشعر بأي نوع من الضيق ولا نئن ولا نتنهد ولا نتوجع، وقصة السامري واللصوص نعيشها بإتقان مُذهل بأكثر هوان واستهتار وعدم مُبالاة من الكاهن واللاوى الذين مروا على المجروح وتركوه بين حي وميت !!
فمتى ندرك أن الخدمة ليست مجرد وعظ ولا تقديم دراسة ولا مُجرد كلمات، بل هي حمل أثقال الآخرين، وتثقل القلب بأحمالهم والشعور بأوجاعهم وحملها على أكتافنا لوضعها أمام مسيح القيامة والحياة مع توسل ودموع لكي يمد يده بالشفاء العاجل ويرفع عنهم ثقل أمراضهم الداخلية ويفك أسرهم من الخطية والشرّ والفساد...
فأحياناً نمر على إخوتنا الذين نراهم ساقطين، مثل الذين أرادوا أن يرجموا المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل، لأننا نفتح أفواهنا صارخين للدينونة، نُمسك الحجارة بين أيدينا مستعدين للرجم كغيورين على وصية الله !!! وقد نسينا أن الله أعطانا خدمة المُصالحة وقال "أشفوا مرضى"، فليتنا ننظر لكل مريض بالخطية حاملاً أوجاع الموت لنقدم له من علبة الأدوية المقدسة، كلمة الله، قوة شفاء مع عزاء لكي يُشفى ويتقوى ويتشدد ويعود لله الحي بتوبة سريعة آمين