رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ، أَسْلُكْ فِي حَقِّكَ. وَحِّدْ قَلْبِي لِخَوْفِ اسْمِكَ [11]. جاءت عبارة "وحِّد قلبي لخوف اسمك" في الترجمة السبعينية بما معناه: "فليفرح قلبي عند خوفه من اسمك" [11]. هنا يعترف المرتل أنه بدون الله لا يعرف الطريق. يعترف بجهله وحاجته إلى قيادة الله نفسه ليعرف طريق الرب ويسلك فيه. يشعر أنه أشبه بأعمى لا يقدر إنسان ما ولا ملاك ولا خليقة سماوية أن تهبه الاستنارة وتوضح له الرؤية. كما يرى أن الله أقرب إليه من أي كائن آخر، قادر أن يهبه الحكمة، ويقوده في طريق الخلاص. إنه يضع كل رجائه فيه، يهبه المخافة الربانية وروح التقوى، وينزع عنه الانقسام الداخلي والتذبذب. * إذن يوجد خوف في البهجة. كيف يمكن أن توجد بهجة إن كان هناك خوف؟ أليس الخوف ينزع إلى الألم؟ إنه يوجد بعد ذلك بهجة بدون خوف، الآن توجد بهجة مع خوف، فإنه لا يوجد ضمان كامل ولا بهجة كاملة. إن لم توجد بهجة نخور، وإن وجد ضمان كامل نفرح بطريقة خاطئة. لذلك فإنه يسكب علينا البهجة، ويضربنا بالخوف. فبعذوبة البهجة يقودنا إلى التمتع بالضمان. وإذ يهبنا الخوف يجعلنا لا نفرح بطريقة خاطئة وننسحب من الطريق... طريقك، وحقك، وحياتك هي المسيح... تعلم الطريق شيء، والسلوك فيه شيء آخر. لاحظوا أن الإنسان في كل موضع مسكين، في موضع يحتاج إلى عونٍ. الذين بجوار الطريق ليسوا مسيحيين. وإذ يُجلبون إلى الطريق، ويصيرون منتمين للكنيسة الجامعة في المسيح يلزمهم أن يسلكوا بواسطته في الطريق ذاته لئلا يسقطوا . القديس أغسطينوس * طريق الله هو اجتناب المعاصي وملازمة الفضائل هذا الطريق يؤدي إلى الحق، ولن يسلكه إنسان إلا بهداية الله وقوته. لكن الهداية لا تُكتسب إلا بخوفه. لأن رأس الحكمة مخافة الرب، وكل من يكتسب هذا الخوف الذي هو مقدمة الفضائل يفرح قلبه. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|