رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إفتح قلبك واختار في سكون تلك الليلة الأخيرة من العهد القديم، قُرِعَ باب مريم وهي في صمتها المصلّي، وبكلّ هدوءِ ولطافة كلّمها الله بملاكه جبرائيل، مبادراً إليها بسلامٍ مقدّس لم يعتد على سماعه أيٌّ من البشر: " افرحي يا من اختارها الله و ملأها من كلِّ نعمة , الرب معكِ يا مباركة بين كلَّ نساء الأرض " فاضطربت مريم لتلك الكلمات، فطمأنها الملاك وهدّأ من خوفها وأدخلها في لقاء حميم مع الآب مخاطباً إيّاها باسمها : "لا تخافي يا مريم" فإنّ العلّيّ يعرفك حقّ المعرفة كما يعرف مكنونات و طهر قلبك لذا قد" نلت حظوة في عينيه " . ثمّ أطلعها على الدعوة الخلاصيّة الكاملة التي اختارها لها: أمومتها ليسوع. وقبل أن يفصح عن هويّة الذي "سيولد منها"، ردّد أمامها ما تعرفه عن الوعد والإَله المُنْتَظَرْ، رجاء شعب العهد القديم المُنَتظِرِ الخلاص، مؤكّداً على وفائه له وعلاقته به. بعدها كشف لها عن سرّه: "إنّ المولود منك هو قدّوس وابن العليّ يُدعى" وذلك بحلول الروح القدس في حشاها الطاهر... عندها أتت ال"نعم" الكاملة لبدءِ مسيرة تجديد خلاصيّة على مدى السنين والأجيال. بذلك أصبحت مريم شريكة الخالق بإيجاد بشريّة جديدة مخلّصة بفعل إيمانها وقبولها لإرادته واستسلامها له بكلّ حرّية ورضا. |
|