* القلب الذي غرق في جنون الملذات، يريد الله أن يطهره بندمٍ، يسوقه إلى الخلاص المنقذ. وتعالي الكبرياء الذي يصب علينا جراحات مؤلمة، يريد الله أن يشفيه بتواضع الحياة المنكسرة. هكذا تقول الأسفار المقدسة: "(قلت للمفتخرين) لا ترفعوا إلى العلي قرنكم، لا تتكلموا بعنقٍ متصلبٍ" (مز 75: 4)، لأنه إن فشل الأثمة، ولم يقروا بشرورهم، ولم يقدموا توبة بتواضعٍ، فإنهم بذلك يرفعون قرونهم. لذلك يقول الكتاب المقدس: "القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مز 51: 17). كل الذين يبكون على خطاياهم دون أن يتركونها، لهم قلب منكسر، ولكنهم في الحقيقة يستنكفون من أن يسحقوه. بينما الذين يتركون الخطايا، ولا ينوحون عليها، يسحقون قلوبهم ولكن في غير انكسار .
الأب غريغوريوس (الكبير)