رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو التكريس؟ لا تشاكلوا هذا الدهر. بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة (رو12: 2)إن أول شرط للتكريس هو أن نكون على تمام الاستعداد لقبول مشيئة الله من جهة حياتنا، إذ لا يكفي أن نريد أن نؤدي بعض الخدمات المسيحية. كثيرون يرغبون أن يقوموا بأعمال معينة في خدمة المسيح ولكنهم لا يرغبون أن يعملوا أي شيء يريدهم أن يعملوه. لنا مشروعات محبوبة في خدمة السيد وأعمال مُسلية نقبل على أداءها بشغف وحماس ونظن أننا بذلك مكرسون. ولكن قلب التكريس ليس هو التفاني في نوع معين من الخدمة للمسيح، بل التفاني في عمل مشيئة الله. إنه الاستعداد لا لعمل ما نريده من الخدمة، بل ما يعطينا السيد لنعمله. ومتى وصلنا إلى روح التسليم هذه، لا نحتاج إلى طويل عناء لمعرفة العمل المطلوب منا. الشرط الثاني للتكريس وهو نتيجة للشرط الأول، هو وضع حياتنا دائماً تحت تصرف المسيح ورهن إشارته المباشرة. فلا يكفي أن نكون راغبين في عمل مشيئته كيفما تكن، بل يجب أن نعملها فعلاً وهذا هو الجزء العملي. ففي اللحظة التي يدعونا المسيح لأية خدمة، يجب أن نطرح كل شيء جانباً ونلبي نداءه، وبناء عليه يجب أن نضع مشروعاتنا الصغيرة أمام نظره طالبين منه أن يرشدنا إلى تتميم مشروعه الكامل الذي يقصده في حياتنا، ونكون مستعدين دائماً لأن نتخلى حالاً عن أي مشروع لا يوافق عليه. وشرط آخر من شروط التكريس هو التواضع؛ فليس معنى التكريس القيام بأعمال عظيمة وخدمات شهيرة، بل كثيراً ما يتجلى في أشياء صغيرة متواضعة لا ننال من أجلها مدحاً ولا ثناء. إن معظم الأعمال التي تبارك الآخرين وتعمل على انتشار ملكوت المسيح هي التي تؤدى وسط الواجبات العادية في العلاقات البيتية، وفي الاتصالات الاجتماعية، وفي تقديم الخدمات المطلوبة للجيران والزملاء. إن التكريس يجب أن يكوِّن أولاً في داخلنا روح محبة للرب والناس، ويفيض من قلوبنا إلى الذين حولنا في الرغبة لمساعدة الآخرين ومباركتهم. وحياة كهذه يحفزها التكريس الحقيقي ويخلق لها السبيل للخدمة. ولكن الأمر يحتاج إلى الروح المتضعة التي ترضى بأمثال تلك الخِدَم الضئيلة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بدل كل بكر التكريس في الخدمة |
التكريس المُلتهب |
التكريس القلبي له |
التكريس |
التكريس |