منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 04 - 2021, 12:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,323

ذهبا كلاهما معًا



ذهبا كلاهما معًا



«وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا»

( تكوين 22: 6 )


تقدَّم إبراهيم مع ابنه الوحيد ليصعدَا وحدهما إلى جبل المُريَّا (ع5). وفي مشهد الكفَّارة الرهيب، وسط ساعات الظلام، لم يكن هناك سوى الله الديان العادل، والابن الذي أخذ مركز الخطاة وقَبِلَ أن يحمل الدينونة عنهم، ويموت تحت غضب الله لأجلهم. نعم لقد «ذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا». وهذه العبارة وردت مرتين عن إبراهيم وإسحاق ( تك 22: 6 ، 8). وفيها نرى الرفقة والشركة العجيبة بين الآب والابن. فهو رفيق رب الجنود من الأزل، ورفيقه في الزمان عندما جاء إلى العالم متجسدًا، إذ قال: «الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي»، وأيضًا «أَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ مَعِي» ( يو 8: 29 ؛ 16: 32)، وأيضًا رفيقه في طريق الجلجثة الرهيب، ففي هذا العمل نرى التضحية المزدوجة: الآب ضحى بابنه وبذله لأجلنا أجمعين، والابن ضحى بنفسه ومات فوق صليب العار وحمل الدينونة.

لكن ما أعجب ما نراه في الجلجثة وسط ساعات الظلام، حيث صرخ من هول الغضب: «إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟» ( مز 22: 1 )، وسُمع الصوت: «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اضْرِبِ الرَّاعِيَ» ( زك 13: 7 ).

إسحاق - في كل خضوع - رُبط على المذبح فوق الحطب، ولم يقاوم أو يعترض، كذلك المسيح كان «كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ» ( إش 53: 7 ).

ومن المهم أن نلاحظ أنه في كل ذبائح العهد القديم، كانت الذبيحة تُذبَح أولاً، ثم توضع بعد ذلك على المذبح لتُحرَق، لكننا نقرأ عن إبراهيم أنه «أَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ» ( تك 22: 6 ). وهذا يُلائم المرموز إليه. فإن المسيح واجه نيران الدينونة أولاً وهو حي، ثم أسلَم الروح ومات. وهل كان ممكنًا لإبراهيم أن يقدم لله أغلى مما قدم؟ لقد كان إبراهيم غنيًا جدًا ( تك 13: 2 ؛ 24، 35)، ولكن ما قيمة بقره وغنمه وفضته وذهَبه، بدون إسحاق، ابنه وحيده، الذي يحبه؟ إذًا، عندما وضع إبراهيم ابنه إسحاق على المذبح ليقدمه محرقة، إنما كان يقدم لله كل شيء، وهذا هو معنى السجود.

ولكن ماذا عن إسحاق؟ لقد كان إسحاق أيضًا صاعدًا ليسجد ( تك 22: 5 )، فماذا قدم إسحاق على جبل المُريا؟ وماذا أعطى؟ لقد كانت الطاعة المُطلقة عميقة في قلب إسحاق، فقدم نفسه لله، في تسليم كامل، وبكل خضوع.

لقد «ذهبا كلاهما معًا» ( تك 22: 6 ، 8)، إبراهيم ليقدم ابنه وحيده الذي يحبه، وإسحاق ليقدم نفسه. فيا لعظمة سجودهما! ويا لروعة ما قدما وبذلا!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
العَائِلَة التي تصلي معًا، تعيش متحدة معًا
ذهبا كلاهما معًا، إلى الموضع الذي قال الله له عنه
ذهبا كِلاهما معًا
‏ظنناهم ذهبا
ليس كل ما يلمع ذهبا


الساعة الآن 04:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024