رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يونان الحيّ: "وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر" [10]. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله قدم ليونان دروسًا متوالية في الترفق بالآخرين، فإن كان الحوت قد ابتلعه ثم قذفه دون أن يؤذيه إلاَّ يليق به أن يترفق هو بإخوته في البشرية وإن كانوا أمميين؟! "لقد استقبلته الأمواج ولم تخنقه، وتلَقَفه الحوت دون أن يهلكه... بهذا كان يليق بالنبي أن يكون رقيقًا ورحيمًا، لا أن يكون أقسى من الحيوان المفترس أو البحارة الجهلاء أو الأمواج العنيفة(22). ويرى القديس چيروم أن تعبير "قذف" يُشير إلى الحياة المنتصرة الخارجة من حيث يوجد الموت، فلم يكن ممكنًا لجوف الجحيم أن يمسك بيوناننا ولا بالفساد أن يلحق به. وكما يقول المرتل: "لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فسادًا" (مز 16: 10). لقد قام من بين الراقدين كباكورة لنا، يُقيمنا معه، وكما يقول القديس چيروم: [الذي مات لكي يُحرر المسبيين من رباطات الموت يقدر أن يقود الكثيرين نحو الحياة]. |
|