رحب أخيش بداود إذ تأكد أن شاول يطارد داود بلا هوادة، فقد اطمأن إلى أن الأخير لن يثق بعد في شاول ولن يتحالف معه. قبوله داود يكسر شوكة شاول الملك، كما ينتفع من إمكانيات داود ورجاله. أما داود فلم يستحسن أن يسكن في جت مع أخيش، ذلك لأن رجاله وعائلاتهم كثيرون تضيق بهم المدينة من جهة المسكن والطعام، ومن جهة أخرى لم يكن داود يقصد خدمة أخيش إذ هو مرتبط قلبيًا بشعبه ولذلك قال لأخيش: "إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فليعطوني مكانًا في إحدى قرى الحقل فأسكن هناك" [5]؛ بهذا يكون له شيء من الحرية خاصة في العبادة.
أحد الأسباب الأخرى لطلبه هذا هو خبرته مع بلاط شاول الملكي، فقد خشى أن تتكرر نفس المأساة متى نجح في طريقه فيحسده أخيش أو بعض رجاله. أيضًا ببعده عن جت لا يحتك هو ورجاله بالاحتفالات الشعبية الخاصة بالعبادة الوثنية، إذ كانت جت أحد المركز العظمى لعبادة آلهة الفلسطينيين.