رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا مار يوسف البتول إليك نهرع في شدائدنا، أيها الطوباوي يوسف، ونستغيث واثقين بحمايتك بعد أن استعنّا بحماية عروسك مريم الكلية القداسة. نسألك متوسلين بحق ذاك الرباط الوثيق، رباط المحبة، الذي وحد بينك وبين العذراء البريئة من العيب أمِّ الله، وبالحب الأبوي الذي احتضنت به الطفل يسوع، أن تنظر منعطفا إلى الميراث الذي اقتناه يسوع المسيح بدمه، وتساعدنا في حاجاتنا بما لك من الفعل والمقدرة. يا حارساً جزيل العناية بالعائلة المقدسة، أي ذرية يسوع المسيح المختارة.فاصرف عنا، أيها الأبُ الفائقةُ محبته، وباءَ الأضاليل والمفاسد بأسرها. وكما خلصت يوماً الطفل يسوع من الخطر العظيم المحدق بحياته، هكذا احمِ الآن كنيسة الله المقدسة من مكايد الأعداء ومن كل كارثة. أبسط على كل منا ظلَّ حمايتك الدائمة، بحيث نستطيع على مثالك وبواسطة معونتك، أن نحيا حياة مقدسة، ونموت ميتة صالحة، ونحصل على السعادة الأبدية في السموات............ أمين * شهر آذار مخصص للصلاة أكراماً للقديس يوسف * لايمكننا ان نبحث عن علاقة الروح القدس ومار يوسف ما لم نستعن اولا بعون الايمان ونسلك في ضيائه . اذ لا شئ طبيعي ولا بشري في هذا البحث . بل كل ما هنالك عجائب صنعتها يمين العلي في نظام النعمة الفائق الطبيعة .امر بديهي ان كل عظائم القديس يوسف ناشئة عن سر التجسد . فما انتخبه الله الا لتنفيذ مقاصد رحمته وذلك باشتراكه مع يسوع ومريم في العيشة وفي هذا قائم سر رفعته ومقامه الساميين .و الحال لقد كان محتماً في احكام الله ان سر التجسد يتم بعمل مشترك بين الاقانيم الالهية الثلاثة وقد رأينا ما صنعه الله الاب في شأن هذا الرجل البار . بقي علينا ان نتأمل اليوم بما فعله الله الروح القدس في سر الفداء وفي علاقته الفريدة بمربي الكلمة المتجسد .ان الاقنوم الالهي الثالث هو مبدأ كل استحقاق وكل قداسة . لذلك دُعي الروح المقدس . فهو الذي سبق وأوحى لأبوينا الاولين سر التجسد وهو الذي فاه على لسان الانبياء . وهو الذي اثار في قلوب الاولياء نيران اشواقهم المتقدة الى حلوله وبكلمة واحدة هو الذي اعد العالم لمجئ المخلص الالهي . الروح القدس هو الذي اعد الاقنوم الثاني أماً لائقة به وزينها بشتى الفضائل الفريدة والسجايا العديدة واغناها بمواهب سماوية لا نظير لها وبوجيز الكلام ان الروح القدس هو الذي ملأ مريم العذراء من كل النعم كما اذاع ذلك جبرائيل الملاك .فاذا كان الروح القدس قد صير مريم العذراء اعجوبة العالم لكونها ام الله افما كان من اللائق ان يجعل يوسف من اولئك الرجال الذين يدعوهم الانجيل المقدس : ممتلئين من الروح القدس ؟ نعم من يغامره شك بأن يوسف الرجل البار حاز على كل النعم المقدسة التي جعلته اهلا لدعوته السامية ؟ بل من ذا لا يعتقد بأن الروح القدس اسبغ عليه نعما صيرته عريسا لائقاً بعظمة والدة الله واباً مربياً لابن الله المتأنس جديراً بهاتين الوظيفتين الفريدتين ؟ ان الله الروح القدس قد صنع اكثر من ذلك بمار يوسف اذ جعله شريكاً له في سر التجسد وشاطره مجد هذا العمل العظيم . ان الايمان يعلمنا ان تجسد ابن الله في حشا البتول قد تم بأعجوبة بقوة الروح القدس .وجلي ان تلك الأعجوبة فاقت نواميس الطبيعة . بما كان غير ممكن ان تكمل بسوى قدرة الله . ولما كانت تلك الأعجوبة تفوق تصور البشر وما كانت لتخطر على بالهم اقتضى ان يسترها رجل عن اعين الناس الى مدة من الزمن .فروح القدس كان علة هذا السر غير المنظورة ويوسف كان بمثابة ستره المنظور .لقد تقاسم الروح القدس ومار يوسف وظائفهما واعمالهما في هذا السر العظيم .فالروح القدس قرن اللاهوت بالناسوت في حشا مريم البتول ام الله ويوسف ظللها بظل الزيجة المقدسة التي كانت تربطه بها وهكذا اخفى ولادة الابن وحافظ على شرف الام .كان الروح القدس بمفاعيل نعمته يزيد مريم ، هيكل اللاهوت ، بهاء وسناء كان يضاعف دوما شدة ايمانها المتقد ، كان يضرم نيران حبها المتأجج ، ويصعد مقياس فضائلها الى اعلى قمة من الكمال . ويوسف كان قائما بادارتها الخارجية ، مهتما بحاجاتها الزمنية ، مساعدا اياها في اتعابها مقدما لها طعامها اليومي مرافقا اياها في اسفارها معزيا اياها في احزانها مخففا عنها محنها واوصابها .ياللدعوة العجيبة ياللوظيفة السامية في نظر الايمان ماكان اسعد الملائكة لو اتيح لها ان تحامي عن ذمار ام المخلص وتقوم بخدمتها . لكن الروح القدس لم يهب هذا الشرف لا للملائكة ولا لرؤساء الملائكة . لا للكاروبيم ولا للساروفيم . بل منحه يوسف النجار الوضيع !ياللامتياز الوسيم ! الا تهللي طربا ايتها النفوس المتعبدة لهذا القديس العظيم وأرتقشي فرحا ازاء المجد الذي حازه وقدمي معه آيات الشكر والامتنان للاله الذي اصطفاه من بين الرجال كافة وفضله عليهم ........... ( باقة أزهار لمار يوسف البار ) .......... * اليوم الثالث * ( تأمل في الله الروح القدس والقديس يوسف ) .......... خبر .......... كان الطاعون قد فشا في احدى المدن وكان يفتك بالفقراء اكثر من فتكه بغيرهم ، فدخل يوما احد الكهنة كوخا صغيرا لزيارة رجل شيخ مصاب بذلك الداء القتال فرآه وحده متمددا على فراش من تبن وقد باع كل اثاثه الحقير ليقتات بثمنه وترك له فاسا ومنشارين ليشتغل بها عند تمكنه من الشغل وكان ذلك كل ما يملكه . فاخذ الكاهن يشجعه على قبول الموت بخضوع تام مسليا اياه بقرب مغادرته هذا العالم المملوء اتعابا ومشقات فاجابه الشيخ المدنف قائلا : اني لم اصادف اتعابا في الدنيا لاني قد اتخذت مار يوسف شفيعا ومثالا لي ومنه تعلمت ان لا اشكو شيئا البتة فما حسدت احدا ولا بغضت احدا وكنت دائما انام نوما هادئا بعد تعب النهار . وقد ربحت خبزي بهذه الالات المعلقة على الحائط . اني فقير أي فقر ولكن مار يوسف كان ايضا كذلك واذا عادت اليَّ صحتي فسأواصل شغلي حتى اخر رمق من حياتي لا انفك شاكرا الله على اعتنائه بي .فتعجب الكاهن من جوابه المفعم حكمة وقال له : ما دمت قد عشت فرحا وصبورا فسلم ارادتك لمشيئة الله الذي يدعوك اليه . فاجابه المريض : اني لقد عرفت اسلوب الحياة والان ايضا اعرف اسلوب الموت واشكر الله الذي خلقني والذي بواسطة الموت يدعوني اليه وها قد دنت ساعتي . استودعك الله يا ابانا قال هذا وفاضت روحه فالطوبى لهذا العبد الامين والرجل التقي الذي خبر الحياة وخبر الموت بشفاعة مار يوسف شفيعه ومثاله . فلنحاول نحن ايضا في هذا الشهر المبارك الاقتداء بهذا الاب الحنون ولنتعلم منه اسرار الحياة الصالحة والميتة الصالحة . ............. اكرام .......... لنسد الشكر الجزيل للروح القدس على النعم الغريزة التي افاضها على مار يوسف ولنعظمه على تلك المنح والعطايا التي وهبها لهذا القديس الجليل لنجتني نحن منها الثمار اليانعة فانه عز اسمه اعد لنا فيه مثالا كاملا ومحاميا قديرا وشفيعاً مشفعاً . ............. صلاة ............ ايها القديس يوسف الجليل يا من دعيت رجلاً بارا من الروح القدس اني اسمع في باطني صوتا يحرضني على الالتجاء اليك والتعبد لك . لذلك اجثو على قدمي مقدما لك باكورة هذا الشهر المبارك .ليتني احبك واتعبد لك بحرارة قلب اقتداء بعبيدك الامناء المخلصين . لذلك فأياهم اندب كي يستمدوا لي هذه النعمة التي ارغب فيها من صميم الفؤاد فاستجبني ايها الصديق ابن الملوك وأحصني في عدد المتعبدين لك حتى على مثالهم اسير تحت ظل حمايتك وابذل وسعي في اكرامك ونشر عبادتك في هذا الشهر المملوء بركات . فليكن معروفا ومحبوبا مار يوسف في كل القلوب على الدوام . آمين . |
|