منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 08 - 2021, 01:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

تصديق الحق

تصديق الحق

تصديق الحق

يتكلّم معلمنا بولس الرسول عن ظهور “ضد المسيح”، وما سوف يعمله من آيات وعجائب كاذبة. وكيف أن الله سيسمح بظهور عمل الضلال للهالكين، لكى يظهر الفرق بين محبى الحق ومحبى الكذب. ويكون ذلك مبرراً لإدانة الذين لم يصدقوا الحق.

يقول عن ضد المسيح هذا “الذى مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة، وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم فى الهالكين. لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب. لكى يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم” (2تس2: 9-12).

هناك نفوس تشتاق إلى معرفة الحق.. وهذه لن يتركها الله. بل بالعكس يعرفها ويعينها للتبنى، ويدعوها لميراث الحياة الأبدية.

قد تتأخر دعوتهم بعض الشئ ليتمجد الله فيهم أو بواسطتهم، حينما يقبلون الحق. ولكن الله الذى سبق فعرفهم، لابد أن يدعوهم لأن الحق الذى يعلنه لهم له موضع فى قلوبهم، بغض النظر عن حالتهم السابقة. ولابد أن يشهدوا للحق حينما يدعوهم وبهذا يتأهلون لنيل القيامة، لأنهم آمنوا برب القيامة، واتحدوا به فى المعمودية بشبه موته، ونالوا قوة قيامته.

وهذا ما شرحه معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل رومية: “ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله. الذين هم مدعوون حسب قصده. لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم، ليكونوا مشابهين صورة ابنه، ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين. والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضاً. والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضاً. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضاً” (رو8: 28-30).

لابد أن يدعو الله محبى الحق إلى معرفته والإيمان به أثناء حياتهم على الأرض. لهذا يقول معلمنا بولس الرسول أيضاً: “وأما نحن فينبغى لنا أن نشكر الله كل حين، لأجلكم أيها الإخوة المحبوبون من الرب. إن الله اختاركم من البدء للخلاص، بتقديس الروح وتصديق الحق” (2تس2: 13).

الاختيار مبنى على سبق المعرفة، لمن سوف يقبلون الحق. ولهذا قال السيد المسيح: “كل من هو من الحق يسمع صوتى”. والذين هم من الحق يسمعون صوت الحق ويطيعون الحق. ولأن الله قد اختارهم، ولهذا فقد دعاهم وبررهم بالميلاد الجديد، ومجدهم بنعمة الروح القدس.

ويقول معلمنا بولس الرسول أيضاً: “الإيمان ليس للجميع” (2تس3: 2). لهذا وقف السيد المسيح صامتاً أمام بيلاطس الحاكم الوثنى. واكتفى بقوله: “كل من هو من الحق يسمع صوتى”. وحينما سأله ما هو الحق، لم يجبه بشئ لأن الحق لم يكن له موضع فى قلبه.

يكفى أن نرى بيلاطس وهو يصدر حكماً على السيد المسيح بالموت صلباً، مع أنه شهد على نفسه وقال: “إنى برئ من دم هذا البار” (مت27: 24).كيف يتبرأ وهو يصدر حكماً بالموت على شخص برئ لم يجد فيه علة واحدة للموت؟

ألا ينطبق على بيلاطس تحذير الرب بالويل لمن يقولون للنور ظلمة وللظلمة نوراً.. الذين يقلبون الحقائق، ولا يسلكون بمقتضاها.

ألا ينطبق عليه تحذير الرب للقضاة من أن يزيفوا أحكام القضاء، حينما قال: “أيديكم ملآنة دماً، اغتسلوا تنقوا اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينى. كفوا عن فعل الشر، تعلّموا فعل الخير. اطلبوا الحق. انصفوا المظلوم. اقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة” (إش1: 15-17).

وها هى أورشليم تحكم بالموت ظلماً على الحق الذى تجسد لأجل خلاصها، والرب يرثيها ويقول عنها: “كيف صارت القرية الأمينة زانية. ملآنة حقاً كان العدل يبيت فيها. وأما الآن فالقاتلون” (إش1: 21).

لو كان بيلاطس قد شهد للحق بالقول والفعل، ودافع عن يسوع المظلوم، وترك الظلم لغيره منقذاً نفسه.. لاستحق أن يعرف ما هو الحق، ومن هو الحق.

لهذا بقى السيد المسيح صامتاً. لأن الحق يتكلم حتى ولو صمت. ويتكلم حتى ولو بدا كأنه قد ضاع. لأن الحق لا يمكن أن يضيع.

أليس هذا ما قيل بفم إشعياء النبى: “من صدق خبرنا، ولمن استعلنت ذراع الرب.. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه” (إش53: 1، 7).

” الذى أسلمنى إليك له خطية أعظم ” (يو19: 11)

قال هذا يسوع لبيلاطس مشيراً إلى أن خطية اليهود كانت أعظم من خطية بيلاطس.

كان المفروض فى اليهود أن يدافعوا عن السيد المسيح أمام الحاكم الرومانى. لأنهم هم شعبه وخاصته.

ولكنه “إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله” (يو1: 11). وكتب عنه فى سفر زكريا النبى “فيقول له: ما هذه الجروح فى يديك؟ فيقول هى التى جُرحت بها فى بيت أحبائى” (زك13: 6).

من كان يتصور أن نسل إبراهيم -صاحب العهد- هو نفسه الذى يطلب صلب السيد المسيح؟!

ومن كان يتصور أن أبناء إسحق الحبيب الذى سيق إلى الذبح مثالاً للمسيح، هم أنفسهم الذين يطلبون له الموت بإلحاح ويصلبونه بأيدى الرومان؟!

ومن كان يتصور أن نسل يعقوب القديس الوارث للوعد، هو نفسه الذى يتآمر على السيد المسيح مُسلماً إياه إلى قضاء الموت بأيدى الأمم الغريبة؟!

أمام هذه الحقيقة المُرة قال المرنم: “رفضونى أنا الحبيب مثل ميت مرذول” (مز37: 21) بحسب الترجمة القبطية.

وذهولاً من ذلك الواقع الرهيب قال معلمنا بولس الرسول: “أقول الصدق فى المسيح لا أكذب وضميرى شاهد لى بالروح القدس. إن لى حزنا عظيماً ووجعاً فى قلبى لا ينقطع. فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسى محروماً من المسيح لأجل إخوتى أنسبائى حسب الجسد. الذين هم إسرائيليون ولهم التبنى والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد. ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين” (رو9: 1-5).

كان بولس الرسول يتألم بشدة كلما تذكر أن اليهود أصحاب المواعيد والعهد والشريعة الإلهية، هم أنفسهم الذين رفضوا السيد المسيح وصلبوه، واستمر الكثيرون منهم فى رفضه بعد قيامته من الأموات والكرازة باسمه لغفران الخطايا.. بل زادوا على ذلك مقاومتهم لكرازة الآباء الرسل واضطهادهم للكنيسة فى اليهودية وفى كل مكان تواجدوا فيه خارجاً عن أورشليم.

كانت خطية اليهود أعظم من خطية بيلاطس. لأن بيلاطس كان أممياً، وليس من شعب الله الذين أعدهم الرب آلافاً من السنين لاستقبال المخلّص الوحيد، وكان عندهم أقوال الأنبياء التى تكلمت بوضوح عن صلب السيد المسيح، ولكنهم تغافلوا عنها، بل وتمموا ما جاء فيها بغلاظة قلوبهم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قد يوجد إنسان يدافع عن الحق أو عما يظنه حقا بأسلوب بعيد عن الحق تمامًا
إن عمل الله في النفس يصاحبه بالطبع تصديق الحق
عدم تصديق أقوال رجل الله
من يغضب من اجل الحق .. فلا يعرف الحق و لا الحق يعرفه . ..
ارتبط بصديق حميم


الساعة الآن 06:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024