|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«مقبرة جماعية» فى قاع النيل بالمنيا
الوطن تحولت جنازة واحدة لسيدة إلى جنازات جماعية، عندما سقطت سيارة نصف نقل يستقلها عدد من أهالى مدينة سمالوط بالمجرى المائى لنهر النيل، مما أسفر عن مصرع عدد كبير من المشيعين، وتضاربت المعلومات حول أعدادهم، فبينما ذكر بيان صادر عن الديوان العام لمحافظة المنيا أن عدد الغرقى نحو 13 شخصاً، أكد الأهالى أن عددهم لا يقل عن 30 شخصاً، تم انتشال جثث 6 منهم، وما زالت قوات الإنقاذ النهرى تباشر البحث عن جثث مفقودين آخرين. فى تمام الساعة السادسة من مساء أمس الأول الجمعة، أدى العشرات من أهالى مدينة سمالوط صلاة الجنازة على جثمان سيدة تدعى زينب، وانطلقوا فى أسراب لتشييعه إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة، بقرية السرارية بشرق النيل، واستقل المشيعون الصندوق الخلفى لسيارة نصف نقل مرافقين نعش المتوفاة، وأثناء استقلال معدية نيلية من البر الغربى أمام مَرسى أولاد على بقرية العوايسة، وأمام قرية السرارية، سقطت السيارة فى عرض النيل ليلقى عدد كبير من المشيعين مصرعهم غرقى. تلقى اللواء أسامة متولى مدير أمن المنيا، إخطاراً من العميد طاهر رفعت مأمور مركز شرطة سمالوط، يفيد بسقوط السيارة رقم 41566 نقل المنيا، قيادة علاء شعراوى محمد، بنهر النيل، وعلى متنها عدد من المواطنين كانوا فى طريقهم من البر الغربى للشرقى لتشييع جنازة سيدة متوفاة، مما أسفر عن غرق عدد من المشيعين، وتم انتشال 6 جثث، ورجحت تحريات البحث الجنائى الأولية، وقوع الحادث بسبب نزول سائق السيارة، أثناء إقلاع المعدية وعدم تأمين فرامل اليد، مما أدى إلى انزلاق السيارة بالنيل ووقوع الحادث. تم تحرير المحضر اللازم بالحادث، ونقلت جثث الضحايا والمصابين إلى المستشفى العام، وتم تشييع الجثث الستة فى جنازات منفردة، وذلك بعد الحصول على إذن النيابة العامة. وقد دفع مرفق الإسعاف بـ6 سيارات لنقل الجثث والمصابين، فيما توافد عدد من أهالى القرى والعزب المتاخمة لمكان الحادث، ومنها الشراينة وبنى خالد وعرب الزينة، لمتابعة عملية البحث عن جثث المفقودين ومواساة أسرهم، كما انتقل عدد من رجال الأمن وعلى رأسهم العميد عبدالفتاح الشحات رئيس مباحث المديرية، والمقدم محمود الجيار رئيس مباحث سمالوط، وحتى بزوغ شمس أمس كان رجال الضفادع البشرية يواصلون عمليات البحث عن الجثث بمحيط منطقة الحادث. اللواء صلاح زيادة، محافظ المنيا، لم يظهر بموقع الحادث رغم بشاعته وفظاعته، أثناء موالاة البحث عن جثث المفقودين، وهذا ما تسبب فى حالة من الاستياء بين أهالى سمالوط، لكنه أصدر توجيهاته لسكرتير عام مساعد المحافظة، والوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط، بتعزيز الخدمات من قوات الإنقاذ النهرى والضفادع البشرية، للإسراع فى انتشال الجثث، كما قرر صرف مبلغ 2000 جنيه إعانة عاجلة لأسرة كل متوفى، وأكد على مواصلة البحث عن المفقودين، والدفع بعدد كافٍ من سيارات الإسعاف، إلى جانب إنارة الموقع بالشكل الكافى. أما محمود سعد، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط، فقال إن قوات الإنقاذ النهرى والضفادع البشرية تمكنت من انتشال 6 جثث، وجارٍ البحث عن الآخرين، مرجحاً أن يصل عدد المفقودين إلى 7 أشخاص. وأشار إلى أن الحادث وقع بسبب رجوع السيارة للخلف، وكانت ضمن مجموعة من السيارات، المتجهة لتشييع جنازة سيدة متوفاة، وسقطت مباشرة فى المياه. معظم أهالى الضحايا والمشيعين أكدوا أن عدد الغرقى يتجاوز 30 شخصاً على أقل تقدير، رغم أن الجهات الرسمية تحاول تقليص العدد. وبحسب رواية محمد أحمد، خال محمد سيد محمد أحد الناجين من الكارثة، وهو طالب بكلية التربية الرياضية، فإنه أثناء استقلال ابن شقيقته للسيارة نصف النقل ضمن مجموعة كبيرة من المشيعين للجنازة، وكانت السيارة على متن المعدية، تقهقرت فجأة للخلف، وانزلقت بالمياه، وظلت معلقة بالمعدية، نصفها الخلفى يغمره الماء والنصف الأمامى معلق لأعلى، وبعد مرور 10 دقائق تقريباً سقطت السيارة بالكامل فى النيل ومن قبلها سقط جميع ركاب السيارة فى قاع النيل. وأضاف خال الناجى أن ابن شقيقته حاول أن ينقذ 3 من أصدقائه كانوا من بين المشيعين، لأنه يجيد السباحة، إلا أنه فشل فأصيب بصدمة نفسية. وأكد أهالى قرية العوايسة أن المعدية التى كان يستقلها المشيعون خاصة وليست ملكاً للوحدة المحلية، وأن معظم المعديات التى تعمل بين البر الشرقى والغربى للنيل تقل أعداداً فوق طاقتها أثناء تشييع الجنازات، مطالبين المسئولين بالتدخل والإسراع فى إنشاء كوبرى على النيل، لتفادى وقوع مثل هذه الكوارث، مشيرين إلى أنه سبق أن تقدموا لجميع المحافظين بطلبات لإنشاء كوبرى دون أن يجدوا أى استجابة. واتهم هشام محمد -من أبناء مركز سمالوط- الوحدات المحلية بالإهمال، موضحاً أن المشرفين العاملين على المراسى للمراقبة لا حول لهم ولا قوة، ولا يقومون بأداء واجبهم على النحو الكافى، ولا يهتمون بالتصدى لظاهرة عدم الالتزام بالحمولات المقررة. وكشف خيرى فؤاد، نائب رئيس الاتحاد الإقليمى للجمعيات الأهلية وعضو مجلس محلى سابق بمدينة سمالوط، أن عدد المعديات النيلية بالمحافظة 178 منها 32 معدية حكومية، و146 ملك الأهالى يضربها الإهمال، مضيفاً أن لجنة النقل بالمجلس الشعبى المحلى للمحافظة، أوصت فى تقريرها الأخير قبل اندلاع ثورة 25 يناير بتفعيل دور الأجهزة الرقابية المعنية والوحدات المحلية وشرطة المسطحات المائية ومكتب الملاحة التابع لهيئة النقل النهرى، فى المتابعة الفنية لوسائل النقل النهرى وأهمية توفير شروط الأمن والأمان خاصة فى المناسبات التى يتزايد فيها عدد الركاب، آخذاً فى الاعتبار خطورة أى إهمال فى الرقابة الشديدة والمستمرة. وأكد الناشط السياسى بسمالوط، محمد عبدالنعيم، أن رحلة نقل جثامين الموتى من البر الغربى إلى البر الشرقى للنيل من أكبر التحديات التى تواجه أهالى المركز، حيث تقع معظم المدافن فى ناحية الشرق، ورغم أن رحلة نقل جثمان متوفى تكون قصيرة ولا تستغرق بضع دقائق، فإنها تكون محفوفة بالمخاطر. يذكر أن الحادث ليس الأول من نوعة بمركز سمالوط، ففى شهر نوفمبر من عام 2011 سقطت سيارة ربع نقل تحمل رقم 43983 أمام معدية قرية السرارية، مما أسفر عن مصرع 12 شخصاً غرقاً بالنيل، وفى شهر فبراير من عام 2013 سقط جرار زراعى من أعلى معدية قرية عرب الزينة، مما أسفر عن مصرع 5 أشخاص. |
|