رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فضائل، ولكنها وحدها لا تكفي أحيانًا يقول البعض: أنني أصوم واصلي، وأعترف وأتناول، واقرأ الكتاب المقدس والكتب الروحية، وأخدم وأتصدق، واسلك في فضائل كثيرة.. ومع ذلك فحياتي الروحية متوقفة لا تنمو...! فلماذا؟ لعلها فضائل ناقصة. تنقصها صفة جوهرية. أما ناقصة في طبيعتها أو في هدفها، أو تنقصها فضائل أخري يجب أن ترتبط بها.. وعلي هذا الأساس، سنتناول فضائل كثيرة ونحللها.. الصوم في فترة الصوم: كثيرًا ما يقول الواحد ما: صمت هذا الصوم سنوات عديدة، كما صمت غيره في الأصوام أيضًا. ومع ذلك حياتي كما هي! لماذا إذن لم استفد من الرب (مت21:17). ولكن اي صوم تصوم أنت؟ ربما تظن أن الصوم هو صوم الجسد. وربما تظن أن الصوم هو الامتناع عن الأكل! ولكن الإمتناع عن الطعام وحده لا يكفي. إن الزهد في الطعام هو الأهم. الزهد هو الذي يدل علي إرتفاع القلب فوق مستوي المادة، وفوق مستوي الأكل، وهذا هو الأهم، وهو المفيد لك روحيًا.. لأنك بهذا تدخل في روحانية الصوم. وصوم الجسد وحده لا يكفي، لابد أن يصحب الصوم بصوم النفس. لابد أن تصوم فكرك عن الأخطاء، وتصوم قلبك عن المشاعر والعواطف الردية، وكذلك تصوم لسانك عن الكلام الباطل. ومع ذلك فكل الفضائل في الصوم لا تكفي. إنها تمثل فقط العنصر السلبي من الصوم، وهو البعد عن أخطاء الفكر واللسان والقلب وشهوات النفس. صوم الجسد والنفس لا يكفي. لابد أن يضاف إليه غذاء الروح. ولذلك نقول في صلوات القداس الإلهي "الصوم والصلاة هما اللذان يخرجان الشياطين، وليس الصوم وحده. أننا نصوم لكي نخرج من نطاق الجسد والمادة، وندخل في نطاق الروح.. فيجب أن نعطي الروح فرصتها أثناء الصوم. ويجب أن نعرف حقيقة هامة وهي: الصوم ليس فضيلة للجسد، إنما هو فضيلة للروح. ننتقل بعد هذا إلي مثال، وهو: الصلاة فضيلة من أهم الفضائل، حتى أن كثيرًا من القديسين تفرغوا لها.. ولكن ما هي الصلاة في مفهومك؟ أترها مجرد الكلام مع الله؟! إن الكلام مع الله وحده لا يكفي. فهناك خصائص روحية، إن لم ترتبط بالصلاة، فالصلاة، وحدها لا يكفي! ينبغي أن يضاف إلي الصلاة عنصر الحب، كما قال داود النبي "محبوب هو إسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز119). "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم" والصلاة بغير حب ليست صلاة، وهي غير مقبولة من الله الذي قال "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عن بعيدًا" (مر6:7). يجب أن تضاف مشاعر كثيرة للصلاة، لأنها وحدها لا تكفي. الحب، والخشوع، والفهم، والحرارة، والإيمان.. وكذلك أيضًا نقاوة القلب، لأن "صلاة الأشرار مكرهة للرب "كما يقول الكتاب. وقد قال الرب لبني إسرائيل ايام أشعياء النبي "حين تبسكون أيديكم، استر وجهي عنكم. وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع. ايديكم ملآنة دمًا (أش15:1). إذن الصلاة وحدها لا تكفي، بدون نقاوة القلب. ولا يقل إنسان "أنا اصلي "ويظن أن الصلاة مجرد ألفاظ! الاعتراف الاعتراف بالخطية فضيلة، وله فوائده الكثيرة، روحيًا وعقائديًا.. ومع ذلك الاعتراف وحده لا يكفي، إذ ليس هو مجرد سرد للخطايا في سمع الأب الكاهن وفي كلمات الصلاة.... ينبغي أن يضاف إلي الاعتراف عنصر الندم والخزي. مثلما فعل العشار الذي وقف من بعيد، لا يجسر أن يرفع عينيه نحو السماء وقرع صدره قائلًا: ارحمني يا رب فإني خاطئ (لو13:18). لذلك خرج مبررًا. إن بطرس الرسول بعد خطيته بكي بكاء مر (مت75:26) وداود النبي بلل فراشه بدموعه (مز6). وأنت هل تعترف بعين جافة، ولا ندم. أنظر إلي دانيال وهو يقول "لك يا سيد البر. أما لنا فخري الوجوه.. لنا خزي الوجوه.. لأننا أخطأنا إليك" (دا9: 7،8). كذلك فالإعتراف وحده لا يكفي، إن كان بلا توبة. لذلك سر الاعتراف في الكنيسة يسمي سر التوبة. يمارسة الإنسان بروح التوبة، بعزيمة صادقة أنه لا يعود إلي الخطية مرة أخري باذلًا كل جهده في ضبط نفسه وفي البعد عن كل أسباب الخطية وعثراتها. وفي إعترافه يحاول أن يصلح نتائج خطيته. مثلما قال زكا العشار في أعترافته توبته: إن كنت ظلمت أحد في شيء، ارد أربعة أضعاف" (لو8:19). وهكذا لا يقتصر الاعتراف علي الماضي، وإنما يتدرج للعمل بكل جده من اجل المستقبل. والاعتراف مفيد إن كان مصحوبًا أيضًا بالإتضاع. إنسان معترف بخطيئته، يعامل نفسه كخاطئ، وبغير مستحق. لا يرتفع علي غيره ولا يتعالي، لأنه عارف بضعفه وبأنه أيضًا خاطئ. ولا يعود يفتخر في المستقبل، لأنه يذكر ماضيه. ويصنع خطيئته أمامه في كل حين (مز50). ويحتمل كل ما يأتيه، لأنه معترف بخطيئته وشاعر بأنه يستحق كل جزاء.. مثلما حدث لداود النبي لما شتمه شمعي بن جيرا، وسبه باسلوب جارح.. فقال هذا النبي العظيم المعترف بخطيئته: "الرب قال له سب داود" (2صم10:16). من كل هذا يبدو أن الاعتراف وحده لا يكفي. فرعون قال اكثر من مره "أخطأت" ولكن بلا توبة. قال لموسى وهرون "أخطأت إلي الرب إلهكما وإليكما. والآن اصفحا عن خطيئتي هذا المرة فقط.." (خر16:10). وقال قبل ذلك "أخطأت هذه المرة. الرب هو البار، وأنا وشعبي الأشرار" (خر27:9). ولكنه كان اعترافا بلا توبة، وبلا رجوع إلي الحق. وظل قلبه قاسيا وهلك.. القراءة القراءة في الكتاب المقدس والكتب الروحية لها تأثيرها الكبير في اللقب. وهي فضيلة نافعة، لأنها واسطة من وسائط النعمة. فالقراءة وحدها لا تكفي، لا فهم لا روح ولا تطبيق. فالمفروض أن الإنسان الروحي يقرأ بعمق، ويدخل إلي روح الكلمة ويحولها إلي حياة، كما قال الرب "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يو63:6)،لذلك لكي تكون القراءة الروحية نافعة، ينبغي أن ترتبط بالممارسة العملية والتدرايب الروحية، ولا تكون مجرد معلومات، أو مادة للوعظ أو التباهي بالمعرفة، أو لمجرد الدراسة. وإنما الإنسان يقرأ، ويطبق علي نفسه ويجعل القراءة تكشف له أخطاءه، وتحثه علي تركها.. العطاء العطاء فضيلة جميلة، بسببها قال الرب لكثيرين "تعالوا يا مباركي ابي، رثوا الملك المعد لكم.. لأني كنت جوعانًا فأطعمتموني، عطشانًا فسقيتموني عريانًا فكسوتموني.."(مت25: 34، 35). ومع ذلك فالعطاء وحده لا يكفي. لماذا؟ لابد أن تمتزج العطاء بالفرح، ولا يكون بتذمر. كقول الكتاب: "المعطي المسرور يحبه الرب" (2كو7:9). لأن كثيرين يعطون عن اضطرار، ويدفعون العشور بتضرر...! كذلك ينبغي أن يكون العطاء في الخفاء, أن يعطي الإنسان بسخاء. ولا يقتصر في عطائه علي ما يفضل عنه، أو يعطي فقط الأشياء المرفوضة. وتظهر فضيلة العطاء، أن كان الإنسان يعطي أفضل ما عنده. أو يعطي من أعوازه. كما أعطيت الأرملة من أعوازها، فأمتدحها الرب (مز44:12). وكما قدم هابيل محرقة من أبكار غنمه ومن سمانها (تك4:4). كذلك يشعر في عطائه أنه سيعطي المسيح، ويقول له في عطائه "من يدك أعطيناك (1أي14:29). والعطاء بغير هذه المشاعر كلها، يكون فيه نقص كفضيلة. الإيمان يظن البعض أن الإيمان كل شيء، ويقتصر علي مجرد الإيمان النظري أو الإسمي بالمسيح. ولا يفيده هذا الإيمان كثيرًا، كما قال القديس يعقوب الرسول: "إيمان بدون اعمال ميت" (يع2: 17، 20). وأيضًا قال القديس بولس الرسول "أن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال، وليست لي محبة، فلست شيئًا" (1كو2:13). فماذا ينتفع الإنسان إن كان له إيمان بدون ثمر؟!. أن كان إيمانه غير عامل بالمحبة؟! (غل6:5). لا يخلصك مجرد الإيمان بالمسيح، إنما بالأكثر أن يحيا المسيح فيك. وفي ذلك تترنم مع القديس بولس قائلًا "لكي أحيا لا أنا بل المسيح في" (غل20:2). نؤمن بالمسيح، هذا حسن جدًا، ولكنه لا يكفي. بل ينبغي أن تتبعه، وكما يلك ذاك، تحاول أن تسلك أنت أيضًا (1يو6:2). ويكون لك شركة معه، وتتناول من جسد ودمه، وتموت وتقوم معه، وتكون لك أيضًا شركة مع الروح القدس. وتسلمه حياتك حتى يعمل هو فيك، ثم تنظر إلي كل ما عمله فيك. أنا الرب من ذاتي لم اعمل شيئًا. وإنما كل شيء بك كان، وبغيرك لم يكن شيء مما كان (يو3:1). العبادة العبادة فضيلة بلا شك. ولكنها وحدها لا تكفي، إن كانت بعيدة عن الله، ولا تصدر عن نقاوة قلب. وقد وبخ الرب شعبه علي هذه العبادة الباطلة في أيام إشعياء النبي فقال لهم عن هذه العبادة "أبغضتها نفسي. صارت علي ثقلًا. مللت حملها"، "لا تعودوا تأتون إلي بتقدمة باطلة.. لست أطيق الإثم والاعتكاف" (أش1: 13، 14). كذلك العبادة لا تكفي، إن كانت بلا روح، بلا حكمة، بلا اتضاع. النشاط ما أكثر الذين يملأون الدنيا حيوية ونشاطًا، ولهم الكثير من الإنجازات والأعمال في مجالات متعددة.. ولا شك أن هذه فضيلة، ولكنها وحدها لا تكفي، إن لم تكن مقرونة بالاتضاع والهدوء لأن النشاط الذي يرتبط بالافتخار والمجد الباطل ليس فضيلة. وكذلك النشاط الذي يحتك فيه الإنسان بالغير ويجور عليه، ليس فضيلة... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كثيرون يعتمدون في تدينهم على الأذن ولكنها لا تكفي |
العقاقير وحدها لا تكفي |
العقاقير وحدها لا تكفي |
المعرفة وحدها لا تكفي، لابد أن يصاحبها التطبيق |
قواعد المشي (الثقه وحدها لا تكفي ) |