رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اذكروا مرشديكم.. انظروا إلى نهاية سيرتهم ( العبرانيين 13 : 7) لو تأملتم فصل البولس فى هذا اليوم وهو المأخوذ من الأصحاح الثالث عشر من رسالة القديس بولس إلى العبرانيين ، نجد كلمة مناسبة للمناسبة التى اجتمعنا بسببها . يقول ” اذكروا مرشديكم .. انظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم ” . ويقول ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة . البابا كيرلس ظاهرة روحانية ، نحن سعداء وجيلنا سعيد ، أن يكون هذا المثل أمامنا ، لنعرف أن طريق السماء ليس خيال ا، وإنما حقيقة ممكنة . وأننا رأينا الرجل الذى يجسد القيم الروحية والذى عاش فى السماء وهو على الأرض . وعاش فى نعيم السمائيات وهو على الأرض . لأن الروحانيات العالية لها نعيم ولها سعادة ، وهى التى تجعل الإنسان يقوى على أن يحتمل ما فى الحياة من أشواك . وهى التى تجعل هذا الطراز من الناس يحيا حياة الشرف والتجرد من القنية ، ومن الحياة الرخيــة المباحة ، ولكنه الصفاء الروحانى الذى يعلو بالإنسان وهو فوق الأرض إلى السماء. نعم اذكروا مرشديكم ، انظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم ، وجميل أن يقول انظروا إلى نهاية سيرتهم . ليس إلى سيرتهم فقط لأنه من الممكن أنه فى أثناء المسيرة تكون هناك عقبات وأحيانا نكسات ، ولكن مع المثابرة والصبر وطول الأناة والمواصلة فى الجهاد تكون هناك النتائج . اذكروا مرشديكم ، نعم .. من واجبنا أن نذكر ، ليس هذا عبادة لأشخاص ، إنما لأنهم أشخاص منا سيرتهم توبخنا ، ليسوا ملائكة من السماء ، إنهم بشر مثلنا ومع ذلك استطاعوا بالجهاد والمثابرة والمواصلة ، ومع التعب فى المسيرة والتعثر والنكسات أحيانا ، لكن مع ذلك ومع الإصرار أمكن بنعمة الله أن يصل . وقد وصل البابا كيرلس إلى مستوى أقول أنه مستوى عال فى الفضيلة وفى الروحانية ، وأقول أيضا إن هذا الرجل وصل قطعا إلى مرحلة السياحة ، سياحة بالروح وسياحة بالجسد ، أقول وهو فى الجسد وقبل أن يغادر الجسد ، قبل أن يغادر الجسد وهو فى الجسد من فرط روحانيته كانت روحه تخرج ، وتخترق الجسد مع اتصالها بالجسد ، وهذا مانسميه بحالات الاختطاف ، الاختطاف العقلى والاختطاف بالجسد والاختطاف العقلى نموذج ، بولس الرسول الذى اختطف وهو بالجسد إلى السماء الثالثة إلى الفردوس وسمع ورأى أشياء لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن ينطق بها . ويوحنا الرسول وهو بالجسد يقول كنت فى الروح ، فهنا العقل يُختطف ، العقل يُختطف وهذا فى سيرة عدد من الآباء حتى القريبين مثل الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة الأسبق ، وعدد آخر من آباء الكنيسة العظام حتى القريبين إلى جيلنا مثل الأنبا متاؤس وغيره . كل هؤلاء كانت تحدث لهم حالات اختطاف بالعقل . وكان البابا كيرلس هذا الرجل كان يُختطف بعقله وكان يرى ، كان مفتوح العينين ، وهذه موهبة الكشف كما يقول الكتاب المقدس ” لدانيال كشف السر “. وهناك الكشف ، وهناك الجليان ، سفر الرؤيا فى القديم كان يسمى سفر الجليان ، الكلمة اليونانية ( أبوكالبسس ) معناها الجليان، حقا هى رؤيا لكن فى هذه الرؤيا كان هناك جليان . ولذلك تترجم فى بعض الكتب بالانجليزى ( Revelation ) معناها كشف أوجليان . هذا الجليان الذى رأى فيه يوحنا وهو فى الجزيرة ، رأى الحاضر ورأى أيضا المستقبل ، مستقبل الكنيسة وكذلك رؤيا دانيال أيضا ورؤيا دانيال باقية إلى اليوم ولم تنته رؤيا دانيال ، هى حية فى تطبيقاتها فى هذه الأيام حتى المجىء الثانى للمسيح . لم تنته رؤيا دانيال . كيف أمكن لهؤلاء الرجال أو لهؤلاء الناس أن تكشف عن عيونهم ليروا المستقبل ، هذا هو الوعد الذى وعد به المسيح بالنسبة للروح القدس قال ” ويخبركم بأمور آتية” . يُعلّمكم كل شئ ، يذكركم بكل ماقلته لكم ويخبركم بأمور آتية ، يُعلّم فى الحاضر ويُذَّكر بالماضى ويخبر بالآتى . هذه من عطايا مسحة الروح القدس . فالإنسان المتعبد يعطى فرصة لإضرام الموهبة التى أخذها بالمسحة المقدسة ، فيتولد عنها روح النبوءة والرؤيا والجليان والكشف وهذا يتوافر فى الذين صفوا نفوسهم ، واستبعدوا الشوائب التى تشد إنتباههم إلى تحت أو إلى يمين أو إلى يسار . وأصبحوا يدخلون فيما يعرف بالطول والعرض والعلو والعمق . هذا البابا كيرلس سار فى هذا الطريق ، لم تكن روحانيته روحانية سطحية ، إنما دخل إلى كثير من الأعماق ، تُنبيء عنه حتى نظرته ، النظرة التى ينظر بها نظرة فاحصة ، نظرة إنسان يرى شيئا غير مكشوف ، وفعلا كانت له هذه الرؤيا . وفى سفر الأعمال فصل الابركسيس الذى قرأناه اليوم بولس الرسول يقول ” كنت أصلى فى الهيكل وأخذت فى غيبة ؟ ، أية غيبة!! غيبوبة ، ليست غيبوبة بمعنى إغماء ، لا .. غيبة عن الحس ، كما قال أفى الجسد أم خارج الجسد لست أعلم ، كنت أصلى فى الهيكل، لم يكن حلماً ، وأخذت فى غيبة فرأيته يقول لى ، رأى المسيح وهو فى الهيكل وهو يصلى ، هنا الرؤيا والكشف والجليان ، وأرشده أنهم لن يقبلوا شهادتك عنى ولابد أن تخرج . هكذا يعيش هؤلاء الآباء . أليشع النبى كانت درجة روحانيته عالية وبصلواته شفى نعمان السريانى ، فنعمان السريانى أراد أن يعطى عطاءً أو هدية لأليشع النبى، فاعتذرأليشع عن قبول هذه الهدية ، فمشى الرجل وبعد أن مشى، جيحزى تلميذ أليشع الذى كان يقف على بابه ، راجع نفسه وقال إذا كان معلمى لا يريد أن يأخذ شيئا ، لماذا يغلق الباب علينا ، أنا أجرى وراءه ، فجرى وراءه فالرجل بعد مسافة طويلة نظر فوجده يجرى وراءه فأوقف المركبة وقال خير إنشاء الله ، قال له بعد أن مشيت أُناس ضيوف حضروا لمعلمى فلو سمحت بدلة أو شىء من هذا القبيل ، فأعطاه أكثر مما طلب ، ورجع فأليشع قال له أين كنت ياجيحزى ، فقال لم أذهب عنك لا هنا ولا هناك ، قال له ياجيحزى ألم يذهب قلبى وراءك .. حين رجع الرجل من طريقه إليك ، انظر كلمة ” ألم يذهب قلبى وراءك ” كيف يذهب القلب عبر هذه المسافة الطويلة ، هذه هى حياة الروحانيين ، يحدث نتيجة الروحانية العالية أن الروح تخرج من الجسد ، وتخترق الجسد ثم تذهب وتقطع المسافات ، كل هذا يبدو غريبا للسطحيين من المتدينين. ولكن بالنسبة لحياة القديسين ، كيف أن يوحنا وهو فى جزيرة بطمس يصعد فوق ودخل ورأى السماء ، وهذا معناه أن روحه اتمطت ، اتمطت مع وجودها فى الجسد . مثل إنسان ينظر من شباك ، ومع ذلك يرجع ثانية . حقيقة كان البابا كيرلس ، الواحد يعلم تماما أنه كانت له هذه القدرة، أو هذه الموهبة ، أو أنه سما وسما وسما حتى أنه كان يذهب لبعض الناس وهو على الأرض فى بيوتهم لكى يساعدهم . أو يخدمهم . أو يشفيهم من أمراضهم ، كان يسافر ، أقول سافر ألمانيا وهو فى الجسد وبعض البلاد الأخرى ، طبعا هذه قدرة ، فمن باب أولى يقدر الآن أن يذهب ولا يتوقف عن أنه يذهب لأماكن كثيرة ولبلاد كثيرة . والظواهر التى يراها من وقت إلى آخر ، الناس الذين يقولون لنا كيف أن البابا كيرلس ينتقل وهو فى عالم الروح ويناول أشخاصاً من الأسرار المقدسة ؟ كل هذا يمكن ، هذا الكلام عندما كان أحد يقرأ عنه فى بعض الكتب ، من كتابات الآباء يقولون هذا شىء من الخيال، لكن حياة البابا كيرلس هى النموذج العملى الذى رأينا فيه هذه الروحانية غير العادية والتطبيق العملى لروح السياحة ، وكيف أن روحه كانت وهو فى الجسد تخرج وتصنع خيرا وتساعد . فمن باب أولى الآن لأنه أصبح له إمكانية أكبر لأنه خرج من الجسد وأصبح له قدرات أن ينتقل إلى أماكن كثيرة . ولذلك نحن من يوم إلى آخر ومن أشخاص مختلفين يلتقون بنا من استراليا ومن كندا ومن أمريكا . واحد طبيب أعرفه جاءت له أزمة قلبية أو صدمة قلبية فأدخلوه حجرة الإنعاش ، ذهب إليه البابا كيرلس ، وقال له اخرج من الحجرة ، وأخرجه من حجرة الإنعاش وهو الذى أرسل لى وقال لى هذا الكلام . تصور لأى درجة ، ذهب لواحد فى أمريكا هناك وأخرجه من حجرة الإنعاش وبهذه الطريقة. من وقت لآخر نسمع أشخاص يأتون يحكون لنا عن حاجات من هذا القبيل ، فى بلاد مختلفة ، فى كندا ، فى ألمانيا ، فى هولندا ، فى استراليا ، فى كل البلاد ، حاجة جميلة جدا ، أقول هذا لا لنجلس ونقص قصصاً ونحكى حكايات ، ولكن لكى نعلم أن هذه الحياة ممكنة ، وليس هذا كلاماً مستحيلاً ، إذ أن الحقائق الدينية والحقائق الروحانية ليست أشياء خيالية ، فحياة البابا كيرلس قدمت لنا نموذجا أن هذه الحياة ممكنة . المفروض ياأولادنا أن نحتفل هذا الإحتفال لا لمجرد الإحتفال ، ولكن لنتعلم شيئا ، أن واحداً منا ومن عالمنا وصل إلى هذه المرحلة، إذن نحن فى إمكاننا أيضا بالجهاد وقدوتهم لنا ، اذكروا مرشديكم ، نعم هو مرشد ، مرشد ، وإن كان مرشداً عملياً أكثر من الكلام ، إرشاد وتوجيه بسيرته، إذن هذه علامة لنا أن هذه الحياة ممكنة، وأنه كما أمكن له عمليا أن يصل لهذا ، كل واحد فينا ممكن أن يصل . والمفروض أن الدرس الذى نأخذه من هذه الذكرى ومن هذا التكرار وهذه الإعادة لمدة عشرين سنة ، ماذا نريد ؟ وهذا ما يريده البابا كيرلس منا ، أن نتعلم أن طريق الروحانية ممكن وميسور ومفتوح، وأيضا نؤمن تماما أن هذا الكلام ليس خرافة ، ولا خيالاً بل هو حقيقة ممكنة ، ديانتنا ، ومسيحيتنا ، وروحانيتنا، مسائل ممكنة . ولكن أريد أن أقول بالإضافة أننا تعلمنا أن البابا كيرلس رجل كأى واحد منا ، هناك طبعا محاربات من الشيطان ومن أشخاص لكن كيف استطاع أن ينتهز فرصة أى تجربة وأى مشكلة ويعالجها بالصلاة وبالروحانية ، ونرى فى حياة هذا الرجل كيف استطاع الله معه أن يحول له المشكلات إلى خير ، خير عام طبعا لأنه لا يريد شيئا لنفسه ، إنما خير للكنيسة باعتباره البطريرك أو الرئيس ، الحقيقة لا نقدر أبدا أن نحصى فى حياة البابا كيرلس المواقف المختلفة التى بالصلاة فقط أمكن أن يذلل أشياء كثيرة لتتحول إلى خير ، أقول على سبيل المثال : كان هناك مشكلة فى بلد صغيرة جدا (نجع ) فى الصعيد اسمها (الموايسات ) تابعة لبلد اسمها السباعية تابعة لادفو ، محافظة أسوان فحدث أن الكنيسة أُعتدى عليها وقام بعض الناس وهدموها وكانت مشكلة ، هذه المشكلة حدثت فى عهد البابا كيرلس لكن كيف تحولت هذه المشكلة إلى خير عام للكنيسة . طبعا حدث كلام كثير ، لكن أقول أن الموايسات هى التى ولدت الكاتدرائية الجديدة ، تندهشوا من هذا الكلام ، الذى حدث أن الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر هو الذى طلب أن تبنى الكاتدرائية ، ليس نحن الذين طلبنا ، ليس البابا كيرلس الذى طلب ، لكن جمال عبد الناصر هو الذى طلب ، الله أكرم البابا كيرلس فاقتنع الرئيس أن البابا كيرلس هو الرئيس لأقدم كنيسة فى أفريقيا ، ورأى أن رؤساء البلاد الذين فى أفريقيا جاءوا للبابا كيرلس لكى يأخذوا البركة ، فتنبه لذلك ورأى أن هذا سيكون نفوذاً مصرياً فى أفريقيا ، فقال للبابا كيرلس أنت الرئيس لأقدم كنيسة فى أفريقيا ، لماذا أنت لا تكون بابا الشرق فى مقابل بابا الغرب وتعملون كنيسة مثل الفاتيكان فى روما . والدولة تتبرع بمائة ألف جنيه لبناء هذه الكنيسة . انظر الدولة تتبرع من أجل بناء كنيسة فى الوقت الذى كنا عندما نطلب بناء كنيسة تستمر فترة طويلة حتى يوقع مرسوم بذلك ، ولكن هنا رئيس الدولة هو الذى طلب هذا عقب مشكلة كنيسة الموايسات لأنها عملت أزمة وأزمة كبيرة . ولكن الرجل فى كل هذه الأزمات كان يصلى ، ويتحول الشر إلى خير . كان فى وقت ما من الأوقات وزير الداخلية أغلق كنيسة فى مساكن المعادى ، بعد أن فتحها البابا كيرلس وصلى فيها جاء وزير الداخلية فى ذلك الوقت وأغلق الكنيسة ، فالبابا تضايق وغضب ، وذهب إلى دير مريوط ، وفى هذه الأثناء جاءت فكرة أن إمبراطور الحبشة دعا إلى مؤتمر للكنائس الأرثوذكسية ، وكان هذا لأول مرة فى سنة 1965 وطلب أن هذا المؤتمر يرأسه البابا كيرلس السادس . فالبابا وقتها كان فى مريوط ، وفى الميعاد المحدد ذهب البطاركة ، بطريـــرك الأرمن وكاثوليكوس الأرمن وأيضا كاثوليكوس الهند ، والبطريرك ماراغناطيوس يعقوب للسريان الأرثوذكس وذهب من الكنيسة القبطية بعض الأساقفة منهم المتنيح الأنبا صموئيل والأنبا أثناسيوس وشخصيات من الأساقفة وطبعا أساقفة آخرين من الحبشة وغيره. وظل المؤتمر يومين معطلا والإمبراطور قال لا يمكن أبدا أن المؤتمر يفتتح إلاّ بحضور البابا كيرلس وبالجسد . السفير الأثيوبى فى مصر ذهب للبابا فى مريوط وسجد عند قدميه وقال له خلصنى من هذه الأزمة ، الإمبراطور مُصر على أنه لا يمكن أن ينعقد المؤتمر إلاّ بحضور البابا كيرلس . وأيضا جاء واحد من أثيوبيا اسمه كرياكوس ميخائيل وهذا كان المستشار الاقتصادى للإمبراطور الحبشى . جاء بالطائرة وذهب إلى مريوط وسجد بين قدميه وقال له أرجوك أنا حضرت من قبل الإمبراطور لا تكسفنى ، الإمبراطور ابن الكنيسة لا تخسره ، لا يمكن أقدر أن أرجع لأثيوبيا وبهذا أفقد وظيفتى ، والأقباط يفقدون وظيفتى أنا المستشار الاقتصادى للامبراطور ، وبمحاولات كثيرة قبل البابا أنه يسافر ، هذا الكلام كان يوم الخميس بعد الظهر ، كانت الدولة متابعة هذا الموضوع لأنهم يريدون فعلا أن البابا يذهب إلى أثيوبيا ، ولما علمت الدولة أن البابا وافق على أن يسافر ، صدرت الأوامر إلى كل موظفى الجوازات يعملون يوم الجمعة ويسهلون مهمة الناس الذين يريد البابا كيرلس أن يأخذهم معه . وكان هناك ناس ممنوعون لأسباب أنهم يسافرون فالرئيس عبد الناصر سمح بأن كل الذين يطلبهم البابا كيرلس يذهب . وفعلا ذهب البابا ، وكانت الدولة مهتمة جدا بهذا السفر ، وعندما ذهب هناك ، الإمبراطور وكل الدولة الأثيوبية ذهبوا لمقابلته فى المطار . ثم الإمبراطور تنازل له بالقصر الخاص به وقال له أنت تنزل هنا ، قال له لا .. فصمم الإمبراطور وقال له أنت الذى تنزل فى هذا القصر ، أنت الرجل الأول فى أثيوبيا اليوم . وفعلا نزل فى قصر الإمبراطور وهناك صور تقليدية ، فيها الأسد فى فناء القصر والبابا كيرلس واقف بالعصا ، وهذا الأسد حقيقى وليس تمثال ، لأنه فى أثيوبيا يعتبرون أن الإمبراطور الأسد الخارج من سبط يهوذا ، لأن ملكة سبأ أيام سليمان عندما تزوجها وأنجب منها منيليك وهو رأس العائلة المالكة، فأصبح كتقليد وإعتزاز من إمبراطور الحبشة ، بإستمرار يضع حيوان أسد فعلا فى الفناء ، علامة أو رمزاً لأنه هو الأسد الخارج من سبط يهوذا . وقال للبابا ، أعطنى وعداً أنك تحضر كل سنة وأنا أبنى لك قصراً مخصوصاً ، بعد ذلك حضر المؤتمر وبعد ما انتهى المؤتمر، الإمبراطور أراد أن يعطى هدايا تذكارية للبطاركة والأساقفة وأعضاء المؤتمر ، وقال لهم هذه ليست منى أنا ، هذه من البابا كيرلس لأنه هو الرجل الأول فى أثيوبيا . بعد ذلك الإمبراطور صحبه فى كل الرحلة فى بلاد أثيوبيا وذهب معه الأديرة والبلاد المهمة جدا ، منها بلد اسمها أكسوم التى فيها تابوت العهد الذى أخذته ملكة سبأ ومرتبطين به هناك فى أكسوم ، هذه المدينة مهمة جدا وتعد القاعدة الدينية للأحباش هناك . فالإمبراطور صاحب البابا فى كل رحلاته ، وسار معه فى كل المعالم فى أثيوبيا . وفى يوم السفر لعودة البابا كيرلس إلى القاهرة ذهب الإمبراطور لكى يودعه وذهبت كل الدولة ، وبعد أن سلم عليه أطلقت المدافع 21 طلقة ، بعد ذلك صعد البابا إلى الطائرة وظل الإمبراطور رافعاً تعظيم سلام 25 دقيقة ، حتى صعدت الطائرة فى الهواء وسفير مصر فى أثيوبيا كان موجوداً ونقل كل هذا للدولة فازدادت مكانة البابا كيرلس فى الدولة فى هذا الوقت . أنا سمعتها من 3 وزراء أن الرئيس عبد الناصر يقول الذى يطلبه البابا كيرلس يُجاب فورا . وبهذا الأسلوب كان فى هذا الوقت بالذات أزمات من هذا القبيل، فهو الذى جعل الدولة أصبحت تستجيب لكل ما يطلبه البابا كيرلس السادس ، فى وقت ما من الأوقات فى أوائل عهده ، يوجد أناس أرادوا أن يوقعوا ما بين البطريرك والرئيس فقالوا لماذا البابا كيرلس لم يذهب للرئيس ، وهل البابا يُزار ولا يزور إلى آخره ، فعملت أزمة ويمكن المخابرات كان لها دور فى هذه القصة . ثم البابا كيرلس ذهب للرئيس فى منزله والله حول الشر إلى خير ، هذه المقابلة كانت مقابلة سعيدة جدا ، الرئيس تأثر جدا بها ، البابا وضع يده على قلب الرئيس ، هذه أنا سمعتها من البابا شخصيا، وضع يده على قلب الرئيس وقال له قلب الملك فى يد الله.. فالرئيس وقتها من تأثره لهذه الزيارة قال له أنت لست محتاجاً أبدا أن تستأذن عن طريق وزير أو غيره ، أبدا أبدا أبدا ، البيت بيتك وتأتى من غير إذن ، وتأتى فى أى وقت أنت تريد . وهكذا تحول كل شىء إلى خير بعد الأربع سنين الأولى التى كان فيها نوع من الأزمة والتأزم والخلاف ، تحول الموضوع إلى هذه الصورة الجميلة التى جعلت الرئيس يحترمه ويعزه ويطلب صلواته، وأيضا يقول للحكومة أى شىء يطلبه البابا كيرلس لازم يُجاب ، أنا سمعتها من 3 وزراء . وفيه أمور كثيرة كثيرة ليس المجال طبعا أن نسترسل فيها ، أنا أريد أن أكتفى لكن أقول كيف كان ربنا يحول الشر إلى خير من أجله ، لابد كل واحد أحيانا يمر بأزمة ، تحدث أزمات فى الكنيسة ، مثلا فى وقت ما من الأوقات سنة 67 حدث مثلا أنه يوجد ناس اتهموا الأقباط أن لهم دوراً فى هذه الهزيمة ، المهم حدث أن فيه أناساً من الأقباط قتلوا والبعض حدث عليه إعتداءات . فتحول الموضوع أيضا إلى خير، فنجد تعليمات أن شيوخ الأزهر ذهبوا وقابلوا البابا كيرلس ، عاصرنا هذه المسألة وكانت هناك مشاعر جميلة جدا وهدأت أمور كثيرة ثم ذهبنا مديرية التحرير وكان أحد الشيوخ العظام الكبار حضر معنا إلى كنيسة الملاك غبريال فى مديرية التحرير ، وأخذ فرصة أنه يلقى كلمة، بعد ذلك ذهبنا إلى المسجد ، ودخلنا المسجد وطلب إلينا أن نلقى كلمة بعد ما ألقى الشيخ خطبة الجمعة ، ووقفنا وألقينا كلمة وتكلمنا عن المحبة وأننا أبناء وطن واحد إلى آخره ، وقلنا أن اليهود أعداء المسيحيين قبل المسلمين، وهم الذين صلبوا المسيح وهم الذين اضطهدوا الآباء الرسل إلى آخره . وموقف أمريكا من تاريخ إسرائيل ليس من منطلق دينى إنما هو منطلق اجتماعى بسبب عملية الانتخابات وهم الذين يمسكون زمام الأمور الاقتصادية فى أمريكا ، المهم هناك كلمة قيلت ، والله أعطى بركة وأثر فجميع الذين فى المسجد قابلونا وقَبّلُونا وكان يوما سعيدا، كان لا يقل عن عشرة آلاف نفس فى المسجد ، كلهم بمحبة كبيرة وقفوا وسلموا علينا وقبلونا ، وذهبنا زرنا الناس المهجرين وما إلى ذلك وكانت هناك لحظة سعيدة ويوم سعيد مبارك جدا جدا . فهذا هو عمل الله مع هذا الرجل أنه عندما كانت تحدث أزمة كان يعالج الموضوع بالصلاة ، فنرى الشر يتحول إلى خير وتكون بركة ، بركة لا نحلم بها . يكفى الآن ما قلته ، لكن هناك فى حياته كلها قصصاً كثيرة جدا ، كان دائما دائما دائما كل المشاكل يحلها بالصلاة ، يصلى فقط ، فنجد الله يعمل عملاً كبيراً وقوياً ، يحول الشر إلى خير. نكتفى بهذا ونعمة ربنا يسوع المسيح تشلمنا جميعا ، ربنا ينفعنا ببركاته وصلواته وأدعيته لإلهنا الإكرام والمجد إلى الأبد آمين . |
|