رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَرْجِعْنَا يَا إِلَهَ خَلاَصِنَا، وَانْفِ غَضَبَكَ عَنَّا [4]. إن كان لغفران الخطية عذوبته، فإن سرّ هذه العذوبة هو رجوع الإنسان إلى أحضان أبيه السماوي القدوس، أي المصالحة بين الأرض والسماء، الخليقة والخالق نفسه. الكلمة مترجمة "غضبك" هنا ترجمت أيضًا بمعنى الحزن في جا 1: 18؛ 7: 3. * لا شيء يغضب الله مثلما يسقط الناس في اليأس من جهة شرِّهم، فيظنُّون أنَّهم لا يرجعون. وفي الحقيقة إن هذا اليأس في ذاته علامة عدم الإيمان. فالذي ييأس من الخلاص لا يتوقَّع يوم الدينونة، وإلاَّ لكان يصنع خيرًا منتظرًا الله الديَّان. لنسمع ما يقوله الرب على فم إرميا النبي: "احفظي رجلك من الحفا، وحلقك من الظمأ" (إر ٢: ٢٥). ومرَّة أخرى: "هل يسقطون ولا يقومون؟ أو يرتد أحد ولا يرجع؟" (إر ٨: ٤). وقد استخدم حزقيال النبي لهجة مشابهة لأقوال بقيَّة الأنبياء، إذ كان يحيا بروحهم فيقول: "توبوا وارجعوا عن كل معاصيكم، ولا يكون لكم الإثم مهلكة. اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها، واعملوا لأنفسكم قلبًا جديدًا وروحًا جديدًا، فلماذا تموتون...؟ لأنِّي لا أُسرّ بموت من يموت، يقول السيِّد الرب" (حز ١٨: ٣٠-٣٢). ويقول في عبارة تالية: "حيّ أنا يقول السيِّد الرب، إنِّي لا أسرّ بموت الشرِّير، بل بأن يرجع الشرِّير عن طريقه ويحيا" (حز ٣٣: ١١). هذه الكلمات تكشف لنا أنه لا يجوز للفكر، بعدم إيمانه بهذه المواعيد المباركة، أن يسقط في اليأس. وأن النفس التي تبدو لها علامات الهلاك يلزمها ألاَّ ترفض الأدوية بحجة استعصاء شفاء جراحاتها. وصف حزقيال الله بأنه أقسم: "حيّ أنا يقول الرب"، فإن رفضنا الإيمان بمواعيده فلنصدِّقها من أجل القسم... فالإنسان الصالح هو الذي يصلِّي بإيمان قائلًا: "أرجعنا يا إله خلاصنا، وَانْفِ غضبك عنَّا" (مز ٨٥: ٤). ويقول: "يا رب برضاك ثبِّت لجبلي عزًا. حجبت وجهك، فصرت مرتاعًا" (مز ٣٠: ٧). إنه يريد أن يقول إنه عندما بحثت عن نجاسة خطاياي لأجل جمال الفضيلة قوَّى الله ضعفي بنعمته. القديس إيرونيموس |
|