رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«يوسف النجار» قديس الظل فى قصة الميلاد
تظهر فى الأيقونات الخاصة بالميلاد مجموعة من الأشخاص، هم الطفل «يسوع» ملفوف بأقمشة بيضاء والسيدة العذراء مريم، وعلى يسار الصورة يقف يوسف النجار الشخصية الأقل ظهورًا فى قصة الميلاد، فلم يذكر الكتاب المقدس أحاديث كثيرة على لسانه، فقط سمع البشارة وأطاعها، ونفذ مهامه كرجل حنون على أكمل وجه. وجاءت قصة يوسف النجار فى الإنجيل بداية من العهد الجديد، فهو خطيب السيدة العذراء مريم، وبحسب ما كتب عنه كان عبرانيًا محافظًا على الفروض اليهودية وجميع طقوسها. هاجر «يوسف» من بيت لحم إلى الناصرة وعمل بمهنة النجارة، لكن علاقته بالميلاد تبدأ عندما بشر الملاك مريم بأنها ستلد ولدًا اسمه «يسوع»، وقد كانت مخطوبة ليوسف وقتها، ما جعله يفكر فى فسخ خطوبته من مريم وأخذها، وهى حبلى من الناصرة إلى بيت لحم، حيث يوجد أهله حمايةً لها من الفضيحة. هذا الموقف جعل الكثير من القادة والمفكرين فى الكنيسة يمتدحون القديس يوسف الذى لم يتكلم أو يلوم خطيبته بكلام مهين، فقط «أراد تخليتها سرًا» كما جاء فى إصحاح ١ من إنجيل متى، واعتبره البابا فرنسيس، أسقف روما وبابا الكنيسة الكاثوليكية، أنه بحق قديس عظيم. وبالرغم من أنه عاش فى الظل بحسب وصف فرنسيس، فإنه كان حنونًا ورجلًا يتمتع بأخلاق رفيعة حتى فى شدة غضبه من مريم لم يرد فضح أمرها بل تحلى بشهامة فائقة الوصف ومحبة سامية تفوق موقفه الرافض لها قبل ظهور الحقيقة. وتؤمن الكنيسة بأن مريم ظلت عذراء حتى بعد ولادة الطفل يسوع، وبعد هذه الواقعة أراد الله إظهارها ليوسف، وكشفت له رؤية عن الحقيقة ووجهته للسفر إلى مصر. وواجه «يوسف» الكثير من الصعاب خلال رحلته مع السيدة العذراء والطفل يسوع، فى رحلتهما الشاقة للهروب، خوفًا من هيرودس الذى كان ينوى أن يقتل يسوع، فهو بمثابة أب للطفل وخطيب مخلص ووفى للعذراء مريم. وتوفى «يوسف» فى السنة السادسة عشر لميلاد السيد المسيح، بعدما عاش مائة وإحدى عشرة سنة، منها ٤٠ سنة غير متزوج و٥٢ سنة متزوجًا و١٩ سنة مترملًا، وتحتفل الكنيسة بعيده سنويًا، يوم ٢٦ من شهر أبيب القبطى. وكرمت الكنيسة يوسف النجار باعتباره قديسًا وواحدًا من أفراد العائلة المقدسة، وبُنيت باسمه العديد من الكنائس، منها: كنيسة القديس يوسف النجار، بمصر القديمة، كنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف، بسموحة، بالإسكندرية، كنيسة العذراء مريم والقديس يوسف النجار، بالمرج الغربية، كنيسة العذراء مريم والقديس يوسف النجار، بكرداسة بالجيزة. |
|