منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 12 - 2013, 07:49 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,737

موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح

نبؤات تتعلق بميلاد الرب يسوع المسيح من العهد القديم وتم تحققها في العهد الجديد

1-مولده من عذراء:

النبؤة ( و لكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل)اشعياء14:7

التحقق(اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس...)متى18:1-24-25 انظر لوقا26:1-35

2-يولد في بيت لحم:

النبؤة( اما انت يا بيت لحم افراتة و انت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل و مخارجه منذ القديم منذ ايام الازل)ميخا2:5

التحقق(و لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية...... فجمع كل رؤساء الكهنة و كتبة الشعب و سالهم اين يولد المسيح فقالوا له في بيت لحم اليهودية...)متى1:2 -متى4:2 – لوقا4:2-7 -يوحنا42:7

3-ظهور النجم:

النبؤة(اراه و لكن ليس الان ابصره و لكن ليس قريبا يبرز كوكب من يعقوب و يقوم قضيب من اسرائيل)العدد17:24

التحقق( قائلين اين هو المولود ملك اليهود فاننا راينا نجمه في المشرق و اتينا لنسجد له..... حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا و تحقق منهم زمان النجم الذي ظهر) متى 2:2-7

4-المجوس يزورون المسيح ويقدمون له الهدايا:

النبؤة( فتسير الامم في نورك و الملوك في ضياء اشراقك..... تغطيك كثرة الجمال بكران مديان و عيفة كلها تاتي من شبا تحمل ذهبا و لبانا و تبشر بتسابيح الرب)اشعياء3:60 -6

* (و يكون هذا سلاما اذا دخل اشور في ارضنا و اذا داس في قصورنا نقيم عليه سبعة رعاة و ثمانية من امراء الناس)ميخا5:5

التحقق(و اتوا الى البيت و راوا الصبي مع مريم امه فخروا و سجدوا له ثم فتحوا كنوزهم و قدموا له هدايا ذهبا و لبانا و مرا)متى 11:2

5-هيرودس يقتل اطفال بيت لحم:

النبؤة(هكذا قال الرب صوت سمع في الرامة نوح بكاء مر راحيل تبكي على اولادها و تابى ان تتعزى عن اولادها لانهم ليسوا بموجودين) إرميا15:31

التحقق(حينئذ لما راى هيرودس ان المجوس سخروا به غضب جدا فارسل و قتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم و في كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل صوت سمع في الرامة نوح و بكاء و عويل كثير راحيل تبكي على اولادها و لا تريد ان تتعزى لانهم ليسوا بموجودين) متى16:2-17-18

6-الهروب الى مصر:

النبؤة(وحي من جهة مصر هوذا الرب راكب على سحابة سريعة و قادم الى مصر فترتجف اوثان مصر من وجهه و يذوب قلب مصر داخلها)اشعياء1:19

التحقق( و بعدما انصرفوا اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم و خذ الصبي و امه و اهرب الى مصر و كن هناك حتى اقول لك لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه* فقام و اخذ الصبي و امه ليلا و انصرف الى مصر) متى 13:2-14

رد مع اقتباس
قديم 21 - 12 - 2013, 07:51 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,737

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح

هناك ميلاد أزلي للمسيح من الآب وميلاد جسدي للمسيح في ملء الزمان.
وبنوة المسيح الأزلية هي من الناحية الأقنومية.
ولكن له بنوة أخرى من ناحية ناسوته وتجسده "ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعي" وبنوة المسيح الأقنومية قائمة بدون إنفصال.
هي أزلية أبدية.
أما بنوة المسيح الثانية فهي حادثة في الزمان عندما جاء ملء الزمان وأرسل الله ملاكه إلى مريم العذراء مبشراً بالتجسد.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 12 - 2013, 07:52 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,737

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح

الولادة الأزلية للمسيح
يقول بعض الناس أن الله لا يمكن أن يتزوج لينجب ونحن نقول معهم حاشا أن يتزوج الله وينجب.
فحينما نقول أن الابن مولود من الآب لا نقصد أبداً أي مفهوم جسدي، بل هي بنوة وولادة روحية.
يمكن تشبيهها بولادة شعاع النور من الشمس، أو ولادة الماء من نبع أو ولادة الفكر من العقل وهذا ما تقوله اللغة العربية..
فيقال أن هذا "من بنات أفكار فلان" أو أن فلان لم ينطق "ببنت شفة" فهل يتزوج العقل أو الشفة لينجبوا بنات؟! هذا ما يسمى ولادة إنتسابية، وكما نقول أن فلان ابن مصر فهل تزوجت مصر لتنجبه. هنا لا مجال للعلاقات الجسدية.
ونلاحظ في هذه الولادة من الآب فروق عن الولادة بالجسد:

1- الابن في البشرية متأخر في الزمان عن أبيه الذي أنجبه. ولكن هذا ليس للمسيح فنور الشمس موجود طالما كانت الشمس موجودة. وهكذا بالنسبة لابن الله.

2- الولادة بالجسد تعني إنفصال الابن المولود عن كلا الأب والام وطالما هناك انفصال فهناك تعدد أما المسيح الابن فهو لا ينفصل أبداً عن أبيه كما أن نور الشمس لا ينفصل عنها.


هنا الآب والابن واحد لذلك قال المسيح أنا في الآب والآب فيَّ (يو10:14) وقال "أنا والآب واحد" (يو30:10)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 12 - 2013, 07:53 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,737

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح

لماذا يستخدم الكتاب لقب الابن للمسيح

1- المسيح هو قوة الله وحكمة الله (1كو24:1) وهذه القوة والحكمة نابعة، خارجة كأنها مولودة من الله باستمرار منذ الأزل وإلى الأبد.
ولقب كلمة الله يشير لأنه لا إنفصال بين الآب والابن فهو كلمة خارجة بدون إنفصال، وليس كالبنوة الجسدية إذ حينما يولد الابن الجسدي ينفصل عن أبويه.
أما ابن الله فهو كلمة الله، هو في الآب، وخارج من الآب من دون إنفصال، وكيف ينفصل الله عن قوته أو عن حكمته.

2- تعبير الابن هو أقرب التعابير في اللغة لبيان العلاقة الوثيقة بين الله غير المنظور وبين المسيح الذي هو صورة الله غير المنظور (كو15:1).
والمسيح يقول من رآني فقد رأى الآب (يو9:14).
تعبير الابن هو أقرب تصوير بشري لعلاقة لا يُعَبَّر عنها بالكلام البشري لشرح أن الآب والابن واحد في الجوهر وأن الابن له كل ما للآب.
وأن الابن هو حكمة الله الخارجة من الله الآب لتخلق الكون وهو قوة الله الخارجة من الله الآب لتحفظ وتدير الكون.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 12 - 2013, 07:54 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,737

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح

إعلان الأناجيل عن ولادة المسيح

نظر الإنجيلي يوحنا الحبيب اللاهوتي إلى المسيح في أزليته وقبل تجسده. بينما أن متى ولوقا تحدثا عن ولادته بالجسد، بينما أن مرقس بدأ بيوحنا المعمدان كسابق للمسيح. ويوحنا بدأ بأزلية السيد المسيح لأن هدف إنجيله أن نؤمن بأن المسيح هو ابن الله (يو31:20).


بدأ يوحنا إنجيله وهو يرى المسيح ليس في طبيعة البشر بل في طبيعة الله، وليس منفرداً عن الله بل قائماً مع الله في صلة ذاتية كلية وأزلية. ليس إلهاً ثانياً بل واحداً مع الله الآب. رأى المسيح وهو اللوغوس أي عقل الله الناطق ونطق الله العاقل.


فهو الألف والياء، أليس هو كلمة الله أي كل الحروف وكل تشكيلات الأسماء والكلمات والمعاني والأفعال والتعبيرات التي خرجت وتخرج عن الله لتعبر عن الله وعن مشيئته وتعلنه لنا نحن البشر.

هنا يوحنا رأى الابن الكلمة قبل الزمن، وقبل كل خليقة، فالزمن والخليقة هما من أفعاله، فهو الذي صنع كل شئ، الخليقة المنظورة وغير المنظورة.

والكنيسة تقرأ الآيات (يو1:1-18) كل صباح في إنجيل باكر لتقدس اليوم كله بهذا البدء الأزلي وبنفس المفهوم تصلي الكنيسة هذه الآيات في صلاة مرور أسبوع على ميلاد طفل لتقدس حياته.


هي إعلان أن الله هو بدايتي وحياتي فأحذر أن يكون لي حياة أخرى سواه فتكون نهايتي حزينة. وهذه الآيات (يو1:1-18) لخصها بولس الرسول بقوله "الله ظهر في الجسد" (1تي16:3).

فبينما كان متى ولوقا مهتمين بإظهار تجسد المسيح وأنه ابن آدم وإبراهيم بالجسد . ويوحنا اراد أن يظهر أن المسيح كان موجوداً قبل أن يتجسد من العذراء مريم، وأنه كان كائناً قبل أن يتجسد، كان كائناً مع الآب، مولوداً منه منذ الأزل.


ويوحنا اللاهوتي عبَّر عن طبيعة المسيح الإلهية على قدر ما يمكن للغة الإنسانية أن تُعبِّر عن تلك الطبيعة التي هي فوق إدراك البشر.

وسنبدأ بولادة المسيح الأزلية (يو1:1-18) ثم يلي ذلك ولادة المسيح بالجسد من العذراء مريم (مت1:1-23:2+ لو1:1-38:3).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 12 - 2013, 07:55 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,737

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح

ميلاد السيد المسيح:

1- ولادة المسيح الأزلية من الله
المسيح الأزلي صار جسداً

آية (1): "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله."

هذه الآية تحمل طابع الإملاء الإلهي وليست من وضع بشر (ذهبي الفم/ أغسطينوس) وهذه الآية من 3 مقاطع يتكرر فيها اسم الكلمة وفعل كان الدال على الكينونة وليس على الزمن. والثلاث مقاطع في هذه الآية تحدثنا عن الابن الكلمة في أزليته وبمقارنتها بالآية (14) والكلمة صار جسداً وحل بيننا نجد مقابل لكل مقطع من المقاطع الثلاث ولكنها تشير لتجسده.

* في البدء كان الكلمة
- والكلمة كان عند الله
# وكان الكلمة الله
= كينونة أزلية دائمة
البدء يشير للأزل
كان = تشير للكينونة
= الكلمة حالُُ في الله لكن في تمايز. كل له عمله وشخصيته لكنهم واحد
= جوهر واحد مع الله أي في طبيعة الله.
* صار
- حل بيننا
# صار جسداً
= أي دخل الزمن في ملء الزمان
= حل وسط الناس
= صار في طبيعة الإنسان دون أن يترك طبيعته الإلهية.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 12 - 2013, 07:59 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,737

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح

قصة الميلاد لقداسة البابا المعظم الانبا شنودة الثالث

وكما ولد السيد المسيح في عالم مظلم. وأشرق عليه بنوره..
هكذا فليمنح الله الاستنارة للعالم الآن. ويرشده الي سواء السبيل.. ولد المسيح في ليلة باردة جداً من ليالي الشتاء. ووسط مجتمع شملته البرودة الروحية فترة طويلة من الزمن. بلا صلة بينه وبين الله. وبلا أنبياء. وبلا افتقاد إلهي. وبلا معونة من الروح. قال عنه المسيح فيما بعد:
"جيل فاسق وشرير يطلب آية ولا تُعطي له". جيل حارب المسيح وحارب معجزاته ووصاياه. لذلك قيل عنه إن "النور أضاء في الظلمة. والظلمة لم تدركه. إلي خاصته جاء. وخاصته لم تقبله":.
وعلي الرغم من ظلمة العصر. أحيط الميلاد المجيد بمجموعة من القديسين.
نذكر من بين هؤلاء القديسين زكرياالكاهن وزوجته اليصابات.وكيف بشرهما الملاك بميلاد ابنهما يوحنا المعمدان "وكان كلاهما بارين أمام الله.. سالكين في جميع وصايا الله بلا لوم". وإلي جوارهما وجد يوسف النجار وسمعان الشيخ. وحنة ابنة فنوئيل العابدة في الهيكل بأصوام وصلوات ليلاً ونهاراً.
ومع هؤلاء. عاشت القديسة العذراء أطهر امرأة في الوجود. التي استحقت أن روح الله يحل عليها. وقوة العلي تظللها. والتي بشرها بميلاد ابنها : الملاك جبرائيل. وكانت الوحيدة في العالم التي لدت ميلاداً بتولياً. بمعجزة لم تحدث من قبل. ولم تتكرر فيما بعد..
كل أولئك كانوا موجودين في عصر واحد. هو وقت ميلاد المسيح.
وجود أولئك القديسين في ذلك العصر المظلم يعطي رجاء بأن روح الله يعمل حتي في العصر الخاطي المبتعد عنه.
إن الفساد السائد في ذلك الزمن. لم يكن عقبة تمنع وجود اولئك الأبرار فيه. كما أن فساد سادوم من قبل. لم يمنع وجود رجل بار هو لوط. وفي كل جيل فاسد يستحق طوفاناً ليغرقه. لابد من وجود انسان بار مثل نوح ليشهد للرب فيه. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد..
وهكذا كان العصر الذي ولد فيه المسيح.
كان روح الله يعمل - وبخاصة وسط مختاريه - لكي يمنحهم حياة النصرة علي ذلك الجو. ولكي يقيمهم شهودا له. فاستحقوا أن يروا ملائكة . وأن يتسلموا رسالات إلهية.
يضاف اليهم الرعاة والمجوس الذين عاصروا الميلاد.
وكان كل أولئك القديسين من نوعيات متعددة
كانوا من نوعيات تختلف في السن. فمنهم سمعان الشيخ. وكان طاعناً جداً في السن. وزكريا واليصابات "وكان كلاهما متقدمين في ايامهما". وحنة ابنة فنوئيل. وكانت أرملة من نحو أربع وثمانين سنة. إلي جوار القديسة العذراء وهي شابة صغيرة. ويوحنا بن زكريا وهو طفل رضيع..
وكانت هذه المجموعة من الأبرار. متنوعة من جهة العمل.
كان منهم الكاهن مثل زكريا. والنجار مثل يوسف. وسمعان الشيخ كان من علماء الكتاب أو علماء اللاهوت. وكان المجوس من علماء الفلك. وإلي جوارهم مجموعة من الرعاة. وكانت اليصابات "ست بيت".
وحياة البر شملت الكل. بغض النظر عن السن أو نوع العمل
مما يدل علي أن الله للجميع. يدعو الكل إلي برّه. وإلي ملكوته.
وكان أولئك الأبرار متنوعين من جهة الحياة الزوجية:
كان زكريا واليصابات زوجين. وكان يوسف ومريم مخطوبين.
وكانت حنة ابنه فنوئيل أرملة. ولا شك أن سمعان الشيخ كان أرملاً.
والعذراء كانت بتولاً. ويوحنا بن زكريا صار بتولاً أيضاً.
وفي صورة واحدة. اجتمع المتزوجون والمترملون والمخطوبون والبتوليون. كلهم لهم نصيب في الرب. وكلهم لهم نصيب في حياة البر.
كذلك كان من بينهم الرجل والمرأة والطفل والكل فرحوا بميلاد المسيح. كما فرح الرعاة بذلك. وكما فرح المجوس.
وكان ميلاد السيد المسيح مناسبة فرح:
فرح الملائكة بميلاده. وانشدوا نشيدهم الخالد "المجد لله في الأعالي. وعلي الأرض السلام. وفي الناس المسرة".
ودَعوا الرعاة أيضا للاشتراك معهم في الفرح. لأنه فرح لجميع الشعب. والعذراء فرحت. وعائلة زكريا الكاهن فرحت. ومازال العالم يفرح إنه فرح ببدء عهد جديد. تظهر فيه مبادئ جديدة وقيم سامية عالية يقدمها السيد المسيح للعالم.. وظهرت في عظته الشهيرة علي الجبل. وفي سائر عظاته وتعاليمه. وفي ما أودعه في قلوب تلاميذه من تعليم.
علي أن هناك دروساً عميقة نتعلمها من قصة الميلاد. وما أحاطت بها من أحداث. وما نتعلمه أيضا من حياة السيد المسيح علي الأرض..
من الدروس الهامة التي نتعلمها من قصة الميلاد:
عدم الاهتمام بالمظاهر:
يظهر هذا جليا من ميلاد السيد المسيح في بلدة صغيرة تدعي بيت لحم. وفي مكان حقير هو مزود بقر. وفي يوم لم يعلن للناس مازالوا يختلفون في موعده.. كما يولد بدون احتفالات ارضية. كما يحدث لسائر الناس. استعاضت عنها السماء بحفل من الملائكة والجند السمائيين.
كما ولد من أسرة فقيرة. وفي رعاية رجل نجار. وقيل عن يوم ميلاده "لم يكن له موضع في البيت". وحتي الآن لا تزال صور الميلاد تبين المزود وما يحيط بالفراش القش من حيوانات.
وولد في يوم شديد البرد. لم يجد فيه أقمطة كافية ولا دفئاً..
كل ذلك نأخذ منه درسا روحيا. وهو أننا بالبعد عن المظاهر الخارجية ندخل في مشاعر الميلاد. بعيداً عن العظمة والترف.
فالعظمة الحقيقية ليست في المظاهر الخارجية من غني وملابس وزينة.. وباقي أمثال هذه الأمور التي فيها إعلان عن الذات.. إنما العظمة الحقيقية هي في القلب المنتصر المملوء من الفضائل.
فليبحث اذن كل شخص عن مظاهر العظمة الخارجية التي يقع في شهوتها ويسعي إليها. لكي يتجنبها.. إن أراد أن تكون للميلاد فاعلية في حياته..

من دروس الميلاد أيضا : الاتضاع
إن ميلاد السيد المسيح هو أكبر درس في الاتضاع. وقصة الميلاد بدون اتضاع. تفقد جوهرها.. سواء في ظروف الميلاد التي أخلي فيها ذاته من كل مجد عالمي. أو حياته حوالي ثلاثين عاماً وهي تكاد تكون مجهولة لكثيرين. علي الرغم مما حدث فيها من معجزات في فترة مجيئه لمصر..
واتضاع السيد المسيح. كان معه اتضاع امه العذراء أيضاَ.
فإن أردنا الاحتفال بالميلاد. فلنحتفل بالاتضاع فيه وفينا.
ولنبحث ما هي أعماق الاتضاع. وكيف تكون وكيف نحياها؟ وما هي الأمور التي تضاد الاتضاع في حياتنا لكي نتجنبها؟ لأنه ما الفائدة في أن ننظر إلي اتضاع السيد المسيح دون أن نتشبه باتضاعه علي قدر طاقتنا؟!
أليس أنه ترك لنا مثالاً. حتي كما سلك هو. نسلك نحن أيضا..!

من دروس الميلاد أيضا: البساطة
نلاحظ في قصة الميلاد أن السيد المسيح له المجد - لما بدأ رسالته - اختار له تلاميذ بسطاء. غالبيتهم من الصيادين. ولكنهم كانوا أبراراً ولهم قلوب مستعدة لحمل الرسالة.
كما أن بشارة الميلاد أُعلنت لجماعة من الرعاة البسطاء. ولكن كانت لهم بساطة الإيمان وعمقه. ولم تعلن هذه البشارة لكثيرين من القادة كالكتبة والفريسيين وكهنة اليهود وشيوخ الشعب.. فلماذا؟
ذلك لأن أسرار الرب. إنما تُعلن لقلوب بسيطة تفرح بها.
إن المجوس والرعاة كانوا بسطاء القلب. لما سمعوا ببشارة الميلاد. صدقوا وآمنوا وفرحوا. وذهب المجوس الي المزود وقدموا هداياهم..
أما الكبار فلم تكن قلوبهم مستعدة ولا بسيطة. مثال ذلك هيرودس الملك. الذي لما سمع الخبر "اضطرب وكل اورشليم معه". واستخدم الفحص والاستقصاء. وأيضا الحيلة والدهاء في كيف يقتل المولود!!

فهل أنت لك بساطة الإيمان. التي تستطيع بها أن تقبل أسرار الرب ومعجزاته؟

إن القديسة العذراء كانت لها بساطة القلب. فآمنت بما قيل لها من قِبل الرب عن طريق ملاكه. وصدقت أنها ستلد وهي عذراء. فكانت لها هذه البركة.. وكذلك يوسف النجار أيضاً آمن بأنها حبلي من الروح القدس..
والمجوس علي الرغم من أنهم كانوا حكماء وعلماء. إلا أنهم كانوا أيضاً بسطاء في قلوبهم. ولم يكن لهم مكر هيرودس الملك وخبثه. لذلك استحقوا هم أيضا أن يروا المسيح وينالوا بركته. وعلي الرغم من أنهم رأوه في مزود. إلا أنهم آمنوا وقدموا هداياهم.

وهنا نسأل : هل نحن نسلك ببساطة الإيمان. أم بتعقيد وشك؟
إن العالم المعاصر - للأسف الشديد - فيه الكثير من التعقيد باسم العلم! فكثيرون ينكرون المعجزات. وينكرون صحة الرؤي المقدسة. لذلك إذا ما حدثت أمامهم لا يصدقونها! بل بعضهم ينكر القيامة أيضا. وهكذا وجدت فجوة بين الدين. وبعض الفلاسفة والعلماء.
إننا نؤمن بالعلم. ولكننا لا نحب في الأمور الخاصة بالله ومعجزاته. أن نفقد بساطة القلب. فالبساطة كنز عظيم. من الخسارة أن نضيّعه.
والبساطة هي غير السذاجة. فمن الممكن أن تكون بسيطاً وحكيماً.
البساطة هي عدم التعقيد. وليست عدم التعقل. وهي تتمشي مع حياة الإيمان. وبها نقبل ما يقوله الله. دون أن نكون رقباء علي عجائبه.

وفي احتفالنا بالميلاد. نذكرالمبادئ السامية التي نادي بها المسيح:
ولعل في مقدمة ذلك : المحبة والسلام. جاء المسيح ينشر الحب بين الناس. وبين الناس والله. ويقدم الله للناس أباً محباً. يعاملهم لا كعبيد. بل كأبناء. ويصلون إليه قائلين "أبانا الذي في السماوات".وهم في الحرص علي محبته. يعملون بوصاياه. لا خوفاً من عقوبة. بل حباً للخير.
وهكذا قال السيد المسيح إن جميع الوصايا تتركز في وصية واحدة وهي المحبة "تحب الرب إلهك من كل قلبك. ومن كل فكرك. ومن كل قدرتك. وتحب قريبك كنفسك" بهذا تتعلق جميع الوصايا.

وإلي جوار المحبة. جاء المسيح أيضا ببشارة السلام:
سلام بين الناس. وسلام بين الانسان والله. وسلام في أعماق النفس من الداخل. سلام من الله يفوق كل عقل.
وعلّم بأن الصلح أفضل من تقديم القرابين. فقال : ¢إن قدمت قربانك علي المذبح. وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك. فاترك قربانك قدام المذبح. واذهب أولاً اصطلح مع أخيك".
وفي سبيل السلام بين الناس. دعتهم تعاليم المسيح أن يكونوا مقدمين بعضهم بعضاً في الكرامة.

إن العالم بميلاد المسيح قد بدأ عصراً جديداً. يتميز عن كل ما سبقه من عصور. وأصبح الميلاد المجيد فاصلاً بين زمنين متمايزين: ما قبل الميلاد. وما بعد الميلاد.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 12 - 2013, 08:03 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,737

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح

مِن حول الطفل يسوع في المذود

شاءت الحكمة الالهية ان يدخل الخالق الى كوكب الارض الذي خلقة، بهذه الصورة العجيبة التي لا تخطر على بال.. ووجدت المسرة ان يأتي القدير كطفل وليس كملاك، وكفقير وليس كغني، وفي ابسط الاشكال، ومن عائلة هامشية غير معتبرة وفي بلدة مجهولة ومحتقرة.. فقد اجتمعت كل العوامل غير المتوقعة، وكل الظروف الاكثر بساطة واحتقار من البشر.. وبينما يستلقي الخالق الذي لا تسعه السموات، في معلف بقر، ومن حوله امه مريم و"ابوه" يوسف، كانوا ينظرون اليه وهم لا يفهمون شيئا من الخطة الالهة..

وغريب حقا ان نكتشف ما كان يجول في خلد امه مريم، وفي عقل يوسف، وماذا فكرت الملائكة من فوقه.. وماذا فكر الملك هيرودس والكهنة والفريسيون واهل اورشليم.. وفوق الكل، ماذا فكر الخالق العلي القدير وهو ينفذ خطة تاريخية وهو ينظر الى الطفل يسوع... يا لها ما افكار سامية وعجيبة؟؟..

ان الكتاب المقدس يعلن ان لله افكار ومشاعر وعواطف، ومن الاهمية بمكان، التفكير ولو للحظات ماذا كان يفكر الرب في العلاء، عندما نفذ اول خطوة في الخطة الالهية، وهي ببساطة، الله يأتي في هيئة بشر، الخالق يتأنس ويتجسد ويتخفى. ويقول بولس ان الله اخلى نفسه اي فرغ ذاته من كل مجد واتى في ابسط صورة واكثر الاشكال احتقارا من خليقة يديه... وها هو يسوع الطفل مستلقيا في المذود، والله ينظر من العلاء... لا شك ان القدير اعترته نشوة وسرور وشعور من اللذة والمسرة والافتخار اذ يتأمل نفسه في هذه الصورة الجديدة... نتكلم بلغة انسانية وبتعابير بشرية.. واذ اخترق الرب عقول البشر السخيفة وكيف سيفكرون بخصوص هذا الطفل العجيب المولود ملكا..ابتسم الخالق اذ علم ان افكاره سامية، لا يقدر البشر المحدودون ان يدركوا سر التجسد.. الساكن في السموات يضحك، لان الخالق متجسد في وسط البشر وبين الناس، وهو لا يعلمون.. وقد اختار الله الطريقة الاكثر شرود عن اكتشاف حقيقة هذا الطفل.. كنا نتوقع ان يأتي الخالق بصورة اعجب واسمى واعقد واكثر ابهة وبهاء وعظمة وفخامة..

وماذا كانت تفكر الملائكة وهي تسبح الفضاء، جاهزة لخدمة وحراسة هذا الطفل العجيب، وهم يتسائلوا، أ لعل هذا كان الخالق والقدير بذاته، الذي من وجهه ارتعبوا واخفوا وجوههم، والان يظهر بكل بساطة وبهيئة لا تثير الرعب والذعر والهيبة؟. شعروا لاول مرة بشعور خاص نحو خالقهم، وهو مضجع في مغارة لا يعتبرها احد... لا شك ان الملائكة استغربوا وتعجبوا واندهشوا من اختيار خالقهم لهذه الصورة بالتحديد، ليظهر ذاته في واحد من ملايين الكواكب.. لم يخطر على بالهم ابدا، ان الله الذي كانوا قد تعهدوه كل الوقت، يمكن ان يظهر بهذا الشكل.. من اللامحدود الى المحدود، من الاكثر عظمة، الى الابسط، من الاكثر مجدا وكرامة الى الاكثر احتقارا والاقل اعتبارا... لا شك ان الملائكة تضاعف تعجبهم واكرامهم لخالقهم وسيدهم..

وماذا فكرت مريم ام يسوع في هذه اللحظات.؟؟ لا شك ان افكارا مزدوجة غزت قلبها، واعترتها مشاعر مختلطة .. من جهة علمت علم اليقين، ان امرا تاريخيا خاصا يحدث، وان هذا الطفل هو ليس كباقي الاطفال، بل طفل مميز بل هو المخلّص والقدوس.. ولا شك ان شعورا من الافتخار والفرح والابتهاج طاف وفاض في ارجاء جوارحها.. وشعرت بامتياز عظيم ميّزها الخالق باختيارها لتكون القناة والاناء الذي من خلالهما، دخل الخالق الى هذا العالم الصغير... كانت تراقب الطفل وهو نائم او باك او جائع، وهي مبتسمة من افكار الهية عجيبة.. ولكن في نفس الوقت شعرت بحزن وخوف وقليلا من الغضب، عندما انتبهت الى ان البشر لم يقدروا ان يعلموا مّن كان هذا الطفل.. بل اكثر من ذلك.. كانت مريم فتاة مراهقة غير متزوجة، ما زالت مخطوبة وها هي حبلت وولد طفلا في ابسط مكان.. ماذا كان سيفكر الناس من حولها؟ لا شك ان البشر الفنانون في القيل والقال واطلاق الاشاعت، لا شك انهم فكروا ان امرا غير طاهر كان يحدث، وبدأوا يفكرون عن عقاب التوراة وهو الرجم لفتاة غير شريفة.. وهي مخطوبة وُجدت حامل، وقد ولدت مختبئة في مغارة في بيت لحم المدينة المجهولة والمحتقرة.. وهنا وقفت مريم حائرة، ماذا كان ممكنا ان تجيب البشر من حولها؟ وكيف تتمكن من الدفاع عن نفسها؟ وكيف تقنعهم انها شريفة وطاهرة؟ وهل سيصدقون الادعاء المضحك، ان هذا الطفل هو الخالق القدير الذي كلّم موسى؟ وانها اي مريم قد حبلت بالروح القدس دون زرع رجل؟؟! مَن سيصدق هذا الكلام الهراء الذي لا معنى له؟؟ ..من المؤكد ان مريم بعد منتصف الليل، اعتادت ان تنفجر في البكاء، ويوسف كان يحاول جاهدا ان يهدئ من روعها... كان مريم قد استغربت من افكار القدير.. لماذا اختارها هي بالذات؟ وكيف ميّزها بهذا الامتياز العظيم؟، وفي نفس الوقت، كانت قد استغربت، لماذا اختار الله الحكيم هذه الطريقة المذلة لها، المثيرة للشكوك والاشاعات؟.. ان اختيار الرب لفتاة غير متزوجة ان تحمل وتلد طفلا ،كانت طريقة خصبة لتشجيع الناس على الاشاعات والتأكد من امور غير صحيحة... لا نقدر ان ندعي ان مريم لم تهتم ولم تأبه لكلام الناس.. من المؤكد انها علمت ان لله حكمة وقد خضعت لارادته مهما كان الثمن، وكان مستعدة ان تدفعه.. ولو كانت من عائلة غنية ميسورة ذات شأن اجتماعي، لتردد الناس في اتهامها بعلاقة غير شريفة.. ولكن كونها من عائلة فقيرة جدا، سرّع اطلاق الاشاعات واثباتها، والحكم على مريم، ولم يبق غير التنفيذ.. وغريب حقا ماذا كانت افكار ومشاعر مريم، خاصة عندما التقت عيناها باعين الناس من حولها، وباعين اهل الدين و"الحق والشريعة" الذي ادّعوا ان لهم ناموس، ويجب ان يطبّقوا قوانين الشريعة.. مع انهم، كما قال يسوع كالقبور الجميلة من خارج، واما من داخل فعظام نتنة...

وماذا فكر اهل اورشليم عندما سمعوا ان طفل بيت لحم هو مخلّصهم ومسيحهم؟.. ان اختيار الرب لهذه الطريقة ليأتي الى العالم، كانت ضربة وصفعة في صميم كبرياء الكهنة واهل الدين آنذاك... واما هم بكبرياءهم تساءلوا قائلين:" لو كان هذا هو المسيح الموعود، لولد في اورشليم المدينة العظيمة المقدسة، ولولد في الهيكل الفخم، وليس في مذود، ولولد من احدى بنات الكهنة او الفريسيين اصحاب الشأن والثروة.. حتى ولو كان حقا هو المسيح، لم يريدوه ولم يستطيعوا قبوله، مجرد لمجيئة بهذه الصورة، التي اعتبروها استفزازا لهم ومسّا في كبرياءهم... عثروا، لان الطريقة الالهية تنفس بالون تعجرفهم... وهكذا رفضوا المخلّص منذ المهد وهو ما زال طفلا، احتقروه.. نسوا ان نبيهم موسى العظيم، ولد ايضا في سفط على وجه النهر، وليس في قصر، وعندما وصل القصر، تنازل عنه وفضّل الصحراء..

والان ماذا نحن نفكر اليوم ازاء طفل المذود.؟ ربما نحب الاعياد والتزيين والحلويات والاحتفالات وباب نويل ، وفي نفس الوقت نخجل من طفل المذود.. وما هي العلامات التي تثبت ان الناس حتى المسيحيين، لا يقبلون الطريقة الالهية، ويحتقرون ولادة يسوع مخلّصهم وربهم في مذود بقر، ومن فتاة غير متزوجة ونهايته كانت الصليب... بشكل عام في الاماكن العامة والمجالس الاجتماعية، عندما يتحدث احد عن الانجيل، نريده ان يبقى صامتا ساكتا واخرسا.. يمكن للناس في مناسبات الافراح والاتراح، ان يتحدثوا عن اي موضوع سواء عن الاكل والتجارة والسفر والسياسة والعلوم والتقليد، ما عدا عن الخلاص بيسوع.. واذا لا بد ان نتحدث عن الدين، نحب ان نتحدث عن امور جميلة اخترعها البشر، من تقاليد ومباني دينية فخمة.. نريد ان نجمّل ونمكيج العقيدة المسيحية... لكن لا نفضّل ان نتحدث عن الانجيل كما هو بدون اضافة او نقصان.. ان الله لا يريد اية اضافة او حكمة بشرية.. كل افكاره كاملة ومتناسقة ولا حاجة الى تجميل او تزيين للايمان المسيحي... ولو تمسّك المسيحيون بالانجيل كما هو واثقين من الحكمة الربانية الكاملة ، وجاهروا به بكل جرأة وافتخار، لكانت اوضاع المسيحيين في العالم مختلفة تماما ولكانوا ليسوا ذنبا بل رأسا، كما وعد الرب لشعبه في سفر التثنية ص 28... اعلن الرسول بولس ان حكمة العالم جهالة عند الله، وما نحسبه "جهالة" في افكار الله، هو الحكمة في اسمى صورة ممكنة... لا يمكن لاحد ان يتناسى او يتجاهل ان الطفل يسوع غيّر التاريخ، بمجيئه في ابسط صورة، استطاع بمحبته واتضاعه، ان يهزم الامبراطورية الرومانية، وان يحطم الحكمة والفلسفة اليونانية، وان يلغي الدين السائد... ومنذ ان حاولت الكنيسة في التاريخ ان تجمّل وتزيّن المسيحية من خلال اضافات لها حكاية حكمة وتبدو جذابة، منذئذ، ضعفت المسيحية وهزلت مما زاد معاناة العالم المسيحي... ليتنا نعود الى المذود والى بيت لحم والى المسيحية الاصلية، عالمين ان ضعف الله اقوى من الناس، وجهالة الانجيل تقدر ان تغزو العالم من جديد... لا تحتاج المسيحية الى حكمة يونانية معقدة، ولا الى قوة وسلطة رومانية، ولا الى مظاهر دينية يهودية... ليت الكنيسة في هذا الايام تنفض الحكمة العالمية والقوة البشرية والتدين الاجتماعي، وتكتفي بالمذود والصليب وبكلمة الله الحية الفعّالة..

بقلم القس ميلاد يعقوب
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 12 - 2013, 05:12 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
nasser Male
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية nasser

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1213
تـاريخ التسجيـل : Apr 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 22,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

nasser غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح

موضوع رائع جدا
شكرا أخى رامز
ربنا يبارك حياتك وخدمتك
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 12 - 2013, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح

مشاركة جميلة جدا جدا موضوع مميز
ربنا يبارك تعب محبتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موضوع متكامل عن يسوع المسيح
" ميلاد الرب يسوع" موضوع متكامل
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر
موضوع متكامل عن ميلاد يسوع المسيح
موضوع متكامل عن قيامة يسوع المسيح والخماسين


الساعة الآن 03:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024