هل ورث الإنسان خطية آدم نفسها، أم ورث الطبيعة الفاسدة التي نتجت عن هذه الوصية؟ ادم و حواء ارتكبوا خطية، ما ذنبنا؟!!
الإجابة:
استطيع أن أقول: ورث كليهما..
انظر ماذا يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى رومية: "كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، وإذ أخطأ الجميع" (رو5: 12).
لاحظ عبارتي "دخلت الخطية إلى العالم"، "أخطأ الجميع".
ويقول أيضاً "..بخطية واحد مات الكثيرون" (رو5: 15) ويقول كذلك "بخطية للواحد قد ملك الموت" (رو5: 17) " بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة" (رو5: 18). وانظر بالأكثر إلى هذه العبارة الواضحة: " بمعصية الإنسان الواحد، جُعِلَ الكثيرون خطاة" (رو5: 19).
هنا لا يتكلم عن فساد الطبيعة البشرية، وإنما عن خطية الواحد، ومعصية الواحد، وعن خطية واحدة. وبسببها اجتاز الموت إلى جميع الناس.. أما عن الفساد فتعبر عنه عبارة "دخلت الخطية إلى العالم" (رو5: 12).
ولعلك تقول: وما ذنبنا نحن؟ فأجيبك بأمرين:
1 ـ لقد كنا في صلب آدم حينما جزء أخطأ.
فنحن لسنا غرباء، وإنما جزء منه.
وبنفس التفسير يتحدث بولس الرسول عن أفضلية الكهنوت الملكي صادقي على الكهنوت الهاروني بأن هارون " كان بعد في صلب أبيه حين استقبله ملكي صادق" (عب7: 10) (اقرأ مقالاً آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). كذلك حينما بارك ملكي صادق ابراهيم، كان هارون في صلبه وعندما دفع العشور لملكي صادق كان هارون في صلبه (عب7).
2 ـ عملية الفداء تحل مشكلة عبارة "ما ذنبنا نحن؟".
اذكر أيضاً قول داود النبي في المزمور الخمسين:
" لأني هأنذا بالإثم حبل بي، وبالخطية اشتهتني أمي" (مز50).
إن الزواج مكرم، وهو سر من أسرار الكنيسة. ولكن أمهاتنا ولدننا والخطية الأصلية فيهن..
وإلا، فإننا نسأل سؤالاً عقيدياً هاماً، وهو:
لماذا إذن نعمد الأطفال؟
لأنهم ورثوا الخطية الأصلية الجدية، وعاقبتها الموت..
والإنسان الكبير السن حينما ينال سر المعمودية، ينال غفران الخطية الجدية، التى ورثها عن جدية آدم وحواء. وأيضاً الخطايا الفعلية التى ارتكبها قبل المعمودية بسبب فساد طبيعته البشرية.