رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جَعَلُوا أَفْوَاهَهُمْ فِي السَمَاءِ، وَأَلسِنَتُهُمْ تَتَمَشَّى فِي الأَرْضِ [9]. إن كان التائبون يقولون مع الابن الأصغر: "أخطأت يا أبتاه إلى السماء وقدامك"، فإن الأشرار المتكبرين ينطقون ضد السماء. يظنون أنهم كائنات فائقة يمكنهم أن يقاوموا السماء والسمائيين، ويسلكوا في الأرض كما بألسنتهم، ما يقولونه يُنفذ تحت كل الظروف، يأمرون فيُطاعون. * "جعلوا أفواههم ضد السماء وألسنتهم تعبر فوق الأرض"... · إنه لا يفكر في أنه يمكن أن يموت فجأة وهو يتكلم، إنما يهدد كمن يعيش على الدوام. فكره يعبر فوق الضعف الأرضي، ولا يعرف ماهية نوعية الإناء الذي يلتحف به. إنه لا يعرف ما هو مكتوب في موضع آخر عن مثل هؤلاء البشر: "تخرج روحهم فيعودون إلى ترابهم، في ذلك اليوم تهلك كافة أفكارهم" (مز 146: 4). أما هؤلاء الناس إذ لا يفكرون في يومهم الأخير، يتكلمون في كبرياء، ويجعلون أفواههم في السماء، متجاوزين الأرض. لو أن لصًا لا يفكر في يومه الأخير، أي يوم محاكمته الأخيرة عندما يُرسل إلى السجن، لا يوجد من يكون رهيبًا أكثر منه، وكان يليق به أن يهرب . القديس أغسطينوس * "جعلوا أفواههم في السماء وألسنتهم تتمشى في الأرض" (مز 73: 9). نحن نعرف معنى جعلوا أفواههم في السماء (أو حرفيًا جهة السماء)، من الابن الأصغر أحد الابنين الذي عاد إلى أبيه، قائلًا: "أخطأتُ يا أبتاه إلى السماء وقدامك" (لو 15: 18). لكن الذين يظنون أن الحرية في الخطية، قد أُعطِيتْ لهم بواسطةِ حتمية المولد بشكل ما، إنما يجعلون أفواههم ضد السماء، ومثل هؤلاء لا يستبقون سماءً ولا أرضًا، إذ يعتقدون أن حياةَ الإنسانِ محكومةٌ بمسارِ النجوم، حسب ظنهم، فلا يتركون شيئًا للتدبير الإلهي . القديس أمبروسيوس |
|