|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فبعد أن شاهدنا وشهدنا على إقامة لعازر من بين الأموات ودخول الرّب يسوع إلى أورشليم ليُصلب ويقوم في اليوم الثالث كما سبق وتنبأ وقال لتلاميذه، ندخل مسيرة الجلجة مع الرّب في صلوات وخدم جمالها يفوق الوصف والتعبير. وفي الحقيقة هو عبور مع السيّد من الموت إلى الحياة، عبور من أورشليم الأرضيّة إلى أورشليم السماويّة، عبور أعلن فيها السيّد الظفر على الموت، كما سبق ورتلّنا في سبت لعازر وأحد الشعانين: "أيّها المسيح الإله، لمّا أقمت لعازر من بين الأموات قبل آلامك، حقّقت القيامة العامّة، لأجل ذلك ونحن كالأطفال نحمل علامات الغلبة والظفر، صارخين نحوك يا غالب الموت: أوصنّا في الأعالي، مباركٌ الآتي باسمِ الربّ". الموضوعُ المركزيُّ هُوَ الاستعداد الدائم لاستقبالِ المسيحِ، الّذي هُوَ العريسُ الحَتمِيُّ لِلبَشَرِيَّةِ جَمعاء. العِبَرُ والتّرانيمُ والحَوادِثُ المُستَقاةُ من الكتابِ المقدَّس، تُسلِّطُ الضَّوءَ على مظاهِرَ هامَّةٍ مِن تاريخِ الخلاص، وذٰلِكَ عن طريقِ استدعائِها إلى أذهانِنا الوَقائعَ الّتي استَبَقَتِ الآلام، وعن طريقِ إعلانِهِ حتمِيَّةَ المجيءِ وأهمّيَّتَه. *ملاحظة* القراءاتُ الكتابيّةُ الّتي تُتلى في صلواتِ المساءِ في الأسبوعِ العظيمِ مأخوذةٌ مِن سِفرَي الخروج وأيّوب. والسَّببُ في ذٰلكَ واضحٌ، ألا وهوَ أنَّ سِفرَ الخروج يَروي قصَّةَ العُبُورِ الّتي كانت رمزًا لِعُبُورِ الإنسانيَّةِ كُلِّها مِن عُبُوديّةِ الموت إلى الحياةِ الأبديّةِ، عَبرَ تضحيةِ المسيحِ بنفسِه، ثُمَّ قِيامتِه. أمّا في سِفرِ أيّوب، فَلَدَينا خبرةُ التّغلُّبِ على الموتِ بِواسطةِ الصَّبرِ والثّقةِ المطلَقَةِ بالله، من خلالِ قدّيسٍ نموذجِيٍّ لَم يَكُن منَ اليَهُود، تَقَبَّلَ الإعلانَ الإلٰهِيّ، وتمتّعَ برُؤيةِ الله، صائرًا صُورةً مسبَقَةً لآلامِ المسيحِ وقِيامَتِهِ، وَلِكَونِيَّةِ الخَلاص. |
|