في أنه يجب على الإنسان أن يحتمل جميع المشقات لأجل الحياة الأبدية
1 – المسيح: يا بني، لا تحطمنَّك الأتعاب التي باشرتها لأجلي، ولا تذهبن المضايق بعزمك تمامًا، بل ليقوك وعدي، ويعزك في كل ما يحدث لك.
إني قادرٌ أن أُكافئك، بما يفوق كل حدٍ وقياس.
إن زمن أتعابك هنا لن يطول، وتراكم الأوجاع عليك لن يدوم.
انتظر قليلًا، فترى عما قريبٍ نهاية مصائبك.
ستأتي ساعةٌ ينقطع فيها كل تعبٍ وقلق.
إنه لقليلٌ وزائل، كل ما يعبر مع الزمن.
2 – أتقن ما تعمل، واشتغل بأمانةٍ في كرمي، “فأكون أنا أجرك″ (تكوين 15: 1).
أكتب، واقرأ، ورنم، وتنهد، والزم الصمت، وصل، واحتمل المعاكسات ببأس: فإن الحياة الحياة الأبدية تستحق كل هذه الجهادات وأعظم منها.
سيأتي السلام في يومٍ يعلمه الرب، “فلا يكون نهارٌ ثم ليل″ (زكريا 14: 7)، كما في هذا الزمان، بل نورٌ دائمٌ وسنىً غير متناهٍ، وسلامٌ ثابتٌ، وراحةٌ راهنة.
وحينئذٍ لا تقول:”من ينقذني من جسد الموت هذا؟″ (رومانيين 7: 24). ولا تصرخ:”ويلي! فإن غربتي قد طالت″ (مزمور 119: 5)، ”لأن الموت سيباد″ (أشعيا 25: 8)، وخلاصك يتوطد، ولا يكون قلقٌ، بل فرحٌ وسعادة، ورفقةٌ عذبةٌ مجيدة.
3 – آه! لو كنت ترى، في السماء، أكاليل القديسين الخالدة، وكم يبتهج الآن في المجد، أُولئك الذين كان العالم يحتقرهم في الماضي، ويحسبهم غير أهلٍ حتى للحياة، إذن لكنت، ولا شك، تتضع حالًا حتى التراب، وتؤثر بالأولى أن تخضع للجميع، على أن تتقدم على واحدٍ فقط؛
ولما كنت تشتهي أيام سرورٍ في هذه الحياة، بل بالحري لكنت تفرح باحتمال المضايق من أجل الله، وتحتسب كأعظم ريح، أن تعد كلا شيءٍ بين الناس.
4 – آه! لو تذوقت هذه الحقائق، ولو نفذت هي إلى أعماق قلبك، إذن فكيف كنت تجسر على التشكي ولو مرةً واحدة؟
أليس من الواجب احتمال جميع المشقات، لأجل الحياة الأبدية؟
فإن خسران ملكوت الله أو ربحه ليس بالأمر اليسير.
فارفع إذن وجهك نحو السماء، فها أنا ذا وجميع قديسي معي: لقد جاهدوا في هذا الدهر جهادًا شديدًا، وها هم الآن يفرحون، الآن يتعزون، الآن يتنعمون بالطمأنينة، الآن يستريحون، وسوف يبقون معي إلى الأبد في ملكوت أبي.