العلامة أوريجينوس:
[هلموا لنرى ماذا تقول النبوة عنا: "يا رب عزي وحصني وملجأي في يوم الضيق، إليك تأتي الأمم من أطراف الأرض ويقولون: كاذبة هي الأصنام التي عبدها آباؤنا ولا يوجد فيها منفعة" [19]. جاءت الأمم من أطراف الأرض. كيف "من أطراف الأرض"؟ يوجد على الأرض أناس أولون ويوجد أيضًا أناس آخرون. فمن هم هؤلاء الأولون؟ أولون على الأرض وليسوا أولين على كل شيء؟ هم حكماء هذا العالم وأغنياؤه. ومن هم الآخرون؟ "واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود" (1 كو 1: 28). إذًا "تأتي الأمم من أطراف الأرض". كأنه يقول: إن تلك الأمم مكونة من الأدنياء والمزدرى بهم والجهال والناس الآخرين على الأرض.
"ويقولون: إنما كاذبة هي الأصنام التي عبدها آباؤنا ولا يوجد فيها منفعة": ليس أن يوجد أصنام صادقة عكس الأصنام الكاذبة المذكورة في الآية، إنما يقصد بها الأصنام عمومًا، التي بطبيعتها كاذبة ولا يوجد فيها منفعة].