منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 03 - 2023, 07:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,132

أيوب | إِنْ كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً


إِنْ كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً،
وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ،
وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ،
فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ [5].
يتطلع أيوب إلى حياته فيجد حتى عمره يحدده الله مقدمًا. فالله صاحب سلطان وقدرة يحدد عمر الإنسان باليوم والشهر، فلا يقدر أن يتعدى ما هو محدد له. يقول موسى النبي: "إحصاء أيامنا هكذا علمنا، فنُوتى قلب حكمة" (مز 90: 12).
الله هو الذي "يميت ويحي" (2 مل 5: 7)، لا يحدث شيء مصادفة، فحياة الإنسان معروفة لدى الله، وأيامه محددة لديه.
* "وقد عينت أجله (زمنه) فلا يتجاوزه" (14: 5). بالنسبة لكل البشر قد تعين ليس فقط بالسنوات والشهور، بل والأيام والساعات وذلك من جانب خالقنا. فقد "عين زمنًا"، وقد تحدد الزمن ولا يمكن تجاوزه مطلقًا.
ألا تعلمون أن كثيرين يخلصون من المرض المميت، بينما آخرون وهم في صحة جيدة يُختطفون فجأة من الحياة الزائلة؟ البعض يسقطون من أماكن عالية وينزلون في أمانٍ أصحاء، بينما آخرون وهم يمشون يختطفهم الموت في خطوة باطلة. مرة أخرى فإن البعض يخرجون من سفينتهم (أتناء غرقها) ويصعدون على لوحٍ خشبيٍ مجرد، فيصلون في صحة وأمان، بينما آخرون يجدون الموت قرب الميناء، تغرق سفينتهم هناك حيث لا يتوقع أحد أن يكون الموت نصيبهم، لكنه يتحقق بدعوة من الخالق.
الأب هيسيخيوس الأورشليمي
* أنا أعرف أن النفس البشرية روحية وليست جسدية، ممنوح لها العقل والتفكير، وهي ليست من جوهر الله، وإنما مخلوقة عن حياة الله التي وحدها حياة مطوّبة؛ وخالدة لأن شعورها يلزم أن يستمر على الدوام وتشكل مصدر سعادتها أو ويلها. حقًا إنها ليست مدينة لاحتجابها في الجسد إلى أعمالٍ مارستها قبل الجسد، لكنها في الإنسان ليست قط بلا خطية، حتى إن كانت حياتها يومًا واحدًا. من كل الذين يولدون من نسل آدم لا يولد إنسان ما بدون خطية. ومن الضروري حتى بالنسبة للأطفال أن يولدوا من جديد في المسيح بنعمة التجديد. أنا أعرف كل هذا بخصوص النفس .
* ليس من بين المولودين من نسل آدم إنسان وُلد بدون خطية, ومن الضروري حتى للأطفال الصغار أن يولدوا من جديد في المسيح بنعمة التجديد.
القديس چيروم
* بالنسبة لسرب خطايا النفس والإرادة الحرة، أية عظة يمكنها أن تعلن عنها؛ يقول: "من الداخل تخرج الأفكار الشريرة" (مر 7: 21؛ مت 15: 19). ويضيف قائمة بالأفكار التي تدنسنا.
فإن كانت شباك الخطايا منتشرة حولنا من كل جانب، خلال كل الحواس وحركات النفس الداخلية، من يقدر أن يفتخر بأن قلبه طاهر كما يقول الحكمة (أم 20: 9 LXX)؟ أو كما يشهد أيوب بذات الأمر: "من هو طاهر من وصمة؟" (أي 14: 4 LXX
الوصمة التي تلحق بنقاوة النفس هي اللذة الحسية التي تمتزج بالحياة البشرية بطرقٍ متنوعة خلال النفس والجسد، بالأفكار والحواس والحركات المتعمدة والتصرفات الجسدانية.
إذن من نفسه طاهرة من هذه الوصمة؟
كيف يوجد أحد غير مضروب بالخيلاء وغير مدوس تحت قدم الكبرياء؟
من لم يهتز قط بأيدٍ خاطئة، ومن لم تجرِ قدمه قط إلى الشر؟
من لم يفسد قط بتجوال عينيه نحو الفساد أو أذنيه غير المضبوطتين؟
من لم ينشغل قط في تذوقه بمتعة، ومن لم يتحرك قلبه قط بعواطف باطلة؟
القديس غريغوريوس النيسي
* "ليس أحد بلا وصمة، ولو كانت حياته يومًا واحدًا" (أي 14: 4). يئن داود قائلًا: "بالآثام حُبل بي، وفي الخطايا ولدتني أمي" (مز 51: 5). أيضًا يعلن الرسول: "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه" (رو 3: 23-25). لذلك يُمنح غفران الخطايا للذين يؤمنون، إذ قال الرب نفسه: "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يُسفك من أجل كثيرين، لمغفرة الخطايا" (مت 26: 28).
القديس باسيليوس الكبير
يستخدم العلامة أوريجينوس هذه العبارة لتأكيد ضرورة تعميد الأطفال، إذ ليس أحد بلا دنس ولو كانت حياته يومًا واحدًا.
* يًعمد الأطفال الصغار لمغفرة الخطايا (أع 2: 38). خطايا من هذه؟ متى صنعوا الخطايا؛ أو كيف يمكن شرح الغسل الخاص بالمعمودية أن يُمارس في حالة الأطفال الصغار إلا بحسب التفسير الذي تحدثنا عنه منذ قليل؟ "ليس أحد طاهرًا من دنس، ولو كانت حياته على الأرض يومًا واحدًا" (أي 14: 4-5). يُستبعد دنس الميلاد خلال سرّ العماد. لهذا حتى الأطفال الصغار يُعمدون. فإنه إن لم يُولد الإنسان مرة أخرى من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت السماوات.
* كل إنسانٍ يدخل هذا العالم يُقال عنه إنه يحمل فسادًا معينًا. هذا أيضًا يقوله الكتاب المقدس: "ليس أحد طاهرًا من دنس (قذر)، وإن كانت حياته يومًا واحدًا فقط" (أي 14: 4-5). وذلك في الحقيقة يُحدث في رحم (أي 3: 11) أمه، وقد أخذ جسدًا من أصل البذار الوالدية، فيقال عنه أنه "فسد في أبيه وأمه" (راجع لا 21: 11). ألا تعلمون أنه عندما يبلغ الطفل الذكر أربعين يومًا يُقدم على المذبح لكي يتطهر (لا 12: 2) إلخ.، كما لو كان قد تدنس في الحبل به بالبذار الوالدية أو رحم والدته؟ لهذا فكل إنسان "تدنس في أبيه وأمه" (لا 21: 12).
إنما يسوع وحده ربي جاء إلى العالم طاهرًا في ميلاده هذا ولم يتدنس في أمه، لأنه دخل إلى جسم غير مدنس. إذ هو ذاك الذي قال منذ زمن طويل بسليمان: "كنت صالحًا فأتيت في جسد غير مدنس" (حك 8: 20).
العلامة أوريجينوس
* ليس أحد طاهرًا من خطية حتى وإن عاش يومًا واحدًا. حيث أن الرسل والقديسين لم يجسروا أن يقولوا: نحن قديسون. ولا تجاسروا بالقول: "أنا أُسر" بل "أنا سأسر". يعد النبي بخصوص المستقبل ويعترف بأنه لم يفعل ذلك في الماضي: "سأسر الرب". أين أسر الرب "في أرض الأحياء" (مز 116: 9). هذه الأرض هي أرض الأموات، الأرض الأخرى هي أرض الأحياء.
* امسكوا بقدمي المخلص. اغسلوهما بدموعكم، وجففوهما بشعركم. عندما تفعلون هذا تبلغون إلى رأسه. عندما تنزلون في ينبوع الحياة مع المخلص، حينئذ تتعلمون أن تسكبوا الدهن على رأس المخلص. إن كان المسيح هو رأس كل رجل (اكو 11: 3)، يلزم أن يُمسح رأسكم، وبعد عمادكم تمسحون .
القديس جيروم
* "بالآثام حبل بي" (مز 6:51). هل وُلد داود من زنا، بكونه وُلد من يسى (1 صم 18:16)، الرجل البار وزوجته؟ ما الذي يقوله عن نفسه إلا تلك الآثام التي جاءت من آدم؟ حتى رباط الموت قد غُرست في النفس مع الإثم ذاته؟
فإنه ليس إنسان وُلد دون أن تُجلب معه العقوبة، يُجلب معه الاستحقاق للعقوبة.
يقول نبي في موضع آخر: "ليس أحد طاهرًا في عينيك، ولو كان طفلًا، حياته يومًا واحدًا على الأرض" (أي 5:14 LXX )
القديس أغسطينوس
* الذين يريدون أن يقدموا عذرًا لخطاياهم يدعون بأنه لا يوجد أحد بلا خطية. إنهم يلجأون إلى شهادة سفر أيوب حيث يقول: "ليس أحد طاهرًا من قذر، وإن كانت حياته على الأرض يومًا واحدًا. عدد أشهره يُمكن إحصائها" (أي 14: 4-5 LXX).
إنهم فقط ينطقون بهذه العبارة ويجهلون معناها تمامًا. إننا نجيبهم في اختصار. لكي يكون الإنسان بلا خطية هذا له معنيان في الكتاب المقدس. معني أن الإنسان لم يخطئ قط، والثاني أنه يكف عن ارتكاب الخطية.
فإن قالوا هذه العبارة: "بلا خطية" تعني أنه لا يوجد أحد لم يخطئ قط فإننا نوافقهم، إذ لا يوجد أحد بدون خطية. كلنا أخطأنا في وقت ما حتى وإن صرنا فضلاء بعد ذلك.
ولكن إن أخذوا النص بمعنى أنهم ينكرون أن الشخص بعدما يخطئ يمكنه أن يمارس الفضائل ولن يعود بعد إلى الخطية، فرأيهم هذا خطأ. إذ يمكن أن يحدث أن إنسانًا كان قبلًا يخطئ يتوقف عن خطأه وُيقال عنه أنه "بلا خطية".
ربنا يسوع المسيح "أحضر لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها" (أف 5: 27)، ليس لأن أعضاء الكنيسة لم يكن بهم دنس قط، وإنما لأنهم مؤخرًا تحرروا من الدنس. يضيف الكتاب: "ولا غضن"، ليس لأن أعضاء الكنيسة لم يكن فيهم غضن الإنسان القديم (أف 4: 22؛ كو 3: 9) في أيّ وقت، وإنما لأنهم كفوا عن أن يكونوا هكذا .
العلامة أوريجينوس
* هذه أيضًا يمكن أن تؤخذ بخصوص الروح، فإننا أحيانًا نحاول أن نتقدم في بلوغ مكاسب في الفضيلة وبعض المواهب المقدمة لنا، لكننا نُمنع من بعضها... فإنه لا يوجد إنسان يبلغ إلى الدرجة التي يشتهيها، إنما الله القدير الذي يميز ما بداخلنا يضع حدودًا للمكاسب الروحية ذاتها. هكذا بالأمور التي يحاول الإنسان أن يسود عليها ويعجز عن ذلك، لا يعود يفتخر حتى بالأمور التي في سلطانه.
هذا هو السبب الذي لأجله الكارز العظيم الذي حُمل إلى السماء الثالثة واخترق أسوار الفردوس (2 كو 12) بعد نواله هذا الإعلان لم يُعطَ له سلطان ليستريح، وأن يكون بدون تجربة، إنما لأن الله القدير "عيَّن للإنسان حدوده فلا يتجاوزها"، رفعه ليدرك أمورًا علوية، ثم عاد فنزل به ليخضع لضعفاتٍ. هذا حدث لكي لا يتكبر بذاته، بل يلتزم بالتواضع، فيلزم حدوده، وبعد تطلعه إلى قياس حدوده يسعى أن يكون في أمان.
البابا غريغوريوس (الكبير)
جاءت الترجمة السبعينية: "ليس إنسان طاهرًا من وصمة (قذر)". ويعلق العلامة أوريجينوس على ذلك بالقول بأن العبارة لم تقل: "ليس إنسان طاهرًا من خطية" وإنما "من قذرٍ". [فكل نفس ارتدت الجسم البشري لها قذارتها، أما يسوع فقد قبل ذلك بإرادته إذ أخذ الجسم البشري من أجل خلاصنا (إذ حمل فيه وصماتنا). [لتصغ إلى زكريا النبي؛ إنه يقول: "وكان يشوع لابسًا ثيابًا قذرة" (زك 3: 3). يقول زكريا هذا لكي يرد على الذين ينكرون أن ربنا أخذ له جسدًا حقيقيًا، ويدعون أن جسده من مادة سماوية روحية.
يعلق العلامة أوريجينوس على هذه العبارة بأنه ليس أحد من القديسين يقيم احتفالًا بعيد ميلاده. على العكس نجد في العهد القديم فرعون أقام احتفالًا بمولده، وفي الوليمة قتل رئيس الخبازين وعلقه (تك 40: 20-22)، وهيرودس صنع وليمة يوم ميلاده وقطع رأس القديس يوحنا المعمدان.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | إِنْ كَانَتْ أَرْضِي قَدْ صَرَخَتْ عَلَيَّ
«إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي ٱلرُّوح»
«إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي ٱلرُّوح»
فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ مَا فِي الْمَسِيحِ. إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ
إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ. إِنْ كَانَتْ أَحْشَاءٌ وَرَأْفَةٌ


الساعة الآن 10:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024