إذا كنت لا تستطيع أن تغفر للآخرين وتتحملَ إساءتهم بسبب سلطان الخطيئة فيك، تكون بحاجة إلى قوة تساعدك، وهذه القوة لا يمنحها إلاّ الله، والواقع أن القدرة على الغفران لا تدخل في ملكات النفس الطبيعية، لذلك يحتاجُ المرء إلى قوةٍ من السماء حتى يقهر في داخلهِ روح النقمةِ والانتقام ويمتلئ بروح النعمة والغفران، حيث أن الله وحده القادر أن يغفر للمُخطئ إليه، لأن طبيعة الله تكمن في الحب والرحمة والغفران كما ورد في نص الوصايا العشر "وأَصنَعُ رَحمَةً إِلى أُلوفٍ مِن مُحِّبيَّ وحافِظي وَصاياي" (خروج 20: 5) وقيل ايضا "إِلهٌ غَفورٌ حَنونٌ رَحيم طَويلُ الأَناةِ كَثيرُ الرَّحمَة" (نحميا 9: 17)؛ أمَّا طبيعتنا فهي الغضب والانتقام كما وصف موسى شعبه "شَعبٌ قاسي الرِّقاب" (خروج 34: 9). لذلك الله وحدهُ هو الذي يمنحنا القوة حتى نغفر، وننسى الإساءة أيضاً، وهذه المرحلة يسميها الكاتب لويس سميدس مرحلة " إجراء جراحة روحية" في الذاكرة.