رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس هو رسول الربُّ أرسله وما انتظر أن يُرسَل من لدن البشر. قال إلى أهل غلاطية وإلى الذين: »أنا رسول، لا من الناس، ولا بدعوة من إنسان، بل بدعوة من يسوع المسيح والله الآب الذي أقامه من بين الأموات« (1: 1). وتذكَّر بولس ما رووا أمامه من كلام الربّ: »كما أرسلني الآب. كذلك أنا أرسلكم« (يو 20: 21). هو مُرسَل كما يسوع مرسل. يا للفخر، يا للشرف، يا للعظمة! وفي الوقت عينه، يا للمسؤوليَّة! وسوف يقول لأهل كورنتوس: »نحن سفراء المسيح«. السفير هو من ترسله بلاده لكي يمثِّلها، لكي يدافعه عن مصالحها. يسوع هو سفير الآب. وبولس هو سفير يسوع المسيح. يسوع أخبرنا عن الآب، وبولس يخبرنا عن الابن، يحمل الإنجيل بفمه، بقلبه، بكلِّ حياته. ولكنَّ هذا الرسول يعرف ضعفه، وأنَّه يحمل الكنز الذي سُلِّم إليه في إناء من خزف، من فخّار. يمكن أن ينكسر هذا الإناء. ولكنَّ بولس لا يخاف. فالقوَّة هي من الله، لا منّا. المهمُّ يقول بولس أنَّنا »وكلاء أسرار الله«. هو الوكيل، لا الأصيل. الأصيل هو يسوع المسيح. أمّا الرسول فهو »الوكيل«، وما يُطلَب من الوكيل هو أن يكون »أمينًا«. فالأمانة هي صفة الرسول الأساسيَّة، لأنَّه لا يعظ بنفسه، بل يعظ »بيسوع المسيح ربٌّا« (2 كو 4: 5). ويواصل، »نحن خدَمٌ لكم من أجل المسيح«. هذه بعض ملامح بولس الذي دعوناه عبد المسيح ورسوله. لو لم يكن كذلك، لكان ضاع اسمه بين الأسماء العديدة في العالم، ولكان غاب شخصه. أمّا حين قبل أن يكون كما دعاه الربّ، فهو حيٌّ اليوم مع المسيح الحيّ، وهو مبشِّر الآن مع المسيح المبشِّر. صار مسيحًا آخر. لهذا نفرح إن نسمع له لأنَّ صوته صوت المسيح وكلامه كلام المسيح. فيا ليتنا نأخذ معه ما أخذ من المسيح، ونتعلَّم معه ما تعلَّم من المسيح! |
|