رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الَّذِي لَهُ الْبَحْرُ وَهُوَ صَنَعَهُ، وَيَدَاهُ سَبَكَتَا الْيَابِسَةَ [5]. هذا الموكب العجيب يتحرك على الدوام لينعم باللقاء مع المخلص وجهًا لوجهٍ. إنه ليس بالموكب المنظور، ولا يرتبط بمكانٍ معينٍ. إن وجد الإنسان في البحر أو على اليابسة، فكلاهما من صنع الخالق. تهليلنا لا يرتبط بالمكان، بل بخالقه. ليعج البحر بكل أمواجه، وليثر عدو الخير، لوياثان، التنين العظيم، علينا، فإن مسيحنا يأمر الرياح والأمواج فتطيعه. * ما قد قلته الآن عن الغضب خذه كقاعدة في كل تجاربك. التجربة تهجم، إنها ريح، إنك تضطرب، إنها موجة. إذن أيقظ المسيح. دعه يتكلم فيك، أيا كان هذا، "فإن الريح والبحر جميعًا تطيعه" (مت 8: 27). من هو هذا الذي يطيعه البحر؟ "الذي له البحر وهو صنعه" (مز 95: 5). "وبه كان كل شيء" (يو 1: 3). إذن فلنتشبه بالرياح وأيضًا البحر، أطع الخالق. أصغى البحر لأمر المسيح وأنت ألا تسمع؟ البحر سمع والريح هدأت، وأنت ألا تهدأ بعد؟ ماذا! إنني أقول وأصنع وأنصح، ما هذا كله إلا عدم الهدوء وعدم الرغبة في طاعة كلمة المسيح؟ لا تدع الأمواج تسيطر على اضطرابك القلبي هذا. مع أننا لسنا إلا بشر فإننا لا نيأس متى دفعتنا الريح وثارت عواصف أرواحنا، لنوقِظ المسيح حتى نبحر في بحر هادئ ونصل إلى موطننا . القديس أغسطينوس |
|