رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ، وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي [11]. إن كانت الخطية تفقدنا الالتقاء مع الله والشركة معه، فإن روح الله القدوس المُبكِّت على خطية والواهب المغفرة يردّنا إليه. * يعتبر العبد صرف وجه سيده عنه خسارة عظيمة، وكذلك الابن إذا ما ولَّى أبوه نظره عنه، وأيضًا الجندي إذا أقصاه الملك عن طلعته. أما إذا طرح الله الإنسان عن نظره فيكون ذلك له هلاكًا وإبادة، لأن الله هو سيدنا وأبونا وملكنا وخالقنا، وهو علة وجودنا وخلاصنا وصلاح كياننا... صرْف وجهه عنه ينزع عنه الروح القدس... الروح القدس هو هبة الله، كما نفخ ربنا في رسله القديسين، وقال لهم: اقبلوا الروح القدس، وبه أعطاهم حل خطايا البشر وربطها. الأب أنثيموس الأورشليمي * سأل المزمور مجيء الروح القدس، ووعد الإنجيل بمجيئه (يو 16: 13)، وروى لنا سفر الأعمال عن حقيقة حلوله... وُجد توسل في المزمور، ووعد في الإنجيل، وتحقيق للوعد في الأعمال. الأب قيصريوس أسقف آرل * قبلما صار الكلمة إنسانًا منح القديسين الروح بكونه روحه، وأيضًا قال لتلاميذه: "اقبلوا الروح القدس" (يو 20: 22). لقد أعطى الروح لموسى والسبعين الآخرين، كما صلى داود خلال الكلمة طالبًا من الآب: "روحك القدوس لا تنزعه مني". ومن جانب آخر، إذ صار إنسانًا قال: "أرسل لكم الباراكليت، روح الحق"، وقد أرسله كلمة الله بكونه أمينًا (في وعده). القديس أثناسيوس الرسولي * يُظهر الرب أن الشعب النقي القلب هو مطوَّب. إنهم هؤلاء الذين إذ يعيشون بالإيمان بالله بذهنٍ نقيٍ وضميرٍ بلا غضنٍ، يرجون الحق في رؤية إله المجد في الملكوت السماوي العتيد. وكما يقول الرسول إنه ليس في مرآة في لغز، لكن وجهًا لوجه (أنظر 1 كو 13: 12). الأب خروماتيوس إن كنا قد نلنا الميلاد الجديد في مياه المعمودية، فصار لنا في أحشائنا القلب الجديد والروح المستقيم، لكننا نحتاج إلى تجديد يومي مستمر بالتوبة الدائمة وعمل الروح القدس فينا في استحقاقات الدم. يرى القديس أغسطينوس أن أصحاب القلب النقي يشعرون بخطاياهم، ويقدمون عنها توبة دائمة، أما المنحرفون، فيظنون في أنفسهم أنهم أبرار، وإن سقطوا في ضيقة يلومون الله. بالقلب النقي والروح المستقيم الذي في داخلنا نرى الله مخلصًا، فنرتمي دومًا عند قدميه، طالبين غفران خطايانا، وينسحب قلبنا إلى أحضانه، لنجد فيها ميراثنا الأبدي. نرى في إخوتنا صورة الله، فنقدّرهم. وإن سقط أحدهم، مهما بلغت سقطته، لا نيأس من خلاصه، بل نصلي لأجله، ونقدم له أعمال محبة تجتذبه نحو العريس السماوي نفسه! هذا هو عمل الروح القدس فينا: يبكتنا على خطايانا، ويلهب قلبنا بالحب نحو الله والناس. |
|