رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة المرأتين اللتين فاقتا القديس مقاريوس + [طلب أبونا القديس أن يُعرِّفه الرب مَنْ يضاهيه في سيرته، فجاءه صوت من السماء قائلاً: ”تضاهي امرأتين هما في المدينة الفلانية().“ فلما سمع هذا تناول عصاه الجريد ومضى إلى المدينة. فلما تقصّى عنهما وصادف منزلهما، قرع الباب فخرجت واحدة وفتحت له الباب. فلما نظرت الشيخ ألقت ذاتها على الأرض ساجدة له دون أن تعلم من هو، إذ أن المرأتين كانتا تريان زوجيهما يحبان الغرباء. ولما عرفت الأخرى، وضعت ابنها على الأرض وجاءت فسجدت له، وقدمت له ماء ليغسل رجليه، كما قدمت له مائدة ليأكل. فأجاب القديس قائلاً لهما: ”ما أدعكما تغسلان لي رجلي بماء، ولا آكل لكما خبزاً، إلا بعد أن تكشفا لي تدبيركما مع الله كيف هو، لأني مرسل من الله إليكما.“ فقالتا له: ”مَنْ أنت يا أبانا؟“ فقال لهما: ”أنا مقارة الساكن في برية الأسقيط.“ فلما سمعتا ارتعدتا وسقطتا على وجهيهما أمامه باكيتان. فأنهضهما، فقالتا له: ”أي عمل تطلب منا نحن الخاطئتين أيها القديس؟!“ فقال لهما: ”من أجل الله تعبت وجئت إليكما، فلا تكتُما عني منفعة نفسي.“ فأجابتا قائلتين: ”نحن في الجنس غريبتان إحدانا عن الأخرى،(*) ولكننا تزوجنا أخوين حسب الجسد، وقد طلبنا منهما أن نمضي ونسكن في بيت الراهبات ونخدم الله بالصلاة والصوم، فلم يسمحا لنا بهذا الأمر. فجعلنا لأنفسنا حدًّا أن تسلك إحدانا مع الأخرى بكمال المحبة الإلهية. وها نحن حافظتان نفسينا بصوم دائم إلى المساء وصلاة لا تنقطع. وقد ولدت كل واحدة منا ولداً. فمتى نظرت إحدانا ابن أختها يبكي، تأخذه وترضعه كأنه ابنها. هكذا تعمل كلتانا. ورَجُلانا راعيا ماعز وغنم، يأتيان من المساء إلى المساء إلينا كل يوم، فنقبلهما مثل يعقوب ويوحنا ابني زبدي، كأخوَيْن قديسَيْن. ونحن مسكينتان بائستان، وهما دائبان على الصدقة الدائمة ورحمة الغرباء. ولم نسمح لأنفسنا أن تخرج من فم الواحدة منا كلمة عالمية البتة، بل خطابنا وفعلنا مثل قاطني جبال البرية.“ فلما سمع هذا منهما، خرج من عندهما، وهو يقرع صدره ويلطم وجهه، قائلاً: ”ويلي ويلي، ولا مثل هاتين العالميتين لي محبة لقريبي.“ وانتفع منهما كثيراً.] |
|