رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلام المسيح... اليوم نواصل رحلتنا عبر الزمن نلف فيها أماكن ونلتقى بشخصيات واليوم لقائنا مع {داود النبى}.. *اليوم يا أصدقاء لقائنا خاص جدا مع مرنم إسرائيل الحلو... *ما أجمله هو جميل الطلعة أشقر الشعر مع حلاوة العينين.... خبرنا يا أبانا البار داود ما معنى اسمك؟؟؟ *أنا داود يا أولادى وإسمى هو إسم عبرى معناه {محبوب}... وأنا إبن يسى Jesse وثانى ملوك بنى إسرائيل. ويُطلق على أيضاً{مرنم إسرائيل الحلو{1صم31:16}. *كان جلوسى على العرش أساساً بسبب جرائم أعدائى وتدمير كل واحد منهم للأخر.... *كما حدث مثلاً على سبيل المثال فى جريمة قتل إيشبوشت وما تلاها من قتل أبنير وبعنة، وركاب {2صم 8:3} {8:4}.... *لقد شغلت حيزاً كبيراً جداً من العهد القديم فعلى الرغم من خطاياى ، وسقطاتى، إلا أننى أبرز عملاقاً كواحد من ذوى العقول الراجحة، وكرجل دولة بعيد النظر، وكمفكر موهوب وشاعر، وجندى جبار بأس، وذو شخصية جذابة، ورجل ذو صبر لا ينفذ، وكرجل ولد مختارا ليكون ملكاً ومسيحاً للرب.... *وورد إسمى حوالى 1120مرة فى الكتاب المقدس وقد أعد أعظم شخصية ترمز للمسيح له المجد .. *وتحت إسمى يتم الحديث عن المسيا كالشخص الذى تتم فيه كل المواعيد... *كما أن أننى الملك الوحيد الذى ولد فى بيت لحم، مسقط رأس الرب يسوع. ( وأدعى داود مسيح الرب)2صم 21:19). *وقد مسحت لأكون ملكاً ثلاث مرات. + مسحنى صموئيل على إنفراد. + مُسحت من قبل سبط يهوذا. + ثم مسحت من قبل سبط إسرائيل كله. *كنت أبلغ من العمر 30سنة، عندما بدأت أملك... * وملكت 40 سنة، منها 7 سنوات على يهوذا، و33سنة على يهوذا، وعلى كل إسرائيل. * لقد إرتكبت أخطاء سياسية وأخلاقية، ولكن تواضعى فى كل الأوقات جعلنى قوياً بالدرجة الكافية لأن أخضع نفسى ليد الله، ولكن التواضع كان مبنياً على ما يتسم به موقفى الروحى تجاه الله. .. *والذى ظهر فى مزاميرى كما كنت أكثر من أى ملك آخر، حلقة الوصل بين الله وشعبه. *حقا يا أبانا {إن السمة المميزة لك كملك أنك عرفت طريق الولاء العميق لله،وإعتبرت نفسك مجرد حاكم بشرى مؤقت}. ل*م يسمع العهد القديم لأى إنسان أفكاره الداخلية وحياته أمام الأخرين، بالقدر الذى سجلته أنت فإن حياتك تظهر فى ال77مزموراً الرائعة التى تنسب لك.. *نعم يا أولادى فالله قد جعلنى شاعر ملهم للعواطف الدينية، كانت لى دائماً أسمى رؤية فيما يتعلّق بمنصبى الملكى وحتى فى نجاحى الباهر، ولم أنسى أننى قد دعيت لأحكم فقط كعبد للرب.... *كما توجد عدة طرق يمكن بها أن تتعرفوا على سجل أعظم ملك شهدته إسرائيل كحاكم موهوب يتسم بالقدرة على التنظيم، فقد عمل على تطوير مملكته من الداخل وجعلها تمتد إلى الخارج، وذلك بالتغلب على جيرانه الذين يتميزون بالحقد، ثم كشف عن حكمته السياسية بغزو أورشليم وإختيارها عاصمة له.... *وكنت أمتلك أيضاً مواهب شعرية وموسيقية. وكموسيقار إستطعت أن أهدئ الملك شاول عندما حلت به حالة إكتئاب شديدة .... **أخبرنا عن عائلتك يا أبانا** *{عائلتى}.. أنا داود ابن يسى. وأبى يسى كان رجلاً تقياً، ينسج السجاد الذى يفرشون به بيت الله، وكان يملك قطعة أرض صغيرة، كما كان يملك بعض الأغنام القليلة التى كنت أرعاها له... * لم يكن أبى يسى غنياً ويظهر هذا من بساطة الهدية التى أرسلها لأخوتى عندما كانوا يحاربون جليات الجبار، ومن قول أخوتى عن أغنامنا إنها «غنيمات قليلة»... *ولم يذكر الكتاب شيئا عن أمى ، غير أننى ذكرتها فى المزامير مرتين، فقلت فى {مز ٨٦: ١٦}«أَعْطِ عَبْدَكَ قُوَّتَكَ وَخَلِّصِ ٱبْنَ أَمَتِكَ». *وفى المزمور المئة والسادس عشر قلت «يَا رَبُّ. إَنِّى عَبْدُكَ. ٱبْنُ أَمَتِكَ»{مزمور ١١٦: ١٦} ... وفى هاتين الآيتين وصفت أمى بأنها «أَمَة الرب» كما قالت مريم العذراء عن نفسها إنها «أَمَة الرب» بمعنى خادمة الرب {لو١: ٣٨}.. *وكان لى سبعة إخوة وأختان، وكنت أصغر إخوتى الأولاد فكنت قريباً فى العمر من أولاد أختى التى كان إسمها «صروية» فأخذت من أولاد أختى مساعدين لى فيما بعد فى المملكة. *وقد كان إيمان أسرتنا ذا تأثير كبير على حياتى لقد أرضعتنى أمى الإيمان والحب للرب، وهكذا كل أم مؤمنة تكون بركة لنفسها ولكل أولادها، لأن الأم التقية تُرضع أولادها لبن الإيمان العديم الغش مع لبن الرضاعة. *كنت محبوباً من الرب ومحبوباً من أمى وأبى ولكن إخوتى كانوا يغارون منى ، ولم يكونوا متعاطفين معى وقد ظهرت خشونتهم معى فى مرات كثيرة. ... ولكننى كنت كريماً معهم وكنت محباً لهم.. * كما كان يوسف الصديق كريماً ومحباً لإخوته مع أنهم حسدوه وباعوه عبداً فى مصر. **مكان نشأتى** وُلدت فى بيت لحم، التى أُطلق عليها فيما بعد إسم «مدينة داود» تكريماً لى ولها، بسبب ولادتى فيها.... *وبيت لحم معناها «بيت الخبز» ويرجع هذا الإسم إلى أن المدينة الصغيرة كانت تقع فوق تل تحته وادٍ خصيب ينبتُ فيه القمح، الذى يصنعون منه الخبز، ولذلك صار اسمها بيت لحم أى «بيت الخبز».... *وهى تقع على مسافة ثمانية كيلو مترات من أورشليم. وهى أهم مدن فلسطين فى التاريخ المقدس، فمع أنها صغيرة، جرت فيها قصة زواج بوعز من راعوث التى نجدها فى سفر راعوث ... *وفيها نشأت وفوق هذا كله ففى بيت لحم وُلد السيد المسيح الذى جاءنا مولوداً فى مذود. وفوق سهول بيت لحم رنَّت ترنيمات الملائكة: «ٱلْمَجْدُ لِلّٰهِ فى ٱلأَعَالِى، وَعَلَى ٱلأَرْضِ ٱلسَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ ٱلْمَسَرَّةُ» (لوقا ٢: ١٤). * كان صموئيل النبى ينتظر دون أن يأكل، إلى أن وصلت وكان يصفنى الكتاب بالقول{كَانَ داود أَشْقَرَ مَعَ حَلاَوَةِ ٱلْعَيْنَيْنِ وَحَسَنَ ٱلْمَنْظَرِ}(١صموئيل ١٦: ١٢)... *وهنا أمر الرب صموئيل أن يمسحنى بالدهن المقدس لأننى سأكون الملك القادم وكان المَسح بالدهن رمزاً لتخصيص الإنسان لخدمة الله. *ولا زال الله يفتش عن أوانٍ بشرية لتعمل عمله، ولقد طلبنى الرب لأعمل إرادته.... *إستراح قلب صموئيل وهو يجد الشخص الذى إختاره الله، فأخذ قرن الدهن ومسحنى فى وسط إخوتى وحل روح الرب على من ذلك اليوم فصاعداً.... *وكما كانت الأرض خربة وخالية، فصارت فيها الحياة عندما رف روح الله على وجه المياه، هكذا أعطى روح الله لى قوة جسدية وعقلية وروحية جديدة، فصارت لى معرفة الرب وإمتلأت بالغيرة على عمل الله، وإستعددت لدعوة الله لى... * كان الله يجهزنى وأنا أرعى الغنم فى البرية.... ولقد جهزنى هذا لأرعى الشعب بعد ذلك بنفس الحب والحنان. ولقد علمتنى رعاية الأغنام كيف أن الله المحب هو الراعى الصالح... *فكما أعتنى بأغنامى يعتنى الله بشعبه.... وعندما كنت أغنى للغنم تعلمت أن أعزف على العود وأنا أنشد القصائد الموسيقية.... * وعندما كنت أجلس مع أغنامى وحيداً، كنت أتأمل صلاح الله ومحبته. *وفى الليل عندما كنت أسهر لحراسة غنمى و كانت النجوم فوقى تحكى عن عظمة الله، فكتبت بعد ذلك مزمورى الذى قلت فيه: «اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللّٰهِ، وَٱلْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ» (مزمور ١٩: ١).... *لقد كانت النجوم تحكى لى عن محبة الله.. فقلت فى مزمورى الثامن «إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، ٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ ٱلَّتِي كَوَّنْتَهَا، فَمَنْ هُوَ ٱلإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ وَٱبْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ» (مزمور ٨: ٣ و٤). *لم تكن سنوات حياتى الأولى سنوات غير مجدية ولكنها كانت سنوات التجهيز فقد كان الله يجهزنى لأخدمه بعد ذلك.... *كان الله يجهّزنى لأملك على بنى إسرائيل، فتعلمت عن عظمته وعن محبته. ودربنى تدريباً كافياً ليجعل منى ملكاً عظيماً. وكنت مستعداً لهذا، فكنت منفتح القلب دوماً لمعاملات الله معه. *وهناك صفة أخرى جميلة فيك يا أبانا داود... أنك كنت متواضعاً. ... *فيقول التقليد إن صموئيل النبى همس فى أذنك وهو يمسحك ملكاً: «ستكون ملك بني إسرائيل»... ولكن هذا لم يجعلك تتكبر أو تنتفخ أبداً.... الأغلب أن إخوتك لم يفهموا معنى المسحة. *وكنت أظن أنك ستمتنع عن العودة إلى رعاية أغنامك بعد أن عرفت أنك ستصير ملكاً، وأن يقوم أحد إخوتك برعاية الغنم بدلاً منك، لكن شيئاً من هذا لم يحدث.... لقد رجعت إلى أغنامك كما كنت... *حقا يا أصدقاء لقد إختار الله داود ووافق داود على الإختيار، بتواضع وبغير كبرياء. *ليعطنا الله التواضع الذى يجعلنا نقبل أن نقوم بأى عمل مهما كان بسيطاً. ولنتعلم من مثال السيد المسيح الذى قال: « ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (مرقس ١٠: ٤٥). *** وقريباً سنكمل الحديث عن داود فإنتظرونا.... |
|