رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثم انطلق البطريرك الى منفاه مع بعض اساقفة ارثوذكسيين فوصل اليها فى 5 فبراير سنة 335م حيث قوبل فيها بأجلال عظيم من مكسيمينوس اسقف تلك المدينة وقسطنطين الصغير قائد جنود المملكة فى الغرب ... اما ماذا فعل الاريوسيون بعد ذلك مع اثناسيوس ... فهذا ما سوف نتكلم عنه الان فسر الآريوسيون بذلك وطلبوا من الملك ان يعيد اريوس الى مقامه بالاسكندرية . ولكنه ماكاد يصل اليها حتى قامت قيامة مستقيمى الرأى وقفلوا ابواب الكنائس فى وجهه فخشى الوالى حدوث شغب وامره بالخروج من البلاد المصرية فغادرها الى القسطنطينية حيث لقى حتفه كما سيأتى ذكره ... اما الكنيسة المصرية فقد لبست شعار الحزن على ابعاد رئيسها الامين ولذلك كتب الارثوذكسيون فى مصر الى القديس انطونيوس كوكب البرية ليتوسط لدى الملك فى ارجاع بطريركهم فحرر له رسالة لم تأت بفائدة بل رد عليه الملك جوابا شديدا قال فيه عن البطريرك الاسكندرى انه رجل جسور ومتكبر وغشاش ... غير انه بعد موت اريوس صمم قسطنطين على اعادة القديس اثناسيوس الى كرسيه فلم يمهله الاجل وبعد موته استولى ابنه قسنطس الاريوسى على الشرق وقسطنطين الثانى الآرثوذكسى على الغرب ... وقيل ان قسطنطين الكبير اوصى قبل موته بالبابا اثناسيوس فطلبه ابنه قسطنطين مستقيم الايمان من منفاه هو وجميع الاساقفة الارثوذكسيين وطيب خاطره وارجعه الى مركزه مع رسالة كان يمدحه فيها جدا ويقول له " ان اباه المعظم ارسله الى تريف لكى ينقذه من ايدى اعدائه " وكان قدوم البطريرك الى مدينة الاسكندرية فى شهر نوفمبر سنة سنة 378م بعد ان ابعد عنها مدة 46 شهرا فقوبل بأحتفال حافل ابدى فيه الشعب المصرى من السرور والشكر مالايوصف .. ولم يجسر قسطنس الآيوسى ان يضاد اخاه بل صبر قليلا حتى يجد فرصة مناسبة لقضاء مأربه ... ولا ريب ان نبأ رجوع بطريرك الاسكندرية اليها وقع وقعا سيئا فى نفوس الاريوسيين الذين كانوا قد تقووا وعظمت شوكتهم فعملوا ثانية على الايقاع بعدوهم اثناسيوس مستندين على مساعدة قسطنس الملك الاريوسى الذى عين اوسابيوس اسقف نيكوميديا بطريركا على القسطنطينية رغما عن عدم رضاء الشعب ... اما ماذا فعل الاريوسيون ازاء ذلك فهذا ما سوف نتحدث عنه فى المحاضرة القادمة ... |
|