رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"خذوا فكُلوا، هذا هو جسدي"، "اشربوا منها كُلُكم، فهذا هو دمي" (متى ٢٦: ٢٦-٢٨) هل من شيء أجمل وأروع من هذا السرّ العظيم؟ ما من سرّ يُنتِج مفاعيل أكثر خلاصيّة وقداسة من هذا: إنّه يُمحي الآثام والخطايا، ويُكثر الفضائل، ويُفيض على النّفس بالمواهب الرّوحية كافةً. إنّه يُقدَّم في الكنيسة للأحياء والأموات، للأصحاء والمرضى، منفعةً للكل ومن أجَلَّ الكل، لأنّه تأسِّس لخلاص وقداسةِ الكل. ما من أحد يستطيع أن يعبّر عن بهجة هذا السّر وعظمته، بما أننا نستطيب العذوبة الرّوحية من منبعها، ونحتفل بذكرى الحب الذي لا يُضاهى والذي أظهره الرّب يسوع المسيح في آلامه. وأراد أن يحفر في قلوبِنا نحن الذين تبعناه عظمة هذا الحب بشكل عميق. لذا، خلال العشاء السرّي وقبل الإحتفال بالفصح مع تلاميذه، عندما كان سينتقل من هذا العالم إلى أبيه، وكان قد أحبّْ خاصَته الذين في العالم، فبلغَ به الحُبُّ لهم إلى أقصى حُدودِهِ (يوحنا ١٣: ١)، أسس سرّ الإفخارستيا كذكرى خالدة لآلامه، وكإتمام للنبوءات القديمة، وكأعجوبة تُضاهي سائر أعاجيبه ومعجزاته. ولأولئك الذين كان غيابه سيملأهم حزنًا، ترك لهم ولنا هذا العزاء الذي لا مثيل له، وقال: "أقولُ لكم: لن أشربَ بعدَ الآن من عَصير الكرمةِ هذا حتى ذَلِكَ اليوم الذي فيه أشرَبُه مَعَكُم جَميعاً في ملكوتِ أبي" (متى ٢٦: ٢٩). |
|