|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيافا كان رئيس المجلس اليهودي (لو3: 2) في وقت محاكمة السيّد يسوع المسيح. ورئيس المجلس/ السنهدريم هو الحاكم الفعلي في شعبه، والمسؤول عنهم أمام السلطات الرومانية. وللمجلس خدّام وموظفون وشرطة وحرّاس وبصّاصون (جواسيس) يأتمرون بأمر رئيس المجلس. وكان فريق من الجواسيس والشرطة الدّينية التابعة للسنهدريم بين الجموع المحيطة بتحرّكات السيّد المسيح، متابعين ومسجّلين ومشعوذين، ليوفوا قياداتهم بالتقارير والمعلومات المفصّلة. "فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ، حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ الْوَالِي وَسُلْطَانِهِ."- (لو20: 20). ويتبيّن من العبارة (يتراءون: يتظاهرون). أي يخفون حقيقتهم ويظهرون بصورة لا تجلب الرّيب. وهذه طبيعة العناصر الأمنية والاستخبارية والتجسسية. بل أن بعضهم يطرح أسئلة ويشارك في الجدل، للتحكم في مدار الحديث أو استحصال معلومات محددة. وربما كان شاول الطرسوسي أحد أولئك الشرطة، ومن قادتهم البارزين أيضا كما يظهر لاحقا (أع7: 58؛ 8: 3؛ 9: 1- 2). وكان لتلك التقارير والمعلومات أثر في إثارة فضول بعض أعضاء المجلس وتقرّبهم من يسوع المسيح وايمانهم به ايضا أمثال نيقوديموس (يو3: 1- 2؛ 19: 39) ويوسف الرامي (يو19: 38)، وآخرين أيضا أمثال يايرس (لو8: 41) والفرّيسي في (لو11: 37). ولنا أن نتأمّل مليّا كيف جرى تجنيد يهوذا الاسخريوطي والتغرير به وإغرائه للانقلاب على سيّده، والنكاية والوشاية به، ليقبل بتسليمه لأيديهم للبطش به. ولابد أنه خلال ذلك كان يداوم على نقل الأخبار وتوصيل ما يعتقد انه يسيء به لسيّده ويخدم به أسياده القدماء لقاء بضعة من دراهم وفضة. جدير بالقول هنا أن الرقم ونوعية العملة المذكورة كرشوة وثمن دم يسوع، هي دالة رمزية فحسب. وتقال من باب التبخيس والسخرية. وهي من المتداول العرفي في التراث العبراني، وقد سبق ورودها في التناخ (1مل21: 15) وما حصل بسببها من الموت رجما أو انتحارا مزريا كما مع يهوذا الخائن. ان الرقم - ثلاثين- دالة مباشرة ليسوع حيثما ورد. أما الفضة فتدلّ على بخس الثمن [الفضة والنحاس (في الخسّة) مقابل الذهب والماس (في الرّفعة)]. فتجنيد العملاء، كما يشيع اليوم -أكثر من أي وقت- جزء من نشاط أجهزة المخابرات، يحتاج درجة عالية من المهارة والفن والامكانات والقدرات الاجتماعية والنفسية والثقافية والمالية. وقد كان يهوذا الاسخريوطي هو أمين المال بين تلاميذ يسوع، ولا يعُرَف شيء عن مهنته الأصلية قبل التلمذة، لكنه يبدو مطبوعا بحبّ الدراهم من البدء. ولا بدّ أن يقتضي اغراؤه مبالغ أكثر بكثير مما يتوفر عليه صندوق التلاميذ. فيهوذا ودوره التاريخي يؤكد حجم وخطورة المؤسسة الأمنية والبوليسية للسنهدريم، الذي يتجاوز النظرة العامة إليهم على انّهم مجموعة من الملالي ومرتزقة الدين وتجار الشريعة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوسف بن قيافا |
من هو يوسف قيافا |
"يوسف قيافا" رئيس الكهنة |
قيافا |
قيافا |