|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
من كلام الأب الروحاني المعروف بالشيخ بخصوص التوبة فمُ العفيفِ يتكلمُ بالطيباتِ، ويلذِّذ صاحبَه، ويُفرِّح سامعيه. مَن كان كلامُه مرتباً وعفيفاً، وهو طاهرٌ بقلبهِ، فهو ابنُ ميراثِ المسيحِ، ومن كان كلامُه بقلقٍ ومعكَّر بالحردِ، فهو شيطانٌ ثانٍ. فمُ الطاهرِ النفسِ يتكلمُ كلَّ ساعةٍ على خالقِهِ، ومن يسمعه يفرحُ ويقتدي به. فمُ الجاهلِ يفيضُ مرارةً، ويقتلُ صاحبَهُ، ويُسكِرُ الذين ينصتون له، وما أوفق ذلك اللقب الذي أعطاه له سليمان، إذ لقَّبه بالخنزير، يا ربُّ خلصني من لقائهِ. |
20 - 03 - 2013, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من كلام الأب الروحاني المعروف بالشيخ بخصوص التوبة
من يترحم على إنسانٍ، فإنَّ بابَ الربِّ مفتوحٌ لطلباتِه في كلِّ ساعةٍ. ذو الإفراز، بكسرةِ خبزٍ يشتري لنفسِه الملكوتَ، ومن يفرق مالَه بغير إفرازٍ، فباطلٌ هو عمله. من يُكثِر كلامَه، ويرفع صوتَه، فهو ناقصُ الرأي. الذي يلطِّف كلامَه ويتماكر ليضرَّ فهو شيطانٌ ثانٍ. من يصنع صلحاً بين الحرودين، ابن الله يُدعى، ومن يسجس ويعكِّر ويوصِّل كلاماً شريراً من واحدٍ إلى واحدٍ، فهو رسولُ الشيطانِ، وهذا تبيده النار. |
|||
20 - 03 - 2013, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من كلام الأب الروحاني المعروف بالشيخ بخصوص التوبة
من يفرحُ بحسناتِ كلِّ الناسِ، تفيضُ عليه الحسناتُ من الربِّ، ومن يَحزن بصلاحِ حالِ الآخرين، فليس بعد ذلك من شرٍّ، وبسرعةٍ يكون انكساره. الذي يتوب عن سيئاته، ولا يعود إليها أيضاً، حتى ولو كانت قبيحةً سمجةً، أكثر من خطايا السدوميين، ويُظهر من أجلِها وجعَ قلبٍ وندامةً ودموعاً، وبالجملةِ يقطعُ منه كلَّ الشرورِ، فمن ساعتِه يُولدُ من الروحِ القدس، ويكونُ من أحباءِ الله الخصوصيين، وبدالةٍ يأخذُ طهارةً معتوقةً من خزي المجرمين، وتُعادُ إليه بتوليةٌ لم تتدنس البتة، ويُدعى زرعاً إلهياً لم يخطئ قط، ويقبل في قلبهِ عربوناً بثباتِ رجائهِ، وتعطيه الرحمةُ الأبويةُ ثقةً واتكالاً ونسياناً للخطيةِ بالكمالِ من قلبهِ كأنها لم تكن. |
|||
20 - 03 - 2013, 03:06 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من كلام الأب الروحاني المعروف بالشيخ بخصوص التوبة
أيتها الرحمةُ الفائضةُ، ما أوفرك يا مَن أَعطيتِ لنا نحن الموتى بالخطايا رَحِماً مقدساً الذي هو التوبةُ، يلد بنينَ جدداً من عتقٍ، أطهاراً من أنجاسٍ، منيرين من مظلمين. من لا يعجب من رحمتِك يا ربنا؟ ومن لا يعترف لنعمتِك؟ يا من أتيتَ إلى الميلادِ لتلدنا من بطنِ التوبةِ على شبهك كشبه مريم والدتك. السُبح لك يا آب الكلِّ، يا من أعطيتنا أمًّا جديدة بالميلادِ الجديد، وإن كنا بصبوتنا قد تنجسنا بكل نتنٍ، لكنها تُجلِّي وتطهِّر، وتحسِّن، وتغطي تحت أطرافِها مثل المربية، أولئك الذين وُلدوا منها حتى يصلوا إلى عندك محبوبين وأحباء، ليكونوا آلهةً وملوكاً، بنينَ لربوبيتك. |
|||
20 - 03 - 2013, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من كلام الأب الروحاني المعروف بالشيخ بخصوص التوبة
وإن كنتَ يا أخي تقول: «كيف تقدرُ التوبةُ أن تجددَ الإنسانَ الذي قد تدنس وفسد بالخطيةِ؟» فأقول لك: «اذكر تكوينَه الأول، ومِن أيِّ شيءٍ صار، أعني من شيءٍ حقيرٍ وسمجٍ في البطنِ الضيقِ المظلمِ، وكما رَكَّبت نعمةُ إلهنا المادةَ المنتنةَ في البطنِ المظلمةِ مكملةً تكوينَه، وأخرجته إلى نورِ هذا العالمِ. كذلك الذي أفسدَ طهارتَه بعد المعموديةِ بفعلِ الشيطانِ، واتسخ بجميعِ جراحاتِ الخطيةِ النجسةِ، بالميلادِ من حِضْنِ التوبةِ الكئيب المظلم، يخرجُ لنورِ عالمِ الروح، الذي أخذ سرَّه بالمعموديةِ المقدسةِ». |
|||
20 - 03 - 2013, 03:09 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من كلام الأب الروحاني المعروف بالشيخ بخصوص التوبة
«وكما أن ذلك المني السمج، إن رُمي في أرضٍ واسعةٍ مضيئةٍ، ولم يدخل البطنَ الضيقَ المظلم، يكون بلا منفعةٍ ولا يتشبه بالذي ولده، هكذا الذي تسمج بالخطيةِ، إذا لم يدخل البطنَ (أي التوبة) الضيق المظلم، فإنه يكون بلا منفعةٍ، وغيرَ متشبه بمن ولده في المعموديةِ المقدسةِ. وكما أن آدم الجَسَدَاني، من حواء يُولد له بنون بشبهِه لعالمِه الجسدي، كذلك المسيح، آب العالم الروحاني، من المعموديةِ والتوبةِ، يُولد له بنون بشبهِه للعالم الروحاني، كما ينادي لهم رأسُ حياتهم قائلاً: توبوا، فقد اقترب ملكوتُ السماوات». |
|||
20 - 03 - 2013, 03:10 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من كلام الأب الروحاني المعروف بالشيخ بخصوص التوبة
«فكيف نجدها إن كانت قريبةً؟ يا أبانا أرنا إياها». «إنها على البابِ اللطيفِ الضيق، وكلُّ من يصبر لصعوبته المظلمة، ويخرج منه، لوقته يلقَى ملكوت النورِ ويتنعم، وذلك الباب الذي لمدخل الحياة، فإنه في أيِّ بلدٍ يوجد داخلكم، وبابها هذا، هو التوبةُ. إن التوبةَ تعيد حياةَ المعموديةِ التي للغفرانِ، وكما أن المني الحقير بالبطنِ المظلمةِ يقتني شبه أقنوم آدم، كذلك والإنسان السمج بالخطيةِ، إن كان يدخلُ لكورِ غليان التوبةِ، يَجلَى ويَطهُر ويقتني بالنعمةِ المجدِّدة، شبهَ حُسنِ المسيح شعاع الآب». |
|||
20 - 03 - 2013, 03:12 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من كلام الأب الروحاني المعروف بالشيخ بخصوص التوبة
«التوبةُ هي أمُ الحياةِ، وطوبى لمن يُولد منها، فإنه لا يموت. وكما ينادي المسيحُ لخواصِّه بالتوبةِ، كذلك يُبعدُ الشيطانُ الناسَ عن سماعِ هذا النداءِ، وبالشطارةِ واللهو يغطي قلوبَهم». |
|||
20 - 03 - 2013, 03:13 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من كلام الأب الروحاني المعروف بالشيخ بخصوص التوبة
«التوبةُ هي ترياقٌ لأوجاعِ الخطيةِ القاتلة، وعذابٌ عظيمٌ للشيطانِ مضادها. إنها تُخلِّصُ وتعتق المسبيين الذين سُبوا بشرِّهِ، وأتعابُه التي تعبها في سنين كثيرةٍ، تُضيِّعها التوبةُ في ساعةٍ واحدةٍ، والعبيدُ الذين بمشيئتِهم أخضعوا حريتَهم له، تعيدُهم إلى ميراثِهم، وتعذِّب مَن خدعوهم. زرعُ الشوكِ الذي زُرع بأرضنا، ورُبيَ بحرصٍ في سنين كثيرةٍ، في يومٍ واحدٍ تحرقه، وتطهِّر أرضَنا، حتى تعطي أثمارَ زرعِ فلاح المسيح ثلاثين وستين ومائة. الحصون التي بناها في زمانٍ طويلٍ، ليسجنَ فيها أسراه، الذين سُبوا في الظلمةِ، بقمرٍ صغيرٍ يشعُّ فيها فتُهدَم، ويشرق النورُ في وجوهِ الجالسين في الظلمةِ، ورباطاتهم تنقطعُ، وأحزانُهم تُستبدل بالسرورِ، ودموعُهم بالفرحِ، أما رابطهم، فإنه يُربط بسيورِ الظلمةِ، ويُسلَّم بأيديهم للعذابِ. كلُّ فلاحتِهِ تفسدُ، وكلُّ الأوجاعِ التي صنعها بغيرِ عبيدِه، تطيبُ وتُشفى، وكلُّ قتلاه يقومون، وكلُّ فخاخهِ تنكسر، وكلُّ أشراكِهِ تقطع، وتهيئ الطريقَ قدام محبيه، حتى يمشوا بلا عثرةٍ في طريقِ المسيحِ واهبها». |
|||
20 - 03 - 2013, 03:15 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من كلام الأب الروحاني المعروف بالشيخ بخصوص التوبة
«إنها (التوبةُ) تجعل الزناةَ بتوليين، كما تَجلي النوراني الذي علاه الصدأُ. إنها من الماخورِ إلى البريةِ تجتذبُ لعملِ الملائكةِ، والمضيئون الذين حقَّروها تركتهم، فنزلوا إلى الجحيم السفلي. هي تَدخلُ إلى مخادع الزانياتِ، وتجتذب الزناة، وتلدهم من حضنها بتوليين للمسيحِ. تردُّ الكافرين إلى الرسوليةِ، والرسل الذين نزعوها لبسوا الظلمةَ. إنها لِباسُ العالي، وللابسيه تُلبس مجدَ يسوعِ رداءً. هي تجتذبُ من الطرقاتِ إلى الملكوتِ، ومن بين السياجات تُدخل إلى العرسِ. إنها من السوءِ تصونُ المضيئين، وتجعلُ العميان مبصرين. هي تقلع الشجرةَ التي أثمارُها سمُّ الموتِ، وشجرةُ الحياةِ تُغرس بفردوسنا. هي حاملةٌ براحتِها طيبات النعمةِ، والذين نتنوا بالنجاسةِ، إن قبلوها تطيب. إنها قائمةٌ ببابِ الختن السماوي، وكلُّ من عبر بها استقبل وجهَه بيدِها، ووضعوا إكليلَ العرسِ، وكلُّ من تطامن قدامها، جعلته متكئاً في الحَجلةِ، بيدها وضعوا مفاتيحَ ملكوت السماواتِ، فكلُّ من أحبها وعشقها جعلته أميناً». |
|||
|