+ ولكن بولس لم يستطع خلال هاتين السنتين من أن يؤدي العمل الذي اشتعلت به نفسه: إنه لم يُكرز ولم يكتسب نفسًا واحدة لربه. وهنا نقف قليلًا للتأمل لقد صارع صراع الجبابرة ليحرر المسيحية من ربقة الناموس؛ ونادى حيثما ذهب بحرية مجد أولاد الله الذين تجمعهم محبة السيد المسيح حيث لا يهودي ولا يوناني. بل إنه اختبر هذه الحقيقة عيانًا. فما الذي جعله يقبل مشورة المتهوّدين ويذهب ليتطهر مع الرجال الأربعة الذين عليهم نذر؟ ترى، لو لم يكن قد فعل هذا أكان يصيبه الأذى الذي أصابه؟ لا نعرف على وجه التحقيق. ولكن الله أعطانا عِبْرَة في كيفية تعامله مع موسى، فقد أطاع موسى كل ما أوصاه به الله. ومرة واحدة فقط لم ينفّذ الأمر الإلهي بالضبط بل ضرب الصخرة بدلًا من أن يكلمها. فعاقبه الله بأنه لن يَرَى أرض الموعد (عدد 20: 7-13).