|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في نظر الله، ليس هناك أهمّ من أن يكون الإنسان عاملا. لذلك ينبغي أن نأخذ دائما بنظر الاعتبار، وفي صميم قلوبنا، السؤال التالي: ما هي إرادة الله؟ لكن آه، فهذا الأمر بالذات لا يمكننا أن نفعله! فكيف للمرء أن يفعل ذلك؟ فها هنا يبدأ إنكار الذات. فهذه هي إرادة الله. لذلك، فهي إرادتي أيضا، وملك وكنز قلبي أيضا. وأريدها لأن الله يريدها، ولابد وأن تتحقق لأنها إرادة الله. وسأكرّس حياتي في سبيلها، وسأبذل جسدي وحياتي في سبيلها. فهذا هو الأسلوب الذي يمكننا فعلا أن نقدم به حياتنا كذبيحة حية لله، ونعمل حق العمل من خلال تلك الذبيحة، فهذه ذبيحة حياتنا كلها. أيها الأصدقاء الأعزاء، هناك قوة عظيمة كامنة في هذا. ضحُّوا بأنفسكم، ولو مرة واحدة، في سبيل إرادة الله! فلن يذهب عملكم سدىً. وضحُّوا بأنفسكم في سبيل الحق، وفي سبيل عدل الله. ضحُّوا بأنفسكم، على خلاف المنطق البشري، في سبيل أمر صالح حقا. ضحُّوا بأنفسكم في سبيل المسيح في كل الأشياء، وفي سبيل مجتمع الكنيسة المتقاسم الذي يطلب ملكوت الله أولا. فهناك قوة هائلة كامنة في هذا. ولقد سيق في العصور الماضية آلاف الناس للموت بسبب هذه القضية. وقدموا حياتهم بفرح، على الرغم من أنهم تعرضوا لأشد وأقسى تعذيب، إلا أنهم بقوا أقوياء وأشداء لأنهم ثبتوا على إرادة الله بكامل الحزم. أما في هذه الأيام فنرى الناس يتجنبون ويتهربون من حمل أعباء أي صليب كان. فلا يتجرّأ أحد على القيام بأي شيء بعد الآن. ولا يخاطر أحد بأي شيء. وترانا نصاب بالجبن بمجرد أن يحدث شيء على عكس الأسلوب الدارج. ونخشى من آراء الآخرين. لكن لو أردنا أن نفرح في المسيح فرحا أبديا لا ينتهي، لوجب علينا أن نتعلم التضحية بأنفسنا. فلا يوجد سبيل آخر. فلن تتحسن الأمور في العالم ما لم يسترخص الناس ذواتهم ويصيروا عَمَلَة لله. فلن تغيّر المسيحية المسترخية العالم أبدا. |
|