|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ربما كانت أقصى أمنيات أيوب أن يُشفَى جسده، وتعود إليه صحته ولو عاش فقيرًا، لكن ما أروع عاقبة الرب معه، فلقد فاقت تعويضات الرب كل التوقعات، وتعدَّت كل الأماني والتطلعات، فلقد عادت إليه الصحة الجسمانية، وأصبح له الضِعف من الغنم والإبل والبقر والأتن، وعوَّضه الرب عن بنيه وبناته - العشرة - بسبعة أولاد، وثلاث بنات هن أجمل نساء الأرض. بكل تأكيد كان أيوب في ذلك الوقت مبهورًا فخورًا بإلهه وسيده، وهو يري قدرة يده وعظمة ذراعه. كان أيوب في أولاه غنيًا لكنه صار في آخرته أغنى، كان عظيمًا لكنه صار أعظم، كان معدنه نقيًا ونفيسًا لكنه - بعد التجربة - صار أنقى وألمع. لكن أحلى وأجمل الدروس هو أن أيوب أدرك إلهه بطريقة أعمق، واختبره بصورة أروع، وهذا يتضح من كلماته للرب قائلاً: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ ... بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي» (أي42: 2-5). عزيزي القارئ: يا من تجتاز ألمًا قاسيًا، أو تختبر ضيقةً مريرةً، أدعوك أن تصبر كما صبر أيوب في يومه، لا صبر اليأس والإفلاس، بل صبر يجدِّد القوة والبأس. ثق أنك قريبًا سترى عاقبة الرب معك، عاقبةً مجيدةً. هو لم يََقُل كلمته بعد، لم يُصدِر أوامره الحاسمة للأمور بعد، انتظر الرب وانتظر خلاصه، وقُلْ مع من قال: «لِخَلاَصِكَ انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ» (تك49: 18). |
|